فلنغتنم الفرصة
السبت، 01 فبراير 2020 05:37 م
في الحقيقة ومع الأسف أشعر أن البعض في مصر يعتبرون أنفسهم يعيشون في "محمية طبيعية"، وأصبح كثير من الناس لا يراعون أبسط قواعد النظافة، ومع انتشار وباء كورونا وحالة الرعب والذعر التي اجتاحت العالم بما فيه مصر أتصور أنها فرصة يجب أن نقتنصها في إرشاد الناس لضرورة وأهمية مراعاة أصول النظافة الشخصية والعامة من حيث الاهتمام بغسل الأيدي، وضرورة تغطية الفم عند العطس والسعال، وعدم البصق في الشوارع والإشارة لخطورة الأمر بالإضافة لأنه أمر مقزز بالنسبة للآخرين.
ويجب الإشارة إلى أن أخطر مصادر نقل العدوى والأمراض هي الأموال المتداولة بين الأيادي البشرية، لذا فمن الضروري جدا غسل الأيدي جيدا وتنظيفها بعد لمس الأموال، كما أنها تعد فرصة جيدة لضرب عصفورين بحجر واحد وتوجيه المجتمع لاستبدال الأموال ببطاقات ووسائل الدفع الالكتروني باعتبارها أكثر نظافة وهو ما يساير اتجاه الدولة للشمول المالي أيضا.
ومن الضروري والأساسي الذي لا تهاون فيه فرض وزارة الصحة على جميع العاملين في المطاعم ارتداء القفازات سواء أثناء طهي الطعام أو تقديمه، ومنع لمسه بالأيادي وفرض غرامة على المخالفين، حيث إن الالتزام بشروط النظافة والقواعد الصحية في المطاعم حدث ولا حرج، ومن أسوأ ما نشاهده في الأغلب الأعم وبخاصة في مطاعم الوجبات السريعة تحديدا وهو مسك العمال لخبز السندويتشات بأياديهم التي لا يوثق في نظافتها بالطبع.
إن الدور المجتمعي لا يقل أهمية بالطبع عن دور الدولة لذا فأتمنى من المواطنين أن يعزفوا عن تناول الطعام من أيادي غير مغطاة بقفازات في أي مطعم، حتى وإن كانت عربة طعام في الشارع، وأن يطالبوا بضرورة اتباع قواعد النظافة في إعداد الطعام كي يجبروا الجميع عليها.
ها هي الفرصة سانحة للبدء في القيام بحملات توعية سواء في المدارس وأماكن العمل وبالطبع عبر وسائل الإعلام المختلفة إلى أن تصبح النظافة عادة مجتمعية، وبما أن هناك مقولة شهيرة أننا شعب متدين بطبعه فلنخاطبه أيضا من الناحية من الدينية والتأكيد على أن النظافة من الإيمان وعلى أن جميع الأديان تدعو للنظافة، فلربما يبدأ المجتمع في الاستجابة والاهتمام بالأمر باعتبار اهماله غاية في الخطورة وليس فقط وجاهة اجتماعية.
وختاما قال الله تعالى في كتابه الكريم "إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ".