الإسلام قَيّد الزواج ولم يتركه للأهواء
السبت، 16 مايو 2020 04:57 م
والله لو أن هذا الدين، أعني الإسلام رسالة، سيدنا محمد، قد دهن نفسه بعسل النحل أو بما هو أطيب منه لظلت قلوب بعضهم تشمئز منه، وتصطاد كلمة من هنا وثانية من هناك لكي تشنع على هذا الدين القيم.
الأسبوع الماضي قام مسلم من المسلمين، مسلم واحد، بالزواج على زوجته، وألتقط لزوجتيه صورة ونشرها على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، فقامت قيامة الذين يرون القذى في عين الإسلام ولا يرون الخشبة التي في أعينهم وفي أعين حلفائهم.
قالوا: إن هذا الدين يهين المرأة عندما يسمح للرجل بأن يتزوج عليها.
يا رجل! ومَنْ يسترد للمرأة كرامتها عندما يخونها زوجها؟.. هل الزنى واتخاذ العشيقات كرامة وشرف ومروءة والجمع بين زوجتين أو حتى أربع يثير الغثيان ويقلب المعدة؟.
لقد جاءت رسالة خاتم الرسل لتحرر الإنسان من الأوهام وتعلو بكرامة البشر، فإذا كنت تريد الإنصاف فانظر إلى حال الجزيرة العربية قبل الإسلام وبعده في تلك النقطة تحديدًا .
إذا نظرت بإنصاف إلى أمر الزواج عند العرب قبل الإسلام ستجده على أنواع، إليك أشهرها.
1ـ نكاح البعولة: وهو أن يخطب الرجل امرأة فيصدقها ثم ينكحها، وهذا النوع هو الذي أقره الإسلام لأنه قائم على الإيجاب والقبول وعلى الخطبة والمهر.
2ـ الاستبضاع: وهو أن يسلم الرجل زوجته إلى رجل آخر يكون ثريًا أو قويًا أو فارسًا، وتمكث الزوجة معه يعاشرها حتى تحمل منه، ثم تعود بحملها إلى زوجها الأول لكي تلد له ولدًا قويًا!، وهذا النوع من الزواج الذي ليس به ما يزن قشرة بصلة من الكرامة لم يكن مقصورًا على عرب الجزيرة، فقد كان شائعًا في حضارات أخرى.
3ـ المُخادِنَة: والمخادنة مذكورة في القرآن: "ولا متخذات أخدان". كانت المرأة تصادق عشيقاً غير زوجها، وكان للعشيق حق الزوج، وكان للعشيقة حق الزوجة! هذا مع وجود زوج رسمي!.. وأظن أن هذا اللون من العلاقات شائع معروف حتى يوم الناس هذا، وإن كان يتسمى باسم معاصر فيقال:" فلانة صاحبة فلان وفلان يصاحب فلانة".
4ـ البدل: وهو المعروف بتبادل الزوجات لفترة لجلب المتعة ولكسر الملل!.. ونحن نرى جهود رجال شرطة الآداب في مكافحة هذا النوع من العلاقة، وقديمًا رووا عن أبي هريرة قوله: "إن البدل في الجاهلية، أن يقول الرجل للرجل: انزل لي عن امرأتك، وأنزل لك عن امرأتي".
5ـ المضامدة: وهو أن تجمع المرأة بين أكثر من زوج، وكانت بعض النساء يفعلن ذلك في أوقات القحط فتأكل عند الأول والثاني والثالث وهكذا، وقد أحسن الشاعر أبو ذؤيب الهذلي عندما قال: "تريدين كيما تضمديني وخالداً/ وهل يجتمع السيفان ويحكِ في غمدٍ؟".
6ـ الرهط: وهو أن تبيح المرأة نفسها لجماعة من الرجال فإذا حملت، تختار هى بنفسها والد جنينه!.. ولا يستطيع الذي وقع اختيارها عليه أن يرد كلمتها!.
7ـ ذوات الرايات: هن المعروفات الآن بالبغايا، لكن هذا النوع لم يكن له طقوس الزواج ، فهو أجر مقابل عمل!.
تلك كانت أشهر ألوان وأنواع الزواج، فجاء الإسلام وأهدرها جميعًا اللهم إلا الزواج الذي نعرفه الآن، ثم خطا الإسلام خطوة جبارة في تحديد مرات الزواج، فقبل الإسلام كان للرجل أن يتزوج بأي عدد شاء، فقد أسلم غيلان بن سلمة الثقفي وفي عصمته عشر نسوة، فقال له النبي "اختر منهن أربعًا"، وقال وهب الأسدي: أسلمت وعندي ثمان نسوة، فذكرت ذلك للنبي فقال النبي "اختر منهن أربعاً".
وعن نوفل بن معاوية، قال: أسلمت وتحتي خمس نسوة، فسألت النبي فقال: "فارق واحدة، وأمسك أربعًا".
ثم هل بيد أحد دليل يحصر به زوجات أنبياء بني إسرائيل ورسلهم، عليهم جميعًا السلام؟.. هل يعرف أحد عدد زوجات نبي الله داوود؟.. هل يعرف أحد عدد زوجات نبي الله سليمان بن داوود؟.. نحن نعرف يقينًا أن خليل الرحمن كان يجمع بين السيدتين سارة وهاجر، وهذا على اليقين والله أعلم هل كان له زوجات غيرهما أم لا .
الإسلام فقط، أعني شريعة سيدنا محمد، هى فقط التي قالت بأربع زوجات للرجل، ثم الأمر ليس متروكًا للمزاج والأهواء فرسولنا الكريم قال: "إن الله لا يحب كل ذواق من الرجال ولا كل ذواقة من النساء"، يعني الرجل يتزوج لكي يذوق المرأة ثم يطلقها ليذوق غيرها وهكذا، والمرأة تتزوج لتذوق الرجل ثم تطلب الطلاق لتذوق غيره.
والذي يريد الإنصاف عليه أن يقرأ ويبحث في شروط الجمع، وهى شروط شديدة جدًا يكاد لا يطيقها إلا الرجل من بين كل عشرة آلاف رجل .
وبعدُ فقد قرأت لواحد من الذين يثيرون الشبهات حول سيرته صلى الله عليه وسلم فقد قال: نبيكم "والحق أنه قال الراجل بتاعكم!" رفض أن يتزوج علي بن أبي طالب على فاطمة بنت محمد من ابنة أبي جهل، وهذا الكلام نصفه صدق ونصف كذب، الصدق أن الرسول رفض فعلًا أما الكذب فهو في سبب رفض الرسول، لقد قال رسولنا الكريم: "وإني لستُ أُحرم حلالاً، ولا أُحلُ حراماً، ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله بمكان واحداً أبداً".
هل ترضاها أنت لنفسك حتى ترضاها للرسول؟.. لقد رفض الرسول لأن الزوجة الجديدة هى ابنة أبي جهل الذي عاش ومات على حرب الله ورسوله.
وبعدُ هل نعالج مشكلاتنا الاجتماعية بعيدًا عن التشنيع على الإسلام أم لن نحل مشكلاتنا إلا بوضع الدين دائمًا وأبدًا في قفص الاتهام؟.