استباحة سوريا وليبيا والعراق.. أردوغان يمضي في تنفيذ أطماعه وسياسته التخريبية
الجمعة، 19 يونيو 2020 03:52 م
يستغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التراخي الدولي عن لجم الانتهاكات التركية وتدخلاتها العسكرية الخارجية في سوريا وليبيا والعراق، ليمضي في تنفيذ أحلامه الوهمية وأجندته العدوانية بأطماع توسعية في المنطقة.
وبعد أن مارس أردوغان عدوانه أجزاء من الشمال السوري في تدخل عسكري بذريعة مطاردة المسلحين الأكراد، واحتلال أجزاء من الأرض السورية يحاول اليوم انتهاك السيادة العراقية.
وقال مسؤول تركي بارز إن بلاده تعتزم إقامة مزيد من القواعد العسكرية المؤقتة في شمال العراق، بعد أن كثفت ضرباتها على المقاتلين الأكراد هناك، وقال إن هذه الجهود ستضمن أمن الحدود.
ويومي الأحد والثلاثاء الماضيين، نفذت أنقرة عمليتين منفصلتين في شمال العراق ضد حزب العمال الكردستاني ردًا على ما قالت إن «هناك تزايد لهجمات المقاتلين الأكراد على قواعد الجيش التركي على الحدود بين البلدين».
وقالت وزارة الدفاع التركية إنها ضربت أمس الخميس «أكثر من 500 هدف لمقاتلي حزب العمال الكردستاني بطائرات إف-16 وطائرات مسيرة ومدافع هاوتزر في إطار عملية في منطقة هفتانين».
وقال المسؤول التركي البارز بحسب صحيفة «ميدل إيست» إن أنقرة بدأت العمليات بعد محادثات مع السلطات العراقية من أجل إبعاد المقاتلين عن حدودها واستهداف قوات حزب العمال الكردستاني وقدراتهم اللوجستية.
وأضاف «الخطة هي إقامة قواعد مؤقتة في المنطقة لمنع استخدام المناطق المطهرة للغرض نفسه مرة أخرى. هناك بالفعل أكثر من عشر قواعد مؤقتة هناك. وستقام قواعد جديدة».
قواعد تركيا
وتمتلك تركيا قواعد عسكرية عدة في كردستان العراق من ضمنها قاعدة "بامرني" شمال مدينة دهوك، وهي تحتوي على مهبط للطائرات.
وتحاول إنشاء قواعد عسكرية في دول مثل ليبيا وقطر، كما تخطط لإنشاء قاعدتين عسكريتين في الغرب الليبي ما يمثل خطرا على منطقة الشرق الأوسط، حيث ستكون القواعد التركية في ليبيا منطلقا لمزيد من التهديد لأمن شمال إفريقيا وجنوب أوروبا حيث ستستقبل الأسلحة والمرتزقة ومن المتوقع أن تكون محطة للتجسس على دول المنطقة ومراقبة التحركت الدولية في البحر المتوسط.
وتهاجم تركيا مقاتلي حزب العمال الكردستاني باستمرار، سواء في جنوب شرق تركيا الذي تقطنه أغلبية كردية أو في شمال العراق حيث يتمركزون، وحذرت في السنوات الأخيرة من هجوم بري محتمل على قواعد الحزب في منطقة جبل قنديل في العراق.
وقال سفير تركيا لدى بغداد فتحي يلدز، على تويتر الثلاثاء الماضي إنه استدعى إلى وزارة الخارجية العراقية بسبب العملية التركية العدوانية، لكنه أضاف أن "حملة أنقرة ستستمر، وليس هناك مدة زمنية للعملية، العملية ستستمر حتى تحقق أهدافها"، بحسب رويترز.
ومن جانبها ردت بغداد أمام العدوان التركي مطالبة من أنقرة بسحب قواتها من الأراضي العراقية والكف عن الأفعال الاستفزازية.
وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان الخميس إنه تم استدعاء السفير التركي في بغداد فاتح يلدز مجددا إلى مقر الخارجية وسلم "مذكرة احتجاج شديدة اللهجة"، كما تم استدعاء السفير الإيراني لدى العراق بشكل منفصل وسلمته مذكرة احتجاج.
وحذر العراق تركيا بأنه "يحتفظ بحُقُوقه المشروعة في اتخاذ الإجراءات كافة التي من شأنها حماية سيادته وسلامة شعبه"، ملوحا باللجوء "إلى مجلس الأمن والمنظمات الإقليميّة والدوليّة على النُهُوض بمسؤوليّتها".
وقبل 9 أعوام، فتحت تركيا أبوابها للجماعات المتشددة وللميليشيات المسلحة في سوريا وليبيا، بالتوازي مع تقوية شوكة تنظيم الإخوان الإرهابي، وسمح لتلك الجماعات باستخدام الأراضي التركية في الحرب الهادفة للهيمنة على بلادهم.
ونتيجة لذلك تمكّن الرئيس التركي من التغلغل في ليبيا، البلد الغني بالنفط، عبر بوابة حكومة الوفاق، أما في سوريا وجد أردوغان له موطئ قدم باستغلال ميليشيات إرهابية وجماعات مسلّحة لتحقيق أهدافه على الأرض، أما في اليمن فيحاول الرئيس التركي إعادة سيناريو سوريا.
ووجهت وسائل الإعلام الدولية، اتهامات إلى تركيا، باستغلال جائحة كورونا لتبادل شحن الأسلحة والمعدات العسكرية مع مليشياته في دول عدة، بحجة إيصال مساعدات طبية طارئة من قبل أنقرة، خاصة بعد تقارير أخيرة كشفت أنّ طائرات شحن تركية لم تكن تحمل مستلزمات طبية وإنما ذهبت لتعود إلى ليبيا محمّلة بالأسلحة من بعض الدول.