بـ 55 قاعدة مُجهّزة منها 13 رئيسية و42 فرعية.. «الزراعة» تحاصر الجراد الصحراوى على الحدود
الإثنين، 27 يناير 2020 09:00 ص
رصد الجراد الصحراوي بـ 9 مناطق في حلايب وشلاتين..ومدير المكافحة:لانجد تعاوناً من المحليات ونحتاج لرغيف الخبز المُدعم
الجراد الصحراوى خلال هجومه على الزراعات
مرّة ثانية وثالثة وعاشرة، يعود الجراد الصحراوى، لتطُلّ تجمعاته وأسرابه من جديد، على حدودنا الجنوبية الشرقية، وكذلك الشمالية الغربية، وهو ما تقف له أجهزة وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، مُمثّلة في الإدارة العامة لمكافحة الجراد بالمرصاد، غير أن هذه الإدارة، تشتكى مُرّ الشكوى، من تكاسل أجهزة المحليات والمحافظات، التي مازالت تبخل على أفراد هذه الفِرق، برغيف الخبز المُدعم، خلال رحلات بحثهم وتتبعهم لمواجهة أسراب الجراد الصحراوى، في الصحارى والوديان والجبال، قبل أن تصل إلى الزراعات، والمساحات الخضراء، في الأراضى القديمة والصحراوية، المُستصلحة حديثاً، والغِطاء النباتى، للأمن الغذائي المصرى، في حوالى 10,5 مليون فدان، تتزيّن بكافة أنواع المحاصيل الاستراتيجية والتصديرية.
السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى
تجمعات على 400 فدان
كان تقرير رسمي، أصدرته وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، قد كشف عن رصد تجمعات من حُوريات الجراد الصحراوي، في العمر أو الطُور الخامس، بمنطقة أبورماد محافظة البحر الأحمر، في مساحة 120 هكتار أو مايساوى 396 فداناً، وتمت المكافحة الفورية من جانب الأجهزة الفنية، وهذه المنطقة تقع ضمن 9 مناطق، تم رصد تجمعات الجراد الصحراوي بها، خلال الأيام الماضية، وشدد التقرير على إنه مازالت لجان المسح والمكافحة، تواصل عملها بالصحراء الجنوبية الشرقية، علي ساحل البحر الأحمر، لرصد أية تجمعات جديدة، من خلال أعمال الرصد، فى 55 قاعدة مجهزة، منها 13 قاعدة رئيسية، و42 قاعدة فرعية، فيما أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، مُمثّلة فى إدارة مكافحة الجراد، بالتنسيق مع الأجهزة المعنية، تكثيف عمليات المسح البيئي، والاستكشاف للجراد الصحراوى، كأجراء احترازى، لمنع وصول أى تجمعات، باتجاه الأراضى الزراعية، فى الدلتا ووادى النيل أو مناطق الاستصلاح الجديدة، وحفاظاً على الإنتاج الزراعى، والبحث عن ظهور أى تجمعات، لحُوريات الجراد، بالوديان والجبال الوعرة بعدّة مناطق حدودية، خاصة بعد سقوط الأمطار، والتى نتج عنها كِساء أخضر، وهو الجاذب للجراد، الذى يتغذى على الزراعات الخضرية ويتكاثر عليها، وفى غضون ذلك، خصصت وزارة الزراعة الرقم الساخن، لتلقي أية بلاغات حول ظهور أسراب أو تجمعات للجراد الصحراوي، في أي منطقة تهاجمها تجمعات الجراد الصحراوي، وهو رقم 0237612183 أو رقم 01002040814
تجمعات للجراد الصحراوى تنتشر على الأراضى والزراعات
.
غياب دور المحليات ونحتاج لرغيف الخبز
ووفقاً للتقرير، فقد رصدت أجهزة مكافحة الجراد، تجمعيات آخري لحوريات الجراد الصحراوي، في العمر الخامس بمنطقة الندايات بأبو رماد، في مساحة 75 هكتاراً أو ما يساوى 247,5 فداناً، وقد تمت أعمال المكافحة والسيطرة علي هذه التجمعات، وأشار التقرير، إلى أن لجان المسح والمكافحة مستمرة، في أعمال المسح، للوقوف علي حالة الجراد الصحراوي، في منطقة الصحراء الجنوبية الشرقية، في مرسي علم وحماطة والشلاتين وأبورماد وحلايب، والقيام بأعمال المكافحة إذا لزم الأمر.
ومن جانبه، أكد المهندس مصطفى سعودى، مدير عام مكافحة الجراد بوزارة الزراعة، على غياب دور الأجهزة المحلية، بمحافظة البحر الأحمر، بتقديم الخدمات اللازمة، لمساعدة الأجهزة الفنية، التابعة لوزارة الزراعة، خاصة أن هذه الأجهزة تقوم بأعمال المكافحة منفردة، وتحتاج للخدمات المحلية، والتي تشمل توفير السلع التموينية، من رغيف الخبز المُدعم، للعاملين في أجهزة المكافحة، في ظل قيامهم بالأعمال الشاقة، داخل المناطق الجبلية، لحماية الإنتاج الزراعي المصري، في الدلتا ووادي النيل.
وأضاف مدير مكافحة الجراد ، أن خدمات المحافظات، الواقع في نطاقها أعمال المكافحة، هي "حق وطني"، خاصة في ظل ضعف بدلات الانتقال للجان المكافحة، والتي لا تتجاوز 9 جنيهات للفرد يومياً، رغم قيامهم بأعمال تحمي استثمارات زراعية تقدر بمليارات الجنيهات، سواء للإنتاج المحلي أو التصدير إلي الخارج.
وأشار مدير عام مكافحة الجراد، بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، أن هناك لجاناً، تعمل حالياً على مكافحة تجمعات فردية، لحوريات الجراد، بمنطقة أبو رماد، ولم نرصد دخول أى أسراب جراد، إلي الأراضى المصرية حالياً، من على الحدود المصرية، مضيفاً أن الوضع آمن، وأن لجان مسح واستكشاف للجراد الصحراوى، تعمل دورياً كإجراء احترازى، بعدة مناطق حدودية، خاصة بعد هطول الأمطار الفترة الماضية، والتى نتج عنها كساء أخضر للأراضى، وهو المصدر الرئيسى لتغذية الجراد الصحراوى.
تجمعات كثيفة للجراد الصحراوى
خطوط دفاعية على السواحل والحدود
وأضاف "سعودي"، أن فرق مكافحة الجراد، تعمل حالياً بالمسح والاستكشاف، بالمنطقة الشرقية الجنوبية وهى حلايب وأبو رماد وحماطة ومرسى علم وأبو سمبل، وبالمنطقة الشمالية الغربية مثل سيوة والسلوم وشرق العوينات والواحات البحرية .
وأكد مدير مكافحة الجراد، أن هناك متابعة دورية، على مدار اليوم، من خلال متابعة فرق عمال الجراد، للرصد والتتبع، لأية تجمعات أفراد الجراد الصحراوى، والتعامل الفوري معها، واتحاذ عدة إجراءات متبعة، تعمل عليها الإدارة العامة للجراد، لمواجهة أى تجمعات أو أسراب للجراد الصحراوى، أن وجدت، قبل وصولها إلى الزراعات، بوادى النيل أثناء هجرتها، وذلك من خلال إنشاء خطوط دفاعية، على السواحل والحدود المصرية، يليها خط دفاع ثانى، بعمق الصحراء، ثم الدفاع الأخير على الزراعات.
وأوضح "سعودي"، أن الإدارة العامة للجراد، مزودة بالعمالة الفنية المدربة، ومواد ومعدات المكافحة، ووسائل المعيشة، وسيارات الدفع الرباعى، ويتم ربط هذه القواعد فيما بينها وبين الإدارة بالوزارة، عن طريق شبكة اتصال لاسلكى، لتلقى المعلومات، من خلال الغرفة المركزية الرئاسية بالدقى، في وزارة الزراعة، لرصد أى حركة للجراد، بالتنسيق مع الأجهزة المعنية، وإجراء عمليات مسح ومكافحة حشرات الجراد الأفريقى والنطاط.
تجمعات بسيطة للجراد الصحراوى على الأشجار وبمساحات من الأراضى
الجراد يُدمّر الزراعات
وتتمثّل خطورة الجراد الصحراوى، في أنه يستطيع تشكيل أسراب كبيرة، وتهديد الإنتاج الزراعي، وسبل المعيشة والأمن الغذائي، بصورة كبيرة، كما تقول منظمة الأغذية والزراعة العالمية "الفاو"، في أحد تقاريرها، والذى أكد، أنه يوجد هذا الجراد بشكل رئيسي في الصحراء، من شبه الجزيرة العربية وحتى الهند، وعلى الرغم من أن هذه الحشرة غير مؤذية في العادة، إلاّ أن أسرابها قادرة على الانتقال لمسافات طويلة، والتسبب بأضرار واسعة للمحاصيل، فالسرب الواحد، من هذه الحشرات، على امتداد كيلومتر مربع واحد، يضم حوالي 40 مليون حشرة، تأكل في اليوم الواحد نفس كمية الطعام، التي يأكلها 35 ألف إنسان، وقد تضرر أكثر من 8 ملايين شخص في غرب أفريقيا، بسبب تفشي الجراد في الفترة من عام 2003-2005، حيث قضى الجراد على محاصيل الحبوب، ودمّر حوالي 90 % من البقوليات والمراعي، وكلّفت عملية السيطرة على التجمعات حوالي 600 مليون دولار أمريكي، و13 مليون لتر من المبيدات الحشرية.
فرق مكافحة الجراد فى الصحارى
هجمات الجراد الصحراوى على مصر
وإذا كانت تجمعات وأسراب الجراد، تستعد عند حدودنا الجنوبية الشرقية، والشمالية الغربية، فإنها ليست المرّة الأولى، ولن تكون الأخيرة، في سلسلة هجمات الجراد الصحراوى على مصر، فقد سبق هذه التجمعات 7 هجمات كبرى، على زراعات المحروسة، وكان أبرز هذه الهجمات في عام 1954 ، حيث هاجمت ملايين الحشرات، من الجراد الأحمر، المناطق السكنية والزراعية، وأتت على كل ما صادفها من زراعات، وكان هذا جزء من هجمة إقليمية بين عامي 1954 و1955، حيث تم تسجيل ظهور 50 سرباً من الجراد، أدت إلى تلف 250 ألف طن من محصول الذرة، كما بلغت خسائر الحاصلات في المغرب وقتها 15 مليون دولار، وفى عام 1968 ، شهدت مصر هجوماً آخر من أسراب الجراد، القادمة من شبه الجزيرة العربية، عن طريق البحر الأحمر، دون أن تسبب أي أضرار، لعدم تجاوزها المناطق الصحراوية الشرقية للبلاد ، وفى عام 1988، تمكنت أسراب كثيرة، من الجراد الصحراوي، من عبور المحيط الأطلنطي، قادمة من موريتانيا، ووصلت إلى منطقة الكاريبي، قاطعة أكثر من 5 آلاف كيلومتراً في 10 أيام، وهاجم حوالى 68 سرباً الأراضي المصرية، حيث تراوحت مساحة الواحد منها ما بين 40 إلى 100 كيلومتراً مربعاً، ولم تسفر هذه الهجمة عن مشاكل، لعدم تجاوزها المناطق الجبلية والصحراوية من الحدود المصرية ، وفى عام 2004 شهدت مصر هجوماً حاداً من الجراد الأحمر، حيث غطّت أسراب واسعة منه سماء القاهـرة بل، ووصلت إلى محافظات البحيرة والمنوفية والاسكندرية، بوسط وشمال مصر، ولكن لم يسبب الجراد وقتها مشاكل، على الرغم من كثافته، لأنه كان من النوع النشط، الذي لايستقر في مكان واحد أكثر من ليلة واحدة، وفى عام 2007، وعام 2011: شهدت مصر هجومين خلال هذين العامين من فلول جراد شبه الجزيرة العربية، ولم يُسفر عن أية مشاكل نهائياً وقتها بسبب قِلّة أعداده، التي تم التعامل معها بسهولة، وكانت الهجمة السابعة، فى عام 2013، حيث هاجم الجراد الأحمر مصر، من ناحية الحدود السودانية، وتمكن من التوغل فى عدد من مدن البحر الأحمر والغردقة ورأس غارب وحلايب وشلاتين، وخلف وراءه دماراً وخسائر تقدر بملايين الجنيهات، في العديد من المناطق، ومنها مدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء، حيث غطت الأسراب أكثر من 20 فندقاً سياحياً بالمدينة، وهو ما أدى إلى ضرب السياحة، وخوف وقلق ورعب بين الأفواج السياحية وزائرى مدينة السلام.