أردوغان «الهائج» بعد ضربة إدلب.. الجيش السوري عمق جراح الديكتاتور
الجمعة، 28 فبراير 2020 12:42 ممحمد الشرقاوي
حالة هياج عاشها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إثر مقتل العشرات من جنوده، في غارات أطلقها الجيش السورى في ريف إدلب في وقت متأخر من يوم الخميس، تجاوزت أعداد القتلى وفق تقديرات 66 جنديًا فضلًا عن العشرات مصابًا في المستشفيات.
وفور الضربة السورية، أغلقت السلطات التركية مواقع التواصل الاجتماعي خشية حالة الغضب الشعبي من أردوغان، يقول موقع NetBlocks.org المعني بمراقبة حركة الإنترنت، إنه تم حجب موقع تويتر بحلول الساعة 11:30 مساء بالتوقيت المحلي لأنقرة عن مستخدمي مزود الخدمة المحلي Turk Telekom.
وقال الموقع إن ذلك جاء بعد الهجوم الذي استهدف جنودا أتراكا في سوريا، وذكر ناشطون إن مواقع فيسبوك ويوتيوب وانستجرام تعطلت أيضا بعد الضربة التي تلقاها الجيش التركي، خشية الغضب الشعبي ضد حزب العدالة والتنمية ورئيسه.
وعقد الديكتاتور التركي رجب طيب أردوغان اجتماعا طارئا لمجلس الأمن التركي لبحث التطورات في إدلب، وبعدها طالبت أنقرة بإقامة منطقة حظر جوي فوق إدلب.
وضمن التداعيات هددت تركيا مجددا أوروبا بورقة اللاجئين، قال مسؤول تركي رفيع إن أنقرة قررت عدم منع اللاجئين السوريين من الوصول إلى القارة سواء برا أو بحرا.
وفي ظل توقع تدفق وشيك للاجئين من إدلب السورية، حيث نزح نحو مليون شخص على الأقل، قال المسؤول لـ«رويترز»: إن الأوامر صدرت لقوات الشرطة وخفر السواحل وأمن الحدود في تركيا، بعدم اعتراض اللاجئين إذا أرادوا دخول أوروبا.
وكانت تركيا حصلت من أوروبا على مساعدات ضخمة مقابل صد أي تدفق للاجئين إلى القارة، لكن أنقرة دأبت على ابتزاز الأوروبيين دائما بورقة النازحين من أجل الحصول على أكبر مكسب ممكن.
ويأتي التصريح تزامنا مع خسائر فادحة يتكبدها الجيش التركي في سوريا، حيث قتل عشرات الجنود الأتراك في ضربات جوية على إدلب شمال غربي البلاد، الخميس، وفقا لمصادر عدة.
وتأتي الضربة بعد تطورات كبيرة في إدلب، حيث اتهمت وزارة الدفاع الروسية تركيا، الخميس، بانتهاك اتفاق سوتشي حول إدلب عبر تقديمها الدعم للمسلحين الذين يقاتلون النظام السوري بنيران المدفعية والطائرات المسيرة، وقالت نقلاً عن رئيس مركز المصالحة الروسية في سوريا أوليغ زورافليف: «في انتهاك لاتفاق سوتشي في منطقة خفض التصعيد في إدلب، يواصل الجانب التركي دعم الجماعات المسلحة غير الشرعية بنيران المدفعية واستخدام الطائرات المسيرة لاستهداف القوات السورية».
وقال التلفزيون الروسي الرسمي، الخميس، إن عسكريين أتراكا يطلقون النار على طائرات روسية في منطقة إدلب السورية.
وتشن دمشق مدعومة بضربات جوية روسية هجوما لاستعادة إدلب، آخر معاقل الفصائل المسلحة المعارضة والجهادية، ما أثار أزمة مع أنقرة التي تنشر قوات في المنطقة.
وتسببت العملية التي أطلقت في ديسمبر أيضاً بأزمة إنسانية، حيث أجبر نحو مليون شخص على الفرار من مدنهم وبلداتهم وقراهم نحو منطقة ضيقة قرب الحدود مع تركيا.
وتمكن النظام السوري وحليفته روسيا من السيطرة في الأسابيع الأخيرة على مدن وبلدات عدة في إدلب.
وأعلنت الخارجية الروسية أمس الخميس، أن موسكو تشك فى جدوى إشراك فرنسا وألمانيا فى مباحثات روسيا وتركيا بشأن محافظة إدلب شمالى سوريا، وقالت المتحدثة ماريا زاخاروفا: «المشاورات جارية الآن واعتقد أنها ستستمر لعدة أيام.. وإشراك البلدان الأخرى، خاصة البلدان التى لا يمكن اعتبارها صراحة أنها لعبت دوراً حاسماً فى الوضع على الأرض يطرح تساؤلات: لماذا، وهل هذا الإشراك ضروري؟ نحن مستعدون ومنفتحون على العديد من المبادرات، لكن حسب اعتقادى ينبغى شرح هذا بطريقة أو بأخرى. كل هذا يحتاج إلى فهم لماذا وماذا سيكون معنى هذا وهل هناك مفهوم "الاستغلال" والقيمة المضافة؟ ما الذى سنحصل عليه من هذا كله، مع العلم أننا نملك طرقًا ممتازة لحل مختلف المشكلات، بما فيها المعقدة».
وأعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميترى بيسكوف الأسبوع الماضى تأييد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لعقد قمة رباعية حول سوريا. وقال بيسكوف: إن التنسيق الخاص بموعد القمة الروسية التركية الفرنسية الألمانية حول سوريا لا يزال مستمراً"، مؤكداً أن هذه القمة ستعقد بعد الاتفاق بين قادة هذه الدول.