بعد رصد 9000 موقع.. كيف استغلت الدول كورونا لصالحها؟
الخميس، 07 مايو 2020 05:00 م
نتج عن انتشار فيروس "كورونا" المستجد استغلال العديد من الدول سواء في ممارسة انتهاكات أو زيادة قيود، أو نشر إرهاب واستغلال منصات التواصل الاجتماعي في نشر شائعات، وكان أخرها ما أكدته الدكتورة غادة والي، وكيل أمين عام الأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة، برصد أكثر من 9000 موقع يحتوي على استغلال وانتهاك جنسي للأطفال.
وأشارت إلى أن الرقم تضاعف ثلاث مرات عن ما قبل أزمة كوفيد 19، وأن الزيادة في عدد ساعات استخدام الأطفال للإنترنت كان بمثابة فرصة لكثير من المجرمين لاستغلال الأطفال، وذلك عبر مناقشتها الجريمة عبر الإنترنت بعنوان "الحماية والوقاية من جرائم الإنترنت أثناء كوفيد 19".
المعهد الدولي للصحافة
كما أعلن المعهد الدولي للصحافة أن الحكومات في دول العالم استغلت جائحة كورونا لزيادة القيود المفروضة على حرية الإعلام، و أكد المعهد إن الأزمة الصحية التي يواجهها العالم أتاحت الفرصة للدول الديمقراطية والاستبدادية، بزيادة سيطرتها على وسائل الإعلام، تحت ذريعة محاربة نشر معلومات مضللة ومغلوطة.
وجاء في التقرير أن الدول الاستبدادية لطالما استغلت قوانين الطوارئ لخنق وسائل الإعلام المستقلة وتجريم الصحافة، أما في فترة الجائحة، فإن الدول الديمقراطية أيضا باتت تبذل جهودا أكبر للسيطرة على الإعلام وتقيد إمكانية الوصول إلى المعلومات حول تفشي الوباء.
وأعلن المعهد ومقره في فيينا، عن توثيقه لـ 162 حالة خرق لحرية الصحافة خلال شهرين ونصف شهر الماضي، وكلها تتعلق بأزمة تفشي فيروس كورونا، ونحو ثلث هذه الانتهاكات، كانت عبارة عن اعتقالات للصحفيين أو احتجازهم أو توجيه الاتهام لهم.
تعذيب لاجئين أفغان
منذ أيام شهدت مأساة لاجئين أفغان حاولوا التسلل من هرات إلى إيران، فإذا بحرس الحدود الإيرانيين يعتقلونهم ويعذبونهم ومن ثم رموهم في النهر، و طفت جثث البعض ونجا خمسة ليخبروا بما حدث لهم، ولم يُعرف مصير الباقين.
هذا يكشف الحالة الكارثية التي يعيشها الشعب الأفغاني، ذلك أنه في الأشهر الأخيرة عاد مئات الآلاف من المهاجرين الأفغان إلى ديارهم من إيران هرباً من وباء "كورونا"، إذ تعاني إيران من أسوأ حالات تفشي الفيروس في العالم، و هناك أكثر من 94 ألف حالة مؤكدة وأعلنت الحكومة عن 6 آلاف وفاة، ومن المرجح أن يكون الرقم أعلى من ذلك، أثار النزوح الأفغاني الجماعي المخاوف من ارتفاع وشيك في الإصابات بالفيروس في أفغانستان، مع تأثير الوباء على محادثات السلام بين الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان".
وحسب المنظمة الدولية للهجرة عاد أكثر من 255 ألف أفغاني من إيران ما بين أول السنة ومنتصف الشهر الماضي، وقالت وكالة الأمم المتحدة للاجئين في منتصف أبريل (نيسان) إن نحو 1500 شخص يعودون يومياً إلى أفغانستان، وتفيد الأمم المتحدة أيضاً بأن الأفغان العائدين ذكروا كأسباب رئيسية لعودتهم" الخوف من الإصابة بالوباء، وفقدان وظائفهم".
جماعات اليمين المتطرف
وأكد مرصد الأزهر لمكافحة الإرهاب استغلال جماعات اليمين المتطرف والتّنظيمات المتطرفة جائحة كورونا، وحالة الرعب السائدة في العالم لنشر مزيد من أجندتها الإرهابية المتسمة بالعنف؛ وهم في ذلك يستخدمون غالبًا نفس المخططات، ويوظفون نفس التطبيقات عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وقد اطلع مرصد الأزهر على العديد من التقارير الصادرة عن جهات أمنية وسياسية، ورصد الكثير من آراء المسؤولين الأمنيين والخبراء في مكافحة التطرف والإرهاب، وتابع ما يصدر عن حركات اليمين المتطرف والتّنظيمات الإرهابية في السياقات الخاصة بها، ولاحظ أنه خلال الأسابيع الأخيرة زادت بعض الحركات العنصرية، وجماعات اليمين المتطرف، والتنظيمات الإرهابية، مثل "داعش" و"القاعدة" وغيرهما من الجهود الرامية؛ لضم العديد من الشباب إلى صفوفها، فيما تطلق عليه "التجنيد"؛ وأن هذه الجهات سرعت من وتيرة تلك العمليات.
تنظيم داعش الإرهابي
كما دعا تنظيم داعش الإرهابي لشن هجمات، ونشر نظريات المؤامرة المليئة بالحقد والكراهية حول فيروس كورونا، ولاحظ المرصد أنه من خلال الرصد والتتبع والاستقراء أن جماعات اليمين المتطرف تحاول نشر الرواية القائلة" إن هذا الوباء خدعة، وإن الأزمة مفتعلة" ففي الولايات المتحدة، يستغلون حالة القلق التي يعيشها الناس، بما في ذلك فقدان الوظائف بشكل كبير، عن طريق توجيه اللوم وتحميل المسؤولية للغير من السود والمهاجرين والسياسيين وحتى سلطات إنفاذ القانون.
أما التنظيمات المتطرفة فإنها تستغل أيضًا الوباء لنشر عقائدها، حيث تزعم أن الفيروس ما هو إلا عقاب من الله لأعداء الإسلام، وهم كذلك يحاولون حشد المعارضة العنيفة للمناهضة، واصفين قرارات إغلاق المساجد وحظر التجمعات لممارسة الشعائر الدينية بخذلان الدين واستباحة حرماته.
مسئوولون أمنيون
أصدر موقع صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريرًا في غاية الأهمية أورد فيه بعض التصريحات لمسؤولين أمنيين وخبراء في مجال الاستخبارات، وكان من بين هؤلاء مسؤول في الاستخبارات الأوروبية فضل عدم ذكر اسمه؛ لأنه غير مصرح له بالحديث في هذا الشأن، حيث يقول: "إن رسائل اليمين المتطرف أو التّنظيمات الإرهابية بشأن (كوفيد-19) - بهدف بث الكراهية والدعوة إلى شنّ هجمات- لاقت ترحيبًا كبيرًا من المتابعين، ونحن لا يمكننا تجاهل الخطر المحتمل الذي قد يتسبب فيه هذا".
السلطات التركية
واعتقلت السلطات التركية المئات بسبب "منشورات استفزازية" حول كوفيد 19 على وسائل التواصل الاجتماعي، و الهدف كان "إخضاع منصات وسائل التواصل الاجتماعي بقوة لسيطرة الحكومة والرقابة".
ولم يجرؤ سوى عدد قليل من الأطباء على التحدث بصراحة، ويعلق المسؤول في نقابة الاطباء التركية علي سركيزوغلو على الموضوع قائلاً؛ "للأسف صار إخفاء الحقائق والاحتكار الطريقة التي يتم بها حكم هذا البلد، لقد اعتاد الأطباء والممرضون والعاملون الصحيون على ذلك في الأعوام العشرين الماضية".
وتخشى المحامية حوريم سونميز من أن يمثل تفشي الوباء فرصة مواتية للرئيس أردوغان، وتقول سونميز، التي مثلت متهمين في قضايا متعلقة بحرية التعبير، إن "المجتمع والمعارضة أضعف بسبب الوباء".
وتضيف قائلة؛ "الجميع لديهم جدول الأعمال ذاته: الفيروس؛ فالأولوية هي البقاء على قيد الحياة، وهناك قلق شديد من أن هذه الحكومة قد تسيء استخدام الوضع".
تهريب مهاجرين
أكد مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، أن النظام التركى الارهابى الحالى ممثلا فى السلطان التركى المهووس رجب طيب أروغان بأنه من أسوأ الأنظمة على مستوى العالم، وأنه لا يترك أى فرصة حتى لوكانت مع مواجهة وباء عالمى مثل فيروس كورونا إلا وأستغل أسوأ استغلال.
وقال إن تركيا وللأسف الشديد بقيادة أردوغان استغل انشغال دول الاتحاد الأوروبى وخاصة إيطاليا بأزمة فيروس كورونا وقام بتهريب عدد كبير من المهاجرين غير الشرعيين عبر القوارب التى تنطلق من المدن التركية بإيطاليا.
و أن أحد المهاجرين غير الشرعيين قام بفضح نظام أردوغان عندما نشر فيديو خاص يوثق عملية تهريب مهاجرين من تركيا إلى السواحل الإيطالية، وذلك وسط انشغال كافة مؤسسات الدولة الإيطالية فى مكافحة فيروس كورونا المستجد، و ان الأراضي التركية لاتزال تمثل منطلقا مفضلا لعصابات التهريب والتى تجلت بشكل واضح فى تزايد أعداد المهاجرين الذين غصت بهم الجزر التركية والقادمون من تركيا.
رئيس وزراء المجر
وفي سياق متصل باستغلال كورونا، يواجه رئيس وزراء المجر القوي فيكتور أوربان اتهامات في الداخل والخارج باستغلال أزمة فيروس كورونا للاستحواذ على المزيد من السلطة، بدلاً من توحيد البلاد.
ففي البداية، أعلنت حكومته حالة الخطر في 11 مارس الماضي، وكسبت وقتاً ثميناً للاستعداد للوباء، لكنها استخدمت بعد ذلك أغلبيتها البرلمانية لتمديد ذلك إلى أجل غير مسمى، وبالتالي فإن الحكومة لديها الآن سلطة الحكم بمقتضى مرسوم يفوضها بذلك طالما كان الأمر ضرورياً، والحكومة هي التي تقرر بنفسها متى تنتهي حالة الخطر.
ويتحدث منتقدون عن نهاية الديمقراطية في المجر، لكن وزير العدل يصر على أن "قانون التفويض" سينتهي مع نهاية حالة الطوارئ، وأنه كان ضرورياً ومناسباً.