هل قتلت المستفشيات الخاصة مريض كورونا المنتحر في «أوسيم»؟

الإثنين، 15 يونيو 2020 12:00 ص
هل قتلت المستفشيات الخاصة مريض كورونا المنتحر في «أوسيم»؟
أرشيفية
رضا عوض

من يتحمل فاتورة دم شاب أوسيم المصاب بكورونا والذي انتحر أول أمس؟ الإجابة هي المستشفيات الخاصة التي حولت مهنة الطب إلى تجارة رافعة شعار «الأرباح أولا»، وهو ما دفعها لرفض استقبال الشاب الفقير الذي أصيب بفيروس كورونا، بعد أن فشل في العثور على مكان داخل مستشفيات وزارة الصحة، لتلجأ أسرته لإحدى المستشفيات الخاصة في محاولة لإنقاذه من الفيروس، إلا أنهم رفضوا استقباله قبل دفع مبلغ مالي كبير لم تستطيع الأسرة توفيره.

عندما أصيب الشاب الثلاثيني «علاء شكري»، ابن قرية «أوسيم»، الذي يعمل سائقا بأعراض وباء الفيروس المستجد، ليسرع لعمل التحاليل التي أثبتت إصابته وهو ما استدعي دخوله المستشفى، إلا أنه لم يجد مكانا له في حميات إمبابة، فأسرعت به أسرته لعدد من المستشفيات الخاصة التي رفضت استقباله قبل دفع مبلغ مالي كبير، وهو ما لم تستطيع الأسرة توفيره ليتجه الشاب المصاب إلى العزل المنزلي بعد أن أجبر زوجته وأولاده على الإقامة لدى أهله في نفس المنزل بعيدا عنه، حيث كانت تقوم بإدخال الطعام والشرب له كل يوم والاطمئنان عليه عن طريق الاتصالات الهاتفية».

وبعد 8 أيام من إصابته بالمرض، بدأت الأعراض تزداد حدة ولم يعد يتحملها، وهو ما دفع أحد أقاربه لمحاولة مساعدته، بنقله إلى أحد المستشفيات الخاصة لوضعه تحت الملاحظة، ولكنهم لم يتمكنوا من نقله بسبب ارتفاع تكاليف المستشفيات الخاصة التي رفضت تسعيرة وزارة الصحة وطلبت دفع مبالغ مالي كبير «تحت الحساب».

في تلك الأثناء ساءت حالة الشاب الصحية مع ارتفاع درجة الحرارة، إذ أجرى اتصالا أخر بشقيقه ليخبره عن عدم قدرته تحمل آلام مرضه وأن حرارته مرتفعة دائماً، وطلب من نقله إلى أحد المستشفيات الخاصة لتلقّي العلاج، إلا أن شقيقه أخبره أن عائلته لا تقدر على تحمّل تكُلفة علاجه في مستشفى خاص، وهو ما ادخل الشاب في حالة حزن شديد بسبب حالة الفقر التي منعته من العلاج فقرر الانتحار وقام بشنق نفسه في مكان إقامته في منزل عائلته المكوّن من ثلاث طوابق حيث وجدته زوجته معلقاً بحبل في أنبوب الغاز الطبيعي.

مأساة الشاب كشفت رفض المستشفيات الخاصة الوقوف إلي جانب الحكومة  في مواجهة فيروس كورونا، بعد أن تمسك أصحاب المستشفيات بمبدأ «الأرباح قبل الأرواح» ولم يكن أمام المسئولين إلا محاولة اجبار المستشفيات علي استقبال مرضي كورونا بوضع تسعيرة اجبارية لأسعار المستشفيات، وهو ما وصفه أصحاب المستشفيات بالأسعار غير العادلة، مؤكدين أن تكلفة إقامة المريض في الليلة الواحدة بحسب ما حددت وزارة الصحة من 1500 إلي 10 آلاف جنيه يجب أن ترتفع عن ذلك.

لم تكتف المستشفيات الخاصة بهذا وحسب، بل أنهم هددوا بالانسحاب من تقديم الخدمة الطبية لأن أسعار العلاج لم تعجبهم، وهناك من امتنع بالفعل عن استقبال المرضى لعدم دفعهم مبلغا ماليا تحت الحساب، بل هناك من احتجز مريضًا بالفيروس رهينة لأنه لم يستكمل دفع فاتورة المستشفي رافعين شعار مين يقدر علينا؟

وبحسب قرار وزارة الصحة فقد حددت تكلفة اليوم الواحد للمريض بالعزل بالقسم الداخلي بما يتراوح بين 1500 و3000 جنيه، فيما حددت تكلفة اليوم الواحد للمريض بالرعاية المركزة شاملة جهاز تنفس صناعي بما يتراوح من 7500 و10000 جنيه، كما تم تحديد تكلفة اليوم الواحد للمريض في الرعاية بدون جهاز تنفس صناعي من 5000 إلى 7000 جنيه. وقالت وزارة الصحة إن الأسعار شاملة الخدمة والمستلزمات وأجور الأطباء والتمريض والإقامة بالكامل والتحاليل والأشعة، ومستلزمات مكافحة العدوى والمستلزمات الطبية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق