المستشفيات الخاصة تشعل سوق «بلازما المتعافين» وتدير شبكات إلكترونية لبيعه بأعلى الأسعار

لا تترك المستشفيات الخاصة فرصة للمتاجرة بالألآم البشر إلا وتستغلها، وهو ما ظهر في أزمة المتاجرة ببلازما المتعافين من فيروس كورونا، حيث بدأ يظهر " بيزنس بلازما المتعافين " بعد دخول المستشفيات الخاصة سباق شراء البلازما من المتعافين بأعلي الأسعار وبيعها للحالات الحرجة بأرقام فلكية، حيث بدأت هذا السباق فور إعلان وزارة الصحة عن بداية تطبيق برتوكول العلاج بالبلازما في مصر مناشدة المتعافين بالتوجه إلى أقرب مركز نقل دم تابع لخدمات نقل الدم القومية بوزارة الصحة والسكان، للتبرع بالبلازما، في نفس الوقت الذي باركت فيه المؤسسات الدينية تلك الخطوة، من باب " ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ".

وبالبحث وراء تجار الدم الجدد، اكتشفت "صوت الامة " وجود عشرات المجموعات علي مواقع التواصل الاجتماعي لبيع بلازما المتعافين والتي تديره شبكة من أصحاب المستشفيات الخاصة والمعامل والمراكز الطبية الخاصة .

وبالبحث وراء تجار الدم الجدد، اكتشفت "صوت الامة " وجود عشرات المجموعات علي مواقع التواصل الاجتماعي لبيع بلازما المتعافين والتي تديرها شبكة من أصحاب المستشفيات الخاصة والمعامل والمراكز الطبية الخاصة .

كارثة انسانية وفضيحة أخلاقية   

                                                                                                                                     تعمل هذه المجموعات علي صفحات التواصل الاجتماعي، فالبعض يطلب بلازما لمتعافي فصيلة B بأي سعر يحدده، وأخر " يستعطف"  أعضاء الجروب من المتعافين لبيع 5 سنتيمتر بلازما لمريض وضعه خطير ووصل السعر إلى 2000 دولار.

وقد رصد الدكتور جمال شعبان عميد معهد القلب السابق، هذه الكارثة وكتب في تدوينه له عن مريض تعافي من كورونا ثم باع بلازما الدم بمبلغ 20 ألف جنيه.

وتوالت ردود الفعل الغاضبة في التعليقات، فالبعض استنكر بيع بلازما المتعافين، وأنها فرض على كل متعافي لمساعدة المرضي، بينما رأى آخرون أن الشخص الذي باع بلازما الدم بمبلغ 20 ألف جنيه، يمكن أن يكون ضحية سماسرة بيع الأعضاء او ضحية مستشفى فاسد أو معمل فاسد.

من ناحية أخري انتشرت تدوينات غاضبة علي مواقع التواصل الاجتماعي تستنكر بيع بلازما المتعافين، وكتبت مايا : ( هو بجد فيه متعافين عاوزين يبيعوا البلازما؟ عايزين ربنا يرحمنا ازاي).

وقال أخر " فعلا عقلي مش مستوعب أنه فيه مريض وادري الناس بصعوبة الفيروس ووجعه وكان بينه وبين الموت مافيش، ولما ربنا ينعم عليه بالشفا وكرمه  يبيع البلازما لمريض تاني في نفس حالته.. أيه الجبروت دا"

من جانبه حذر الدكتور إيهاب سراج الدين مدير بنوك نقل الدم القومية بوزارة الصحة والسكان، المستشفيات والمعامل الخاصة من فصل بلازما المتعافين من فيروس كورونا لحقنها فى المصابين، مؤكدًا أن البنوك الــ 5 التابعة لوزارة الصحة هي الآمن للمتبرعين المتعافين من كورونا،

 وتابع: لدينا إمكانيات ضخمة لتأمين البلازما وتحديد كفاءتها قبل حقنها في المصابين بكورونا، مشيرا إلي أن بلازما المتعافين من كورونا لا يمكن حقنها للمرضى الذين يتم وضعهم على جهاز تنفس صناعي وفقط، ومن يحصلون عليه هم الحالات الحرجة والتي لم يتم وضعها علي جهاز تنفس صناعي.

وأضاف أن دعوة الدكتورة هالة غلي وزيرة الصحة والسكان للتبرع بالبلازما من المتعافين من كورونا، تسببت في مضاعفة حالات التبرع بين المتعافين، مشيرا إلى أن المتبرع المتعافي لا يحصل على أى مبالغ مالية وكذلك المريض الذي يتم حقنة بالبلازما يحصل على ذلك مجانا.