بسبب التغيرات المناخية: 22% من الدلتا تتأثر بمياه المتوسط و زيادة 40% في معدلات تبخر الأنهار
الإثنين، 10 فبراير 2020 01:00 م![بسبب التغيرات المناخية: 22% من الدلتا تتأثر بمياه المتوسط و زيادة 40% في معدلات تبخر الأنهار بسبب التغيرات المناخية: 22% من الدلتا تتأثر بمياه المتوسط و زيادة 40% في معدلات تبخر الأنهار](https://img.soutalomma.com/Large/2020021012010111.jpg)
مازالت التغيرات المناخية، في مصر والعالم، تسيطر على المناقشات والندوات والمؤتمرات، التي يحاضر ويشارك فيها خبراء الزراعة والمُناخ والبيئة، نتيجة مايحمله المستقبل والأيام القادمة، للأنهار والصحاري والأرض والتربة والمياه العذبة، الصالحة للرى والشرب، بل ماتحمله الأيام القادمة لكوكب الأرض عموماً، وعلى الرغم من أن مؤتمر شرم الشيخ، عنوانه الرئيسى، هو تأسيس اتحاد الزراعيين الأفارقة، إلاّ أن المناقشات، تطرّقت إلى قضايا الأمن الغذائي فى أفريقيا، وهو مايمس مصر أيضا، في جانب التصحر وسرعة الرياح وتبخّر مياه الأنهار وغمر البحر المتوسط للدلتا.
![ختام مؤتمر تأسيس اتحاد الزراعيين الأفارقة ختام مؤتمر تأسيس اتحاد الزراعيين الأفارقة](https://img.soutalomma.com/ArticleImgs/2020/2/9/81333-ختام-مؤتمر-تأسيس-اتحاد-الزراعيين-الأفارقة.jpeg)
ختام مؤتمر تأسيس اتحاد الزراعيين الأفارقة
سرعة الرياح والأعاصير
من ناحيته، قال الدكتور مجدي علام، الخبير البيئي بالأمم المتحدة، إن قارة إفريقيا مُعرّضة بشدة للتأثيرات السلبية، الناجمة عن التغيرات المناخية، وتسعى إفريقيا إلى تنفيذ معظم الـ 17 هدفاً، لخطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، ولكن هناك تحديات أمامها، مثل الغابات والتغير المُناخى والتصحر ومعدلات سقوط الأمطار وغيرها، وأشار مجدى علام، خلال جلسة "الأمن الغذائي فى أفريقيا"، ضمن فاعليات مؤتمر تأسيس اتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة، المنعقد في مدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء، إلى أن المشكلات التى ظهرت فى الأنهار، بالسنغال والنيجر والكنغو، وحتى نهر النيل، تستحق الدراسة والمناقشة، وقال الخبير البيئي، إن الأنهار سجلت خلال السنوات الـ 25 الماضية تراجعاً، في كمية مياه الأمطار المتساقطة، فى مصادر تلك الأنهار، وهى مشكلة حادة وخطيرة، ولكن هذه المشاكل أصبحت تتفاقم، مع الخطط الطموحة لهذه البلدان، ببناء السدود، فهى ذات فائدة، فى الاحتفاظ بكميات المياه، ولكنها أثرت على مسار الأنهار أيضا وتغيرها.
وأضاف علام، أن من ضمن المشكلات، التى تواجه القارة الأفريقية، هى أن النظم الزراعية الموجودة، لا يمكنها التكيف مع التغير المناخى الموجود، مثل نظام الرى بالغمر، كذلك لا نزال نعتمد على الطرق التقليدية فى الزراعة، ولا نستخدم الطرق الذكية فى عملية الزراعة.
![رياح عاصفة رياح عاصفة](https://img.soutalomma.com/ArticleImgs/2020/2/9/25790-رياح-عاصفة.jpg)
رياح عاصفة
وأضاف مجدى علام، أن الآثار السلبية للتغيرات المناخية، تتمثّل أيضا، في زيادة معدلات تبخر مياه الأنهار، التى تصل إلى 40% من مياها، نتيجة ارتفاع درجات حرارة الأرض فى الأنهار، التي تزداد بشكل ملحوظ، وبالتالى نحن نخسر مياهنا.
وتابع مجدى علام، أنه تم تسجيل تآكل الشواطئ، فى حوالى 11 دولة إفريقية، ونعانى منها فى ساحل المتوسط ودلتا مصر، بسبب حدة التغير المناخى، وارتفاع منسوب مياه البحر، نتيجة ذوبان مياه القطبين.
وأشار الخبير البيئي، إلى أن 22% من الدلتا، في مصر ستتأثر بمياه البحر المتوسط، والأرضى ستحتلها المياه المالحة، وهى مياه خفيفة، لذلك ستغطى المياه العذبة فى النيل، ويواجه الفلاحون والمزارعون التأقلم مع الملوحة، من خلال إضافة المزيد من الرمال، واستخدام المواد الكيماوية، للتغلب على ملوحة المياه.
![أعاصير تجتاح العالم أعاصير تجتاح العالم](https://img.soutalomma.com/ArticleImgs/2020/2/9/151125-أعاصير-تجتاح-العالم.jpg)
أعاصير تجتاح العالم
وأضاف الخبير البيئي، لدينا آثار سلبية متعلقة بالرياح، فسرعة الأعاصير، تبلغ 65 كم فى الساعة، وتصل أحياناً إلى أكثر من 85 كم فى الساعة، وبالنسبة لأفريقيا، هذه ظاهرة جديدة، قد تسبب دماراً للكثير من الغابات، وكذلك الصحارى الرئيسية، مثلما فى مصر وليبيا وتشاد، وهى مُعرّضة إلى خسارة أكثر من 25 ألف فدان، بسبب ظاهرة التصحر.
وفى جنوب إفريقيا، توجد تغيرات حقيقة، وظواهر أكثر شدة، ناتجة عن ارتفاع مياه سطح البحر، وفى النيجر، توجد العديد من العوامل المؤثرة على الطفولة، والمتعلقة بوجود ظواهر غير متوقعة، أحدها بسبب الفقر، والآخر بسبب سوء التغذية.
![الدكتور مجدى علام خبير البيئة الدكتور مجدى علام خبير البيئة](https://img.soutalomma.com/ArticleImgs/2020/2/9/41290-الدكتور-مجدى-علام-خبير-البيئة.jpg)
الدكتور مجدى علام خبير البيئة
زيادة درجة حرارة الأرض
كانت الأمم المتحدة، قد أصدرت تقريراً، عن حالة المُناخ وارتفاع درجات الحرارة، في أكتوبر عام 2018، وأكدت فيه، على إنه من المرجح، أن ترتفع درجات حرارة الجو 1.5 درجة مئوية، بين عامى 2030 و2052، إذا استمرت ظاهرة الاحتباس الحرارى بوتيرتها الحالية، وإذا تقاعس العالم عن اتخاذ إجراءات سريعة وغير مسبوقة، لوقف هذه الزيادة، وطالب الخبراء فى الهيئة الحكومية الدولية، المعنية بتغير المناخ، على ضرورة أن يتخذ العالم تحولات سريعة وغير مسبوقة، إذا أراد حصر الحرارة فى درجة ونصف الدرجة المئوية، محذرين من المخاطر المتزايدة حال تجاوز هذا المستوى.
![أعاصير عاتية أعاصير عاتية](https://img.soutalomma.com/ArticleImgs/2020/2/9/27283-أعاصير-عاتية.jpg)
أعاصير عاتية
والتقت اللجنة الدولية للتغير المناخى، التابعة للأمم المتحدة حينها، فى مدينة إنتشون بكوريا الجنوبية، لوضع اللمسات الأخيرة على التقرير، الذى أُعد بناء على طلب الحكومات فى 2015، عندما تم الاتفاق على معاهدة باريس الدولية لمعالجة التغير المناخى.
ويعد التقرير بمثابة، المرشد العلمى لصانعى السياسة فى الحكومات، بشأن كيفية تنفيذ اتفاقية باريس عام 2015، والتى تهدف لجعل ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية أقل بكثير من درجتين مئويتين، فوق المعدلات التى كانت سائدة فى العالم قبل الثورة الصناعية، بينما تسعى إلى تشديد الهدف إلى 1.5 درجة، وقد حدثت بالفعل زيادة بواقع درجة مئوية، منذ منتصف القرن الثامن عشر، بعد أن رفع التصنيع انبعاثات ثانى أكسيد الكربون، الذى يسبب الاحتباس الحرارى الرئيسى المسؤول عن التغير المناخى، وأشار التقرير إلى أن زيادة الحرارة 1.5 درجة مئوية، ينطوى على أخطار مرتبطة بالمناخ، بالنسبة للطبيعة والجنس البشرى، ولكن هذه الأخطار، ستكون أقل مما لو ارتفعت الحرارة درجتين مئويتين.
![حماية الشواطىء من الغرق حماية الشواطىء من الغرق](https://img.soutalomma.com/ArticleImgs/2020/2/9/83234-حماية-الشواطىء-من-الغرق.jpg)
حماية الشواطىء من الغرق
وأضاف التقرير أن تحقيق عدم تجاوز الارتفاع 1.5 درجة مئوية، يتطلب تغيرا سريعا وبعيد المدى وغير مسبوق، فى استخدام الأراضى والطاقة والصناعة والمبانى والنقل والمدن، وتابع التقرير أن درجات الحرارة ستكون أعلى بواقع 1.5 درجة مئوية، بين عامى 2030 و2052 بالوتيرة الحالية، وأن الأهداف التى تم الاتفاق عليها فى باريس بشأن خفض الانبعاثات، لن تكون كافية حتى إذا كانت هناك تخفيضات أكبر وأكثر طموحا بعد 2030، ومن أجل احتواء ارتفاع درجة الحرارة، عند 1.5 درجة مئوية، يتعين خفض الانبعاثات العالمية، التى يتسبب فيها الإنسان، من ثانى أكسيد الكربون، بحوالى 45% بحلول 2030 عن مستويات 2010، والوصول إلى صفر بشكل كامل، بحلول منتصف القرن الحادى والعشرين.