وعلاقة رمسيس الثاني بفرنسا قديمة، حتى أن رمسيس هو الفرعون الوحيد الذي سافر إلى فرنسا بجواز سفر رسمي، فبعدما تم العثور على مقبرته وبها مومياؤه فى وادى الملوك سنة 1881 والتي اكتشفها عالم المصريات "ماسبيرو"، وشهد عملية فك اللفاف الكتانى حول جسده الخديوى توفيق بعد 5 سنوات من العثور عليه، لكنهم اكتشفوا أن حالة المومياء ليست جيدة بعد إصابتها بالفطريات، مما استوجب نقلها إلى فرنسا، ولإتمام إجراءات نقل المومياء استخرجت السلطات جواز سفر للملك رمسيس الثانى، في سبعينيات القرن العشرين، حيث كان القانون الفرنسي آنذاك يُلزم كل من يدخل البلاد بالحصول على أوراق ثبوتية، بما في ذلك المتوفون منذ زمن طويل، وحتى الجثث، لذا، ولتوفير المساعدة المتخصصة التي يحتاجها رمسيس، قامت الحكومة المصرية عام 1976 بعملٍ لا يُصدق، أصدرت للفرعون رمسيس الثاني "جواز سفر"، وهي وثيقة سفر وفقًا لما أملاه الفرنسيون، وعند إصدار الجواز، كان لا بد من ذكر وظيفة المتوفى. وباختصارٍ مُبهر، سُجِّلت وظيفته على أنها "ملك (متوفى)".

كان قرار إنقاذ رمسيس الثاني بالغ الأهمية، لم تكن هذه مومياء عادية؛ بل مثلت صلة حيوية بشخصية بارزة في تاريخ العالم، ومصدرًا للفخر الوطني المصري، لم يكن السماح بتدهورها خيارًا واردًا، كما أن الحكومة المصرية قد تعلمت دروسا قاسية بشأن اختفاء أو "استعارة" قطعٍ أثرية لا تقدر بثمن، كان إصدار جواز سفر رسمي للفرعون خطوة استراتيجية لضمان وضعه القانوني في الخارج وضمان عودته إلى مصر.
واستقبل الفرنسيون "رمسيس" فى مطار "لو بورجيه" بمراسم عسكرية، وعزفوا السلام الوطنى المصرى.