ماذا نحن فاعلون؟
الأحد، 24 نوفمبر 2019 01:01 م
أولى الإعلام البريطاني خلال الشهر المنصرم اهتماماً ملحوظاً بالشأن السياحي والأثري المصري، فبداية كان هناك اهتمام كبير بنبأ رفع الحظر عن الطيران البريطاني لمدينة شرم الشيخ معشوقة الإنجليز، وكانت شركة " TUI" أول شركة تعلق على قرار رفع الحظر، وقال متحدث باسم الشركة لصحيفة "الإندبندنت"، "إن شرم الشيخ دائمًا مقصد شهير لقضاء عملائنا عطلاتهم، ونحن نرحب بالتغيير في إرشادات السفر من قبل الحكومة البريطانية، وسنعيد تقديم شرم الشيخ كمقصد سياحي، مع مراعاة طلب العملاء، وسوف نعمل الآن عن كثب مع شركائنا في الفنادق والمطارات حتى نتمكن من تأكيد مزيد من التفاصيل في الوقت المناسب".
كما أعرب متحدث باسم شركة "إيزي جيت" للصحيفة عن سعادته بالقرار وقال: " بالطبع سوف ننظر في أي فرص لتنظيم برامج إلى شرم الشيخ "، ونشرت صحيفة "الجارديان" تقريراً أشار إلى ترحيب اتحاد وكلاء السفر " Abta" بالقرار إذ قال متحدث باسم الاتحاد " كانت شرم الشيخ وجهة شهيرة للغاية لقضاء السياح البريطانيين عطلاتهم في الماضي قبل فرض الحظر، والقرار يُعد إيجابيا ايضاً للاقتصاد المحلي في مصر التي تعتمد على عوائد السفر والسياحة"، فيما نشر موقع "TTG" المتخصص في السياحة تقريرا أشار إلى خطط شركة " Red Sea Holidays " للعودة إلى شرم الشيخ في غضون أسبوع واحد، وفقا لمديري العلاقات التجارية بالشركة ، وأبرزت تقديرات آشلي سيكر من شركة " Red Sea Holidays" أن الشركة تريد العودة إلى شرم الشيخ في أقرب وقت ممكن باستخدام رحلات النقل الجوي "شارتر" أو شركات النقل الاقتصادية، مؤكداً أن الشركة ستعلن عن برامجها للوكلاء في أقرب وقت .
واعتبرت العديد من شركات السياحة البريطانية أن مدينة شرم الشيخ تتميز في الفترة الحالية عن جزر المالديف، كونها تملك سحرا وجمالا متفردا وطقسا رائعا وأسعارا تنافسية تقل كثيرا عن أسعار قضاء عطلة في المالديف، وها هو موسم أعياد الميلاد قد اقترب ويحمل معه بشارات الخير والأمل في تنشيط السياحة بشكل كبير، ونأمل أن نكون على استعداد تام لاستقبال سياح العالم أجمع بخطة تأمين محكمة وهو الأمر الهام جدا في هذه المرحلة بداية من إحكام القبضة على المطار أو المتنزهات والشوارع وهو ما أثق شخصيا في أنه أمر تحت نظر المسؤولين.
من جهة أخرى أتمنى من جميع العاملين في المجال السياحي والمواطنين المتعاملين مع السياح اقتناص الفرصة لتقديم أفضل خدمة، وكسب ثقة ضيوف مصر الذين هم أهم معلِن عن المنتج السياحي المصري بعد عودتهم لأوطانهم، فجميعنا بعد زيارة أية دولة في العالم عندما نعود لأوطاننا نبدأ في سرد تجاربنا للآخرين وتقديم النصيحة سواء بالترغيب والتحبيب في مميزات المدن التي قمنا بزيارتها، إذا كانت التجربة جيدة وإيجابية، أو بالتحذير إذا ما كانت التجربة سلبية.
وأتمنى أيضا أن تجد وزارة الطيران المدني حلا لمشكلة ارتفاع أسعار رحلات الطيران الداخلي التي تتسبب في عزوف السياح عن التنقل بين مدن مصر المختلفة، وهو ما قد يؤدي لضياع الكثير من الفوائد على مصر، ولا أحد حتى يومنا هذا يعلم سبب عدم وجود طيران داخلي اقتصادي كالطيران الرابط بين المدن الأوروبية بعضها البعض!
والنصيحة الآن للجميع، مواطنين وعاملين في مجال السياحة ومسؤولين هي ضرورة اقتناص الفرصة بوضع خطط شاملة وكاملة والعمل على تصدير صورة إيجابية للعالم أجمع من خلال مواطنيه زائري مصر، على أن يعلم كل فرد في هذه المنظومة أن دوره مهما بدا صغيرا إلا أنه في الحقيقة كبير، وأنه بتصرفاته قد يكون سببا في ترك أثر إيجابي أو سلبي في نفس الزائر.
وأخيرا ها هي الظروف أصبحت مواتية لإعادة مصر على خريطة السياحة العالمية بعد سنوات عجاف، فماذا نحن فاعلون؟.