حكاية حلاوتهم
الجمعة، 10 أبريل 2020 03:08 ص
التقيت بها داخل مستشفى السجن، فهى متهمة بقضية جلب هيروين من لبنان، ولأنها قضيه غريبة، فكيف لفتاة أن تسافر إلى لبنان لجلب الهيروين، فقد استفزتني لكي اعرف حكايتها.
إنها "حلاوتهم"، التي كانت ترقد داخل إحدى غرف المستشفي تحت حراسة مشددة، ومعها طفلها الصغير، وفور أن رأيتها سألتها عن حكايتها مع الهيروين، بكت "حلاوتهم" وتنهدت في حزن شديد وقالت "انتى طبعا مندهشة أزاى أنا هنا.. على فكرة انا اللى اندهشت اكثر لما عرفت انني متهمة في قضية جلب مخدرات"، وأكملت حلاوتهم حكايتها وقال "حكايتي زى حكاية أي واحدة ضاع منها الامان والرجل، بدايتى كانت غلط، انا اتولدت في بيئه متواضعه، وكنت البنت الرابعة في العيلة اللى فيها 7، ودخلت المدرسة وكملت دراستى وانا محرومة من كل حاجة حلوة في الحياة، كنت باشوف اصحابى في المدرسة لابسين أحسن لبس، وراكبين عربيات، وانا مفيش حاجة خالص، كنت بابكي واحزن علي حياتي اللى كانت زى بعضها.. لحد ما وصلت لسن العشرين، وانا باساعد أمى في تربية بقية أخواتى، ووقتها أتقدم ليا شاب خريج جامعه وصديق أخويا، لكن رفضته دون تفكير لأنه فقير وبدأ حياته من الصفر، وده كان أول قرار غلط أخدته في حياتى".
وتكمل حلاوتهم" ولكي اهرب من هذه الحياه احتميت برجل يكبرني بأكثر من عشرين سنة أتقدم للزواج منى، ووقتها كنت بافكر في الحياة الحلوة اللى كنت محرومة منها، وهو كان رجل اعمال بيسافر كثيرا، وكنت رفيقه له في كل سفرياته، لحد ما استقر في لبنان، وانجبنا ابني ياسين، وشاء قدري ان ابنى يكون به عيب خلقي، فهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، وفجأه مرض زوجي نتيجه صدمه في تجارته وتوفي بعد شهور، وترك هموم الدنيا وديون كتير، وقتها فكرت في الرجوع لمصر، ومحافظتى السويس، وفى فترة الحداد اتعرفت على شاب اردني وكان قريب مني تعلقت به بعد ان اظهر لي الحنان وخوفه علي ورحمته بطفلي، وبدأ يباشر كل امور زوجي، لأنه كان قريب منه في تجارته، وبعدها عرض علي الزواج، وبالفعل اتجوزنا بعد انتهاء العده والحداد، وده كان الحل الوحيد، لأنى وحيده وطفلي مريض ويحتاج الي رجل يقف بجوارنا، وافقت وبدأت افكر في حياتي وعرضت عليه النزول الي مصر لزياره اهلي حتي يتم الزواج فرحب بالفكره، وقبل نزولي عرض علي فكره أن فيه كميه من الهيروين انزلها مصر بطريقه مضمونه بعيده عن اعين البوليس مقابل ان نعيش حياه سعيده ومترفه، وحققنا الصفقه وحملت كميه كبيره من الهيروين وكدت اطير من الفرحه فاخيرا هاحقق احلامي واعيش كسيده مجتمع والبس اجمل حاجة، واركب افخم السيارات، وجهزت ورق السفر وبعت كل حاجة في لبنان من منقولات وعفش، واحضر خطيبي الاردني كميه الهيروين، وكان بيخفيها في عبوات صغيره وحملناها واخفيناها في ملابسنا، وقتها كنت خايفة جداً، ولما نزلت من الطيارة كنت مجهده واشعر بدوار.. وقفت قدام رجال الجمارك وهم يفتشون حقائبي، كنت عاوزة اصرخ فيهم علشان يرحموني ويخلونى اخلص اجراءات خروجي من المطار، لكن مش عارفة ازاى شكوا في وحولونى للمستشفي علشان عمل اشعه، وكانت المفاجأة انهم عثروا علي الهيروين".
وتكمل "حلاوتهم" قصتها وتؤكد أنها لم تنكر لكنها اعترفت بكل شيء، وهى الأن في المستشفى تنتظر نقلها إلي سجن طره في انتظار المحاكمة بتهمة جلب هيروين من الخارج.