اليوم تنتهي مهلة أردوغان «المحتل» للأسد.. تهديدات تركية ومماطلة روسية
الجمعة، 28 فبراير 2020 08:00 م
خسر الجيش التركي أكثر من 33 جنديا في غارة جوية لقوات الجيش السوري في إدلب، وهو ما اعتبره مراقبون ضربة قوية لرجب طيب أردوغان الذي اتخذ قرارات همجية فور الضربة، وذلك بعد شهر من الاشتباكات بين الجيش السوري من جهة والميليشيات المسلحة والقوات التركية من جهة أخرى، وقد حملت الرئاسة التركية، النظام السوري مسؤولية مقتل عشرات الجنود الأتراك في مدينة إدلب، حيث أعلن مسؤول تركي، أن بلاده قررت الرد على عمليات استهداف جيشها من قبل النظام، مؤكداً أن الجيش التركي قصف عدة مواقع في شمال سوريا.
في مطلع فبراير الجاري، هدد أردوغان نظام الأسد، بالانسحاب من المناطق التي سيطر عليها في إدلب وألا سيدفع ثمنا غاليا، وقد دعت الرئاسة التركية، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه الأوضاع في إدلب، وسط التصعيد الذي تشهده منذ أشهر من قبل نظام بشار الأسد، في وقت تمكن فيه الجيش السوري من تحرير العشرات من المدن و القرى السوري من أيدي الميليشيات، وقد جدد الأمين العام للأمم المتحدة، "أنطونيو غوتيريش" دعوته إلى وقف العمليات العسكرية والالتزام بوقف فوري لإطلاق النار.
وحذر المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة، "ستيفان دوجاريك"، من تزايد خطر التصعيد مع كل ساعة، داعيا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف ما تشهده المدينة السورية، بعد مقتل الجنود الأتراك في غارات شنت يوم أمس - الخميس على إدلب، نسبتها أنقرة إلى النظام السوري، فيما اعتبرت الولايات المتحدة أن التوتر في شمال سوريا، يمثل فرصة للحكومة التركية، لمعرفة من هو صديقها الحقيقي، داعيةً إياها للتخلي عن صفقة شراء منظومة الدفاع الجوي الصاروخية إس 400 من روسيا والتي أحدثت خلافات بين واشنطن وموسكو.
أما موسكو، فقد أنقرة مسؤولية مقتل الجنود الأتراك في الغارة الجوية أمس على إدلب، حيث أشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن الجانب التركي لم يبلغها بوجود عناصر تركية في المنطقة المستهدفة، لافتةً إلى أن الجنود الاتراك كانوا وسط المسلحين السوريين، في منطقة ما كان ينبغي أن يكونوا فيها، كما أكدت الوزارة أن الطيران الروسي لم يستهدف منطقة فيها تواجد عسكري تركي، وأن موسكو فعلت كل ما بوسعها للوصول إلى وقف إطلاق نار شامل في المنطقة من جانب قوات النظام؛ بعدما علمت بمقتل أتراك، مضيفةً: "مسلحين سوريين في منطقة خفض التصعيد بإدلب حاولوا شن هجوم كبير على قوات النظام يوم 27 فبراير".
واليوم السبت، ينتهي شهر فبرير، لتنتهي معه مهله أردوغان، والتهديدات التركية بضرورة عودة النظام وقواته لخطوط ما قبل اتفاق سوتشي، متواصلة بين تصريحات إعلامية ومباحثات روسية تركية في أنقرة التي مضى عليها عدة جولات يريد خلالها الأتراك الضغط على موسكو لإجبار الأسد على التراجع وإعادة المناطق التي حررها مؤخرا، فيما تصر روسيا على بقاء الوضع الراهن وقبول أنقرة بخطوط تماس جديدة بالإضافة لتحميلها مسؤولية ما جرى بدعوى عدم قدرتها تنفيذ بنود الاتفاق والقضاء على ما أسمته الإرهاب هناك.
أروغان في إحدى خطبه هاجم النظام السوري قائلًا: إنه لا يمكن لبشار الأسد أن يكون صديقنا ونحن موجودون في سورية وفقاً لاتفاقية أضنة، معتبرًا في الوقت نفسه، أن "النظام السوري" صامد بفضل الدعم الروسي والإيراني، مشيرا إلى أن اللقاءات التركية الروسية (حول إدلب) مستمرة، وقد ووصلت نقطة معينة وستتضح نتائجها في غضون يومين، وسنحدد موقفنا على أساسها، مضيفا أن بلاده تبذل جهوداً للتوصل إلى حلّ للوضع في إدلب.
وقد أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليست لديه أي خطط للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مطلع مارس المقبل لبحث الوضع في إدلب، رغم تصريحات لأردوغان رجّح فيها عقد مثل هذا اللقاء، وقد سبق أن حدد أردوغان 5 مارس موعدًا لانعقاد القمة التي لم يتأكد موعدها فعليًا مع تلميحات روسية بامتلاء أجندات الرئيس بوتين وانشغاله عن الحضور، في خطوة يريد منها الروس تأجيل أي لقاء بين الزعيمين حتى يحقق جيش النظام أكبر تقدم ممكن يسمح الروس بتغيير شروط التفاوض وفرض رؤيتهم.