التحرش الجنسي ولبس الفتاة.. ماذا عن ذات النقاب؟
الأربعاء، 08 يوليو 2020 03:11 ص
جدال لا ينتهي ومشاحنات لا تتوقف.. ربما يصلح هذا ليكون عنوان القضايا المتجددة للتحرش بالفتيات في مصر، إذ تبدأ المعركة الكلامية مبكرا، وينقسم الجميع إلى فريقين، أول يرى أنه لا يمكن لوم الضحيه وتوجيه أي اتهام لها، وأخر يربط بين زي الفتاة والتحرش، حتى لو كانت الضحية ترتدي نقابا.
ولعل هذا ظهر جليا في تصريحات بعض الدعاة، التي لم تقف عند حد إدانة المتحرش فقط، بل ذهبت إلى ما هو أبعد، واتهمت الفتاة بتسهيل مهمة المتحرش، عبر ارتداء الملابس المثيرة والتبرج، ما أظهر إشكالية كبيرة، ودفع البعض للتساؤل: متى ينتهى الربط بين زى الفتاة والتحرش؟
والتحرش الجنسي هو تنمر أو إكراه على فعل جسدي، أو وعد غير لائق أو غير مرحب به بمكافآت مقابل خدمات جنسية. وفي معظم القوانين الحديثة يعد التحرش الجنسي غير قانوني، ويمكن أن يتضمن «التحرش الجنسي» التلميحات الجنسية، أو طلب خدمات جنسية وأي مضايقات لفظية أو جسدية لها طبيعة جنسية.
الدكتور عبد المنعم فؤاد أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، يرى أن التبرج منهي عنه في الشريعة الإسلامية ومحرم بنص القرآن، لكن التحرش جريمة واعتداء على المجتمع واستقراره ولابد له من عقاب رادع.
وبحسب فؤاد، فإن الشخص الذى أجرم في حق المجتمع وارتكب جريمة التحرش، لابد أن تكون له قوانين خاصة تعاقبه وتحافظ على المجتمع من إجرامه وإجرام أمثاله، مشيرا إلى أنه لا يمكن تبرير التحرش تحت أى دعوى أو ذريعة.
عقوبة التحرش الجنسي، القانونية تحتلف باختلاف السلطة القضائية حول العالم. ويمكن أن يحدث التحرش في العديد من البيئات الاجتماعية المختلفة مثل: أماكن العمل، المنزل، المدرسة، الأماكن الدينية، وغيرها. ويمكن أن يكون المتحرش أو الضحية من أى جنس.
في مصر خضعت عقوبة التحرش لمجموعة من التعديلات التشريعية خلال السنوات الماضية وصلت بها إلى اعتبارها جناية، عقوبتها قد تصل إلى 5 سنوات سجن.
لكن في المقابل، يشير أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر إلى أن قضية التبرج والتحرش هما خطان متوازيان ينبغي النظر إليهما معا دون إيجاد أي عذر أو مبرر للتحرش، لافتا إلى أن زى المرأة يخضع للعادات والتقاليد المستقرة داخل المجتمع.
يختلف تأثير التحرش الجنسي. ففي بحث لوكالة الحقوق الأساسية بالاتحاد الأوروبي، سُؤلت 17335 امرأة من ضحايا التحرش عن الشعور الناتج عن التعرض لأخطر حادثة تحرش تعرضن لها، وكانت أكثر الشعور انتشارًا هي الغضب والإحراج والمضايقة، بنسبة 45% من النساء شعرن بالغضب و41% شعرن بالمضايقة و36% شعرن بالإحراج.
ويقول الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن التحرش له مجموعة من الآثار بعضها جسمى وبعضها نفسى وهذا الذي يبقى أثره لفترة طويلة، رافضا في الوقت نفسه إيجاد أي عذر أو مبرر للتحرش.
ويوضح هندي، أن من أهم الآثار الجسمية المترتبة على التحرشات الجنسية أنها بتكون مصاحبة باعتداء ظاهر على البنت التى يتم التحرش بها، أما الآثار النفسية فتتضمن الشعور بالقلق بمعنى أن يصبح الإنسان بطبعه قلق وهذا يتضح من بعض المتلازمات والشعور بالاكتئاب.
ويضيف: «جميع أعراض الاكتئاب تظهر عليها من إهمال النظافة الشخصية والانسحاب الاجتماعي واضطرابات النوم، وهناك حالات تلجأ للانتحار، وتصاب بكرب ما بعد الأزمة واضطراب في الأكل وانخفاض في مفهومها حول ذاتها، واضطراب تشوه صورة الجسم وتبدأ فى إيذاء جسدها وقد تتحول إلى شخصية.
ورغم اتفاق الكثير على أن لبس الفتاة ليس مبررا لتتعرض لأي انتهاك لفظي أو جسدي، فهناك حالات كثيرة لفتيات يلبسن نقاب تعرضن لتلك الجريمة، غير أن الخطاب الإعلامي- في رأيهم- يحتاج لأن يكون أكثر وضوحا وانحيازا لضحايا التحرش، حتى لا يجد البعض المبرر والحجة الاجتماعية، للتحرش بالفتيات.