انحرفت فدمرت بيتها
الأحد، 05 أبريل 2020 02:29 م
الساعة كانت تشير إلي التاسعة صباحاً، ذهبت لمكتب رئيس المباحث، وهناك رأيت ثلاث نساء كانوا في حاله اعياء تام.. لفت نظري شاب في الثلاثين من عمره يجلس في مكتب الآداب وهو يدخن بحالة عصبية، ويلقي نظره سريعة لاحدي النساء الثلاثة، وبدأ يروي حكايته.
كانت مصيبة فجرت ما بداخلي من تساؤلات، حيث أشار الشاب إلي احدي الواقفات، وقال "تزوجتها منذ خمس سنوات وانجبنا طفله، وكان زواجي منها بعد قصه حب طويله وكانت "قطه مغمضه" يمكن قيادتها واخضاعها بسهوله، ومر علي زواجنا ٤سنوات كنا خلالها اسعد زوجين، ولم اتدخل في اختيارها لصديقاتها او خروجها لزياراتهم من وقت لأخر، ومنذ عام احسست بشيء غريب.. بدأ مصروف البيت ينتهي بعد بضعه أيام، وزادت مطالبها بصورة واضحة، بل كان أخطر من ذلك اختفاء النقود من دولاب ملابسي أكثر من مرة، وحينما كنت اسألها فتدعي عدم علمها بشيء.. لم اكن اهتم او اشك لكنها في نفس الوقت بدأت تغير من حياتها، فكانت تخرج من المنزل كثيرا، واحيانا كنت اشعر أنها في حيوية مذهله، واحيانا تعاني من صداع قاتل وألم ودموع".
ويضيف الشاب "كانت بالنسبة لي إنسانة أخري غير صفاء التي تزوجتها ..كنت احاول التودد اليها لأعرف ماذا اصابها فتتجنبني في عصبيه، ولم اشك لحظة واحدة أنها تتعاطي اي شيء، لكني اندهشت كثيرا عندما طلبت مني سيجاره فقد كانت تكره التدخين، لذلك بدأت اراقبها واضيق عليها الخناق.. وجهها البريء كان يخدعني، وتصورت أنها تحب غيري، إلى أن جاء يوم كانت فيه كالمجنونة، واعصابها منهارة ثائره تدور في البيت كالضائعة، والقت بطفلتها وهي تصرخ وفي عينيها نظرات غريبه وكأنها لا تراني، ثم انطلقت بسياراتها وبعد ساعه عادت مرحه مسرورة تغني، فسألتها ايه الحكاية؟.. ردت في برود وبساطه "صاحبتي كانت مريضه ومنحتها بعض المال"، ولم يكن أمامى الإ أن اصدق هذه الرواية، حتي جاءت اللحظة التي عرفت فيها كل شيء، حينما تلقيت مكالمه من المباحث وعلمت انها تشم الهيروين".
يكمل الزوج "لقد دمرت بيتي.. إنها طالق طالق طالق".. خرج الزوج من مكتب المباحث دون أن ينظر لزوجته بينما تقبلت هي كلامه في برود غريب، بل تقدمت ناحية رئيس المباحث وطلبت منه سيجارة، وقالت له "دماغي مولعه ارجوك يا بيه عايزه سيجاره".. تأملها مليا ورأها إنسانه محطمة، رغم أنها لم تتعدي الثانية والعشرين من عمرها، وجسدها نحيل تكاد تسقط علي الأرض ولا تقوي علي الوقوف دون معاونه أحد، ودموعها تملأ عيناها، حينها تصور رئيس المباحث أنها نادمة علي الطلاق، لكنها كانت راغبة في سيجارة، ومسحت أنفها بيدها بطريقه بدائية مقززة وتوسلت عندما مالت علي رئيس المباحث طالبة سيجارة، وكانت تبكي وتشد شعرها، وقالت "خلاص هاموت يا بيه.. خلاص هاتكلم بس اديني سيجارة".
بدأ جسدها يرتعش وتصدر عنها تصرفات مخجله كأنها طفله، ناولها رئيس المباحث سيجارة وشمت نفسا عميقا عده مرات كأنها طفله تلتهم قطعه شكولاتة، وبعد أن انتهت قالت "أنا ضعت عايزه اتعالج.. زوجي تركني وأنا تعبانة.. جسمي كله ألم".. سألها رئيس المباحث، متي بدأتى تعاطى الهيروين، فقالت "حياتي مع زوجي ناجحة، ونحن متفاهمين، واتمتع بصحة جيدة، وجمال يحسدني عليه الجميع.. فجأة ظهرت في حياتي جارة مطلقة كثيرة الضحك، وشدتني إلي الشم عرضت عليا سيجاره وشمتها ، كانت البداية، وبدأت اطلب منها وتعطيني بلا نقود وبعد ذلك بعشرين وتلاتين حتي وصلت للمئة، وكنت احس بالانهيار والم بظهري لو لم اتناول هذه الشمه، واحساسي بالجوع والنوم وعدم رغبتي في الطعام، بدأت اشعر بضعف عام وكنت احتاج لنقود حتي اغطي احتياجي للهيروين، فقد كنت اتعاطي سيجارتين يوميا.. انا ضعت وعايزه اتعالج.. بنتي الصغيرة ضاعت وزوجي طلقني وبيتي اتخرب، والسبب أني صادقت امرأه مطلقه وانهارت حياتي ودمرت بيتي".