ممرضة المنصورة بعد شفائها من كورونا: الفيروس صعب و«بلاش خروج» من البيت
الإثنين، 27 أبريل 2020 10:34 ص
"عشت أيام صعبة داخل العزل الصحي بعد إصابتي بفيروس كورونا المستجد"، هذا ما قالته دنيا عبدالكريم الممرضة بمستشفى جامعة المنصورة بعد تعافيها من الفيروس القاتل، حيث أشارت إلى أن الصدفة ورغبتها في أداء واجبها كان وراء إصابتها بالفيروس.
وأضافت دنيا والتي تعمل بمستشفى جامعة المنصورة أن سبب مرضها هو أنها قامت مع 3 من زميلاتها بزيارة لوالد زميلة أخرى بالمستشف والذي كان يعاني من الجلطة، وتم نقله لمستشفى النقاهة المجاورة لهم.
وتابعت: أثناء عملنا بالقسم وأثناء تواجدنا نحن الثلاثة وجميعنا من هيئة التمريض، فوجئنا أثناء الزيارة، بتدهور حالة أحد المرضى بالغرفة المجاورة، وتم طلب تمريض للمساعدة، وعلى الفور توجهنا إلى الغرفة المجاورة، لإنقاذ المريض، ولم نكن نعلم بأن المريض محول من مستشفى الطوارئ وأنه مصاب بفيروس كورونا، وعقب وفاته تم أخذ مسحة منه وتحليلها ليثبت إيجابية الإصابة بالفيروس.
واستطردت: بعد انتهاء اليوم عدت إلى منزلي، إلا أنني بدأت أشعر ببعض الأعراض أنا وزميلتي مثل ارتفاع فى درجة الحرارة وتكسير فى العظام، ثم ارتفعت الحرارة أكثر في اليوم التالي وهو ما دفعني للذهاب للمستشفي، وتم أخذ مسحة منى، كما تم عمل إشاعات على الصدر واستمر ارتفاع الحرارة لمدة يومين.
كما قام الدكتور الشعراوى كمال مدير المستشفى، بعمل مسحات لـ 24 من هيئة التمريض والأطباء المخالطين بقسم 11 جراحة ليتم غلق القسم، خاصة بعد ثبوت ايجابية إصابة زميلتى بالفيروس، أما زميلتنا الثالثة، وهى التى كنا فى زيارة لوالدها لم تظهر عليها أى أعراض وكانت نتيجتها سلبية لأنها مريضة روماتيد وتتلقى علاج لتقوية المناعة فهى لم تصاب.
وتابعت، على الفور تم عزلى فى مستشفى 15 مايو بحلوان لمدة 21 يوما والتى كانت من أصعب أيام حياتى، وخاصة أول 4 أيام كنت أشعر بضغط شديد، فقد شاهدت الموت بعينى أكثر من مرة، لأنه كان معى فى نفس الغرفة مريضة مسنة خرجت من العناية المركزة، وتدهورت حالتها ليعيدوها مرة أخرى للعناية ومما تسبب فى هبوط روحى المعنوية، وتكرر الأمر مع مريضة أخرى.
وأضافت: ما خفف الضغط عني هو وصول مريضتين بحالة جيدة، لخففوا عنى كثيرا لأننى كنت محبوسة بين "أربع حيطان" ولا يوجد أى عمل أقوم به سوى الصلاة وقراءة القرآن وأهاتف أهلى وزملائى، وحصلت على مضاد حيوى لمدة 3 أيام فقط وعلاج الملاريا والتاميفلو وبارامول، وأحمد الله أن أول أيام إصابتى لم اختلط بابنتى، ولا بزوجى فقد كنت قلقة على أسرتى، وكانت ابنتى عند والدتى وزوجى كان فى عمله.
وأوضحت: بعد 21 يوم من العزل داخل المستشفى خرجت لأعود لابنتى ولأهلى إلا أنني أقوم حاليا بعزل نفسى فى المنزل 14 يوما حتى أننى لم أقبل ابنتى ولا احتضنتها، وقام الفريق الطبى بالمستشفى بدور رائع فى علاج المرضى ولكننى كنت أتمنى من فريق التمريض بالمستشفى أن يراعوا نفسيتنا فقد كانت المعاملة "من على الباب" والحمدلله إن ربنا عافانا وقبل خروجى من المستشفى تم أخذ مسحتين لى وكانت النتيجة سلبية.
وأضافت: حاليا اطمئن على زميلتى الأخرى المصابة ومحتجزة فى المدينة الجامعية بالمنصورة، وذلك عقب عودتها من مستشفى العزل بمرسى مطروح، والحمد لله كانت نتيجة المسحة التى أجريت لها سلبية وتنتظر حاليا نتيجة المسحة الثانية، وأخيرا أتمنى من الناس أن يحافظوا علينا، وعلى نفسهم و"بلاش خروج" فعزلتهم بمنازلهم ووسط أبنائهم أفضل مليون مرة من عزلهم بالمستشفيات، وتعرضهم للموت فيجب أن يهتموا لأنى أرى كثير منهم مستهتر.
وأكدت في حديثها: كنت قلقة من العودة لقرية خوفا من استقبال أهالي القرية لي ، حتي أنني كنت مصممة علي دخول البلد فى الفجر، فقد كنت فى حالة ذعر مما حدث للطبيبة التى توفيت بكورونا أثناء دفن جثمانها بقرية أخرى واعتراض الأهالى، ولكننى عندما نزلت من السيارة قابلنى أهالى البلد بالترحاب وقاموا بإهدائى مصحف وعلبة شيكولاتة وآية قرآنية، وعلمت أن أصحاب الفكرة هم مجموعة من شباب البلد، وجميعهم خائفون على ويطالبوننى بالحرص لأن مناعتى ضعيفة، وكتب الأهالى على اللافتات: "إن قرية ميت الصارم فخورة بأحد كوادرها الطبية، قلبا وقالبا مع جيش مصر الأبيض، عودا حميدا، ونورتى قريتك".
واحتتمت: اصطف أهالى القرية على جانبى مدخل القرية فى ساعة متأخرة من الليل بعد أن علموا بميعاد الوصول، و معهم عدد من أطفال القرية يرتدون زى رجال الإسعاف، ليقدموا التحية لها، وبعض الهدايا التذكارية من بينها مصحف وباقات من الورد.