بمؤتمر تأسيس اتحاد الزراعيين الأفارقة بشرم الشيخ.. مطالبات بإنشاء بنك إفريقى لحفظ الجينات النباتية

بنك الصحارى المصرية للجينات النباتية

تجددت المُطالبات اليوم، بضرورة إنشاء بنك إفريقي لحفظ الجينات الوراثية النباتية، لحماية الأصول الوراثية الزراعية الإفريقية، من التعديات والسطو عليها، من جانب الدول الأوربية، وكانت مصر، في هذا المجال، قد فَطِنت مبكراً، لحماية الأصول الوراثية الزراعية المصرية، عن طريق مواكبة هذه الطفرة الزراعية العالمية الحديثة، بإنشاء بنك للجينات والأصول الوراثية النباتية، أو بنك الصحارى المصرية، أو "بنك الجينات"، في الشيخ زويد بشمال سيناء، والذى أنشئ عام 1977، ويتم تصنيفه كأكبر بنك للجينات الزراعية البرية، ويعود  الهدف، من وراء إنشاء هذا البنك النباتى، إلى جمع وتخزين النباتات البرية النادرة، والأصول الوراثية الزراعية.

السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي

بداية بنك الأصول الوراثية

وكانت المُطالبات، بضرورة إنشاء بنك إفريقي، لحفظ الجينات الوراثية النباتية، قد تجددت اليوم، خلال مناقشات وجلسات، مؤتمر تأسيس اتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة، في مدينة شرم الشيخ، بجنوب سيناء، ويأمل الخبراء والمشاركون، في فاعليات المؤتمر، أن تَمُدّ مصر يدها بالدعم والمساندة، حتى يُصبح هذا البنك حقيقة وواقعاً، خاصة مع خبرة الزراعة المصرية، في هذا المجال، حيث بدأت وزارة الزراعة، الإعداد لإنشاء أحدث بنك للجينات النباتية في الشرق الأوسط، بمساعدة وزارة الزراعة الأميركية عام 1997، والتي كانت قد تعهّدت بإهداء البنك نسخة من العينات المصرية المنشأة والمحفوظة، ببنك الجينات النباتية الأميركية، منذ 33 عاماً، وقال رئيس مركز البحوث الزراعية وقتها، الدكتور سعد نصار،  إن مشروع البنك، الذي كان يُعد الأحدث في إفريقيا والوطن العربي، سيكلف 5 ملايين دولار، بهدف تطوير وتحديث القطاع الزراعي، خلال السنوات الـ 10 المقبلة.

الدكتور سعد نصار رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق

 وأضاف سعد نصار حينها، أنه أصبح مُتاحاً استخدام الكنوز النباتية، باعتبارها ثورة القرن الـ 21 ‏ ، باستخدام الهندسة الوراثية الزراعية، واستثمار القدرات الكامنة في التنوع الوراثي، لإنتاج ‏أصناف جديدة، تحمل الصفات الوراثية، القادرة على مواجهة تحديات القرن الجديد،  وأشار رئيس مركز البحوث الزراعية، في ذلك الوقت، إلى أن أهم هذه التحديات، هي الملوحة والجفاف، نتيجة النقص المتزايد في المياه في العالم، بهدف التغلب على فجوة الغذاء المتزايدة، نتيجة الزيادة ‏السكانية المطروحة على كوكب الأرض، والتي يقابلها زيادة في الموارد الطبيعية، خاصة ‏ ‏الثروة النباتية،  وأوضح "نصار" أن وزارة الزراعة الأميركية، أبدت استعدادها لتقديم كافة ‏المساعدات الفنية، لتنفيذ إنشاء بنك الجينات، وتدريب الخبراء المصريين، داخل بنك ‏الجينات الأميركي، وتشجيع إجراء بحوث مشتركة، في مجال حِفظ واستخدام الأصول الوراثية، يُذكر أن الدكتور يوسف والى، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى الأسبق، كان قد أصدر قراراً في  عام 1995 ، بإنشاء بنك مركزي للجينات النباتية، فيما كان قد أعد باحثون زراعيون مصريون أيضا، دراسة لإنشاء هذا البنك، ولكن بالتعاون مع الجانب الألماني، وضمّنوا في دراستهم، تفاصيل الخطوات اللازمة لإنشائه، غير أن البنك تم إنشاؤه بالتعاون المصرى الأمريكي، والخبرات الزراعية المصرية.

الدكتور إسماعيل عبد الجليل رئيس مركز بحوث الصحراء الأسبق

التكنولوجيا الحديثة تطورت بوتيرة سريعة

من جانبه، قال الدكتور إسماعيل عبد الجليل، رئيس مركز بحوث الصحراء الأسبق، إن خطط التنمية، التي تصل بجذورها إلي 50 عاماً مضت، تدفع إلي عدم القدرة علي توقع المستقبل البعيد، والتغيرات التي يمكن أن تسببها التكنولوجيا، وذلك لأن التكنولوجيا الحديثة أصبحت تتطور بوتيرة سريعة جداً، جاء ذلك خلال كلمته، التى ألقاه فى الجلسة الثالثة، لمؤتمر تأسيس اتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة، فى اليوم الثانى، تحت عنوان "الأمن الغذائي فى أفريقيا"، وطالب إسماعيل عبد الجليل، بأن يتم إعداد خطط للتنمية، لا تزيد عن 10 سنوات، لضمان تأثيرها، كما اقترح عبد الجليل، إنشاء بنك إفريقي للجينات الوراثية النباتية، ليكون ضامناً لحقوق الدول الإفريقية، في جينات نباتاتها، ولكي تُدرّ لها عائداً مادياً، عوضاً عن الذي يحدث، بحصول دول أوروبا وغيرها، علي تلك الجينات بدون أي مقابل.

مركز البحوث الزراعية

داخل معامل بنك الجينات الوراثية الزراعية