الزوج الضحية
الخميس، 26 مارس 2020 02:12 م
زوج مثل بقية الأزواج، يريد أن تكون زوجته في المنزل طيلة الوقت، لكن "صفية" كانت تعيش في عالم آخر، تطلق عليه "عالم التضحية ونكران الذات"، فهي تحب أولاد شقيقتها التي توفيت منذ شهرين، وتركت أبناءها الصغار مع أمها العجوز.
كانت صفيه تترك بيتها وتذهب لمنزل شقيقتها المتوفية، التي تسكن في شقة مجاورة لها، تذهب صفية إلى أبناء شقيقتها تقضى معهم الليل، وتترك زوجها ورضيعها بمفردهما.. وفى هذه الليلة طبعت الزوجة الصغيرة قبله خاطفه علي وجه زوجها، وطلبت منه السماح في المبيت بمنزل والدتها، ولم يبدي الزوج اعتراضا، فهو اعتاد هذا من زوجته التي كثيراً ما تركته وحيدا في فراشه، مع أن زواجهما لم يمر عليه سوى ثلاثة أعوام فقط، وهو يحب زوجته صفيه.
نام طفلهما الصغير وشعرت صفيه أنها ظلمت زوجها بتركه في ليلة كان يريد أن يبقي معها فيها لمشاهدة فيلم احضره خصيصا بناء علي رغبتها، وبعد تفكير عدلت صفية عن قرارها في المبيت خارج البيت وعادت لتتلقى المفاجأة.
قررت صفية العودة إلى المنزل وبداخلها شعور أنها ستسعد زوجها كما لم تسعده من قبل.. كانت الساعة تقترب من الثانية عشر مساء حينما اقتربت من شقتها، وتملكتها الدهشة لأن زوجها لازال متيقظاً، رغم أنه سبق وأخبرها أنه سينام مبكرا لسفره في الصباح إلى المنصورة.
وصلت صفية إلى الشقة، وبعدما فتحت الباب تجمدت اقدامها عندما سمعت ضحكات نسائية تبعث من شقتها، فقالت في بداية الأمر لعله التليفزيون، وعندما دخلت الصالة وجدت الإضاءة منبعثة من حجرتها، وكلما اقتربت كانت تتعرف على الصوت، فهو صوت تعرفه جيداً، وحينما فتحت باب الغرفة كانت المفاجأة التي أدارت برأسها، وكأنها في حلم مزعج.. لم تصدق عيناها فقد كانت جارتها المطلقة سميه تجالس زوجها أمام شاشه التليفزيون يشاهدان حفله زفاف علي التليفزيون، وهي تضحك بينما يشاركها الفرحة، وامامهم اكواب الشاي وقطع الكيك والبسبوسه التي صنعتها هي قبل خروجها.
سيطر الوجود على وجه الزوج وسمية، وثارت الزوجة صارخه وانقضت علي جارتها تكيل لها الضربات بالحذاء، وبدأت بينهما معركه عنيفة طارت فيها اكواب الشاي، ومع تصاعد المعركة تكالب الجيران والبوليس على الشقة، محاولين فك سمية من أيدى صفية التي كانت تقول لمن حولها أنها تريد إثبات خيانة زوجها علي فراش الزوجية، وأنها تطلب الطلاق.
اصطحبت الشرطة الثلاثة إلى القسم، وفي التحقيق اعترف الزوج المسكين كما أطلق علي نفسه قائلا "اعترف انني وعدت سمية فهي مطلقه ووحيدة علي مشاركتها في مشاهده الأفلام، فقد هجرت زوجتي البيت وجعلتني انام بمفردي، وفضلت أن تضحى بحقوقها الزوجية في سبيل رعاية أبناء شقيقتها، ونسيت أن لها زوج، ولي حقوق عليها، واعتدت مشاركة سمية السهرات، فهي امرأة وحيدة، وأردت أن أخرجها من وحدتها، ولم ترفض دعوتى المتكررة لها".
وأكمل الزوج "لم احرم زوجتي من شيء.. كل ما تطلبه كان أوامر، لكنها هي من تركت الشقة ونسيت انني رجل لي متطلباتي، وكانت تتركنى وحيداً، والوحدة قاتلة.. انا لم المس سمية بسوء".
الزوجة صفية اتهمت زوجها بخيانتها، وطلبت الطلاق منها، فيما بدأت سمية الحديث بخجل وقالت انها لم تقصد ايذاء جارتها، وانها كانت تلبي دعوة الزوج لمشاركته في الحديث ولعب الطاولة ومشاهدة الأفلام، وأضافت "حافظت علي قداسه بيت جارتى".
في التحقيق أبدى الزوج أسفه على ما حدث، وتمسكه بزوجته وقال أنه يحبها، وساعده أن جهات التحقيق توصلت إلى قناعة بان الزوج بالفعل يكن كل احترام لزوجته، وأنه حينما دخلت عليهم صفية الشقة لم يكونا في اي وضع مخل بالشرف، كما أن الزوج رجل معروف بالنقاء والصلاة، لذلك كان القرار إخلاء سبيل الزوج والجارة مع حفظ القضية، وتوجيه الاتهام للزوجة صفية لأنها أحدثت عاهة مستديمة في وجه سمية، بقطع اذنها لحظه المشاجرة، وإصابة وجهها بجروح، وتمت إحالة سمية للمستشفى لتلقى العلاج، في حين حاول الزوج أن ينقذ زوجته بالتوسل إلى سمية للتنازل عن المحضر.