جريمة قتل سمر

السبت، 18 أبريل 2020 02:46 م
جريمة قتل سمر
آمال فكار

 
لم يكن الامر مجرد غياب ابنتي سمر، لكي اتحلي بالصبر والحكمة، بل كان خوفا فرض وجوده بداخلي، فهذا الرجل الذي تزوجته منذ عشرة اعوام وانجبت منه ابنتنا الوحيدة انقطعت كل وسائل التفاهم بيني وبينه، فقد آذي مشاعري وقصر في واجبي، وكنت افرح بالقليل كي أعيش، وكل همي في الدنيا أن نرعي صغيرتنا ويشرف علي دراستها ويلبي احتياجاتها.
 
تزوج زوجي بامرأة اخري، واهملني وأهمل المسكينة سمر، وما من أحد حولي يشعر بالمأساة التي اعيشها او هول الصدمة بداخلي، فابنتي الوحيدة غائبه منذ أيام لا اعرف لها مكانا ولا عنوانا، وبحثت عنها في المدرسة ولدي الاهل والاقارب والأصدقاء، لكن دون اثر لها.
 
رائحة الجريمة سيطرت عليً، والاحاسيس نادرا ما تكذب، فأنا امها لا استبعد أنه القاتل.. نعم قتل ابنته.
 
كل ما سبق كان جزء مما روته "نادية" في بلاغها عن اختفاء ابنتها سمر، متهمة والد الطفلة ويدعي مصطفي، بأنه وراء غياب ابنتها بتدبير من زوجته الثانية، وبناء على البلاغ استدعت الشرطة والد الطفلة لاستجوابه حول اتهام زوجته الاولي.
 
مصطفي في الخمسين من عمره، واسمر البشرة لم تبدو علي وجهه اي علامات اضطراب او خوف، وجلس في هدوء يروي لماذا زوجته تتهمه قائلا "دي غيره ستات يابيه، لأن زوجتي الاولي تغار من الثانية، فمنذ زواجي الاخير وهى تسعي للكيد لي وتدبير المصائب لزوجتي الجديدة.. معقول اعمل في بنتي حاجه، سمر زارتني منذ اسبوع وطلبت فلوس علشان تشترى حذاء ومستلزمات اخري للمدرسة، وأخدت الفلوس اللى طلبتها.. هي بنتى وحبيبتى ومش هاسكت الا بعد ما الاقيها".
 
في اليوم التالي عاد الاب وعلامات الحزن والالم علي وجهه وقال للشرطة "عثرت علي سمر.. وجدتها غارقه في الترعة ولا اتهم أحد اتركوني في حالي فانا حزين على ابنتي".
 
انتقلت الشرطة إلي مكان الجثة، وجدتها كانت ممزقه وشبه عاريه من الملابس، وملقاه علي وجهها وقال مفتش الصحة بعد الكشف عليها أن الوفاه سببها صدمه عصيبة نتيجة سقوطها من مكان مرتفع عن الارض وامر بتشريح الجثة.
 
وبدأ التحقيق، ورغم الصدمة العنيفة القاسية تماسكت الام وسيطرت علي انفعالاتها وقالت وهي تمسح دموعها "زوجي هو القاتل حتي يقطع كل خيط يربطني بابنتي، وليس اتهامي له رغبه في الانتقام منه كما يدعي فهو تزوجني منذ ١٠ اعوام طمعا في ميراث ابي وقد انجبت سمر، وكان يريد ولد كالعادة، ومنذ ولادتها وهو دائم الخلاف معي، وحتي ارضيه سجلت له العمارة كي استريح، لكن بدأت الاحظ اضطرابا في احواله ثم تباعد من جانبه عني بعد ان فاجئني بأنه تزوج بأخرى، واستسلمت للأمر الواقع وكان قليل الانفاق في بيتنا ويرفض تلبيه مطالب ابنته بعد ان انجبت زوجته ولدا، وكنت أرسل سمر له من وقت لأخر وكانت تقابلها زوجته بقسوة إلي حد الضرب امام ابيها، وكنت احاول التخفيف عن ابنتي، وقبل غيابها بيوم واحد طلبت نقودا لشراء حذاء وبعض مستلزمات المدرسة وارسلتها إلي ابيها، لكن تباعد ورفض الانفاق علينا وذهبت سمر اليه لكنها اختفت منذ هذه اللحظة".
 
القت الشرطة القبض على والد سمر، الذي انكر رؤيته لأبنته منذ شهور، لكن الجيران قالوا أنها كانت في منزل ابيها ليله الحادث، وسمعوا صرخات منبعثه من داخل الشقة، واستغاثه طفلة صغيرة لكنهم لم يتدخلوا ولم يروا الطفلة تخرج من البيت.
 
دأ التحقيق مع الأب، الذى اصيب بالذهول لحصاره بالأسئلة والمعلومات التي تؤكد صلته بالجريمة، وراح يعترف بالتفاصيل كامله لقتل ابنته سمر، لكنه انكر اشتراكه في القتل، وقال أن زوجته الجديدة هي القاتلة، واعترف ان المسئولية كامله تقع عليه لأنه كان في وسعه حماية سمر، لكن النهايه كانت طبيعية لكره زوجته الجديدة لأبنته.
 
وأشار الأب إلى أنه حينما ظارتهم سمر في المرة الأخيرة، وجد زوجته تدفها بعيدا عنه، عندما شاهدته وهو يهم بمنح أبنته أموالاً، وقال "قفزت زوجتى كأن لدغتها حيه وامسكت بيدي وامسكت النقود منها ثم دفعت سمر إلي الأرض.. بكت الطفلة وصرخت وقالت لها أنتى وحشه وهاقول لماما تضربك، ولم اشعر الا وزوجتي تحمل الطفلة المسكينة وتلقي بها من الشباك، ثم صرخت في قائله انزل خد بنتك واخفيها عني، انا كرهت البيت واسرعت إلي الشارع وكانت ابنتي جثه هامدة، ولم يكن في استطاعتي الا ان احملها واخفيها داخل صندوق داخل البيت حتي ينام الجميع، وفي الليل خرجت بها ودفنتها بجوار ترعة.. اعترف بانني كنت ضعيفا امام رغبات زوجتي الثانية التي كرهت ابنتي التي كانت تحب أمها".
 
القت الشرطة القبض على الزوجة القاتلة لاستكمال محضر التحقيق، وادلت بنفس اعترافات زوجها دون أن تنكر حرفا مما نسب اليها، مع فارق واحد شديد القسوة أنها لم تذرف دمعه واحده حتي اودعت في السجن تمهيدا للمحاكمة.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق