أنصار أردوغان والسراج.. خريطة المليشيات المسلحة في ليبيا
السبت، 18 يناير 2020 04:29 م
انسحاب خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي من مفاوضات الوصول لتسوية ووقف إطلاق النار النهائي في ليبيا مع حكومة الوفاق، جاء بسبب أن الاتفاق يصب لصالح السراج، بعد أن أصر الأخير علي عدم الغاء العمل بمذكرات التفاهم مع تركيا، مع رفضه حل المليشيات الإرهابية المسلحة.
رفض حفتر لهذه الوثيقة هو أبلغ رد على محاولة دعم الإرهاب ورفض تفكيك الميلشيات ووقف العمل بمذكرتي التفاهم واعتبارهما غير مشروعتين وتشكيل حكومة وحدة وطنية بموافقة من البرلمان.
الميليشيات أو الكتائب المسلحة في ليبيا هي مجموعات مسلحة تحاول فرض قوانينها الخاصة في ليبيا بعد سقوط نظام القذافي في 2011.
ومصطلح الميليشيات أو الكتائب في ليبيا عُرفت بعد ثورة 17 فبراير والحرب التي اندلعت بين الموالين لنظام العقيد السابق معمر القذافي والمعارضين له، والتي تشكلت كمجموعات من قبل أشخاص ذوي أيدولوجيات مختلفة، وكان هدفها المعلن اسقاط نظام القذافي بغرض (انشاء دولة ديمقراطية تعددية)، وهو ما كان يصرح به مسؤولي وأعضاء المجلس الانتقالي الليبي السابق وقادة بعض من هذه التنظيمات والذين كانوا يقولون أن دورهم سينتهي ما أن يسقط النظام، لكن عدداً منها ما زال يجوب الشوارع بل، وفي أحيان كثيرة يحاولون تطبيق قانونهم الخاص.
تشير التقديرات إلى أن عدد الكتائب والميليشيات المسلحة في ليبيا قد يصل إلى 300 ميليشيا مختلفة التسليح والأعداد، بعضها يتبع أشخاص، والبعض الآخر يتبع تيارات سياسية، مثل جماعة الإخوان المسلمين، وأخرى تتبع مدن ومناطق وجميعها ليس لديه ووضع قانوني واضح في ظل غياب دور فعال وحقيقي للجيش والشرطة وقوات الأمن التابعة للحكومة.
كما أنه وحسب منظمات دولية تمتلك بعض هذه الميليشيات وتدير سجون ومراكز احتجاز خاصة بها سجلت حالات عدة لانتهاكات حقوق الإنسان منها، التعذيب وسوء المعاملة.
من أهم هذه الميلشيات ( فجر ليبيا _ تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا _ وأنصار الشريعة _ كتيبة 17 فبراير- ودرع ليبيا- وسرايا راف الله السحاتي – وغرفة عمليات ثوار ليبيا – وكتيبة ثوار طرابلس- وكتيبة اللجنة الأمنية ابو سيلم)
أولا تنظيم داعش في ليبيا
تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام في ليبيا، هي فرع من الجماعة الاسلامية المتطرفة المعروفة باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وتنشط في عدد من المناطق الليبية، مستغلة الفوضى والفراغ الأمني في البلاد، وتم تشكيل فرع في 13 نوفمبر عام 2014 وظهرت فيديوهات على الإنترنت تبين مجموعة من المسلحين بمدينة درنة المبايعين بالولاء لزعيم داعش أبو بكر البغدادي، كما أعلن البغدادي أثرها إنشاء ثلاثة فروع في ليبيا: برقة في الشرق، فزان في الصحراء جنوبا، وطرابلس في الغرب
بعد الحرب الأهلية الليبية 2011، والتي أسفرت عن الإطاحة بالعقيد معمر القذافي وحكومته، ذهب العديد من المتمردين المقاتلين إلى سوريا للقتال بجوار المسلحين الذين يقاتلون بشار الأسد والموالين له منذ عام 2012، إحدى مجموعات المقاتلين الليبيين في سوريا أعلنت عن إنشاء ميليشيا باسم لواء البتار، حيث قام هذا اللواء بعد ذلك بالبيعة لتنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام، وقاتل لأجله في كل من سوريا والعراق، وفي عام 2014، عاد أكثر من 300 من محاربي لواء البتار القدامى إلى ليبيا.
وفي درنة، شُكِلَ فصيل جديد أطلق عليه اسم مجلس شورى شباب الإسلام، الذي بدأ بتجنيد مقاتلين من جماعات محلية أخرى، وكان العديد من بين المنضمين أعضاء بأنصار الشريعة فرع درنة، وبعد أشهر قليلة، أعلنوا الحرب على أي شخص يعارضهم في درنة ، قضاة المحاكم، قادة المجتمع المدني، ومعارضين أخرين، بما فيهم المقاتلين المحليين الذين رفضوا سلطتهم مثل كتيبة شهداء أبو سليم حليفة تنظيم القاعدة.
وفي سبتمبر 2014، وصل وفد من تنظيم الدولة الإسلامية قد أوفد من قبل قيادة الجماعة إلى ليبيا، وضم أبو نبيل الأنباري، المساعد البارز للبغدادي والمقاتل القديم المشارك بحرب العراق، السعودي أبو حبيب الجزراوي، واليمني أو السعودي أبو البراء الأزدي.
وفي 5 أكتوبر 2014، اجتمعت فصائل المقاتلين الموالين لمجلس شورى شباب الإسلام وقدموا معًا المبايعة لتنظيم الدولة الإسلامية. بعد مراسم المبايعة، طافت أكثر من 60 شاحنة محملة بالمقاتلين خلال المدينة في موكب استعراضي للقوة، وعقد اجتماع ثانٍ أكثر رسمية شمل مجموعة أكبر من الفصائل للمبايعة في 30 أكتوبر 2014، حيث تجمع المسلحون لمبايعة أبو بكر البغدادي في ميدان المدينة.
في 13 نوفمبر 2014، أصدرّ البغدادي تسجيلا صوتيا أعلن فيها قبوله لمبايعات الولاء من مؤيديه في خمسة دول، ضمت ليبيا، وأعلن توسيع تنظيمه إلى تلك الدول، وأعلن عن إقامة ثلاثة ولايات في ليبيا، برقة في الشرق، فزان بالجنوب، وطرابلس في الغرب.
مليشيا فجر ليبيا
فجر ليبيا هو تحالف مجموعة ميليشيات في ليبيا تضم ميليشيات بينها درع ليبيا الوسطى، غرفة ثوار ليبيا في طرابلس وميليشيات تنحدر أساساً من مناطق مصراته اضافة لميليشيات من غريان والزاوية وصبراتة، وهي تتبع جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا
وقبيل انعقاد مجلس النواب الليبي المنتخب حديثاً في مدينة طبرق والذي تفوق فيه التيار المدني على الإسلاميين، تحركت ميليشيات من مدينة مصراته وبدأت عملية عسكرية أطلقوا عليها اسم "فجر ليبيا" بهدف السيطرة على مطار طرابلس والذي تقوم قوات محسوبة على الجيش الليبي بتأمينه منذ 2011، يطغى على أغلب تلك الميليشيات توجه إسلامي ومن أهمها غرفة ثوار ليبيا وميليشيا درع ليبيا الوسطى و(معسكر 27) وميليشيات من غريان وصبراتة وزليتن ومن قاعدة معيتيقة وفي 24 أغسطس 2014 .
وبعد قرابة الشهر على بدء هجومها على مناطق في طرابلس، قامت بالهجوم على مطار طرابلس أثر انسحاب قوات الزنتان من المطار، حيث أظهرت الصور دماراً هائلاً لحق بالمطار الرئيسي في طرابلس، وكذلك قامت قوات فجر ليبيا بإشعال النيران في مبنى الصالة الرئيسية بالمطار
كما هاجمت قوات من ميليشيا فجر ليبيا قناة العاصمة التلفزيونية الخاصة في طرابلس، وقامت بالعبث بمحتوياتها واتلافها، حيث أعلنت ادارة القناة أنها فقدت الاتصال والبث من مقرها في طرابلس، كما تم تهديد العاملين بالقناة واحراق منزل مالكها.
كذلك طلبت الحكومة الليبية المؤقتة من القمر الصناعي المصري نايل سات وقف بث قناتي ليبيا الوطنية وليبيا الرسمية المملوكتين للدولة الليبية على القمر الصناعي بعد اقتحام مقرهما من قبل محسوبين على فجر ليبيا، وبث خطب تحريضية مؤيدة لفجر ليبيا من خلالهما، وقتلت 19 جنديا ليبيا وهم 14 من حراس محطة الكهرباء البخارية غربي سرت والتابعين لكتيبة (الجالط) 136 مشاة التابعة للجيش في هجوم شنته ميليشيات فجر ليبيا التي تم تصنيفها كمجموعة إرهابية
أنصار الشريعة
أنصار الشريعة أو تنظيم أنصار الشريعة أو (كتيبة)، هي ميليشيا إسلام سياسي تأسست في شهر أبريل من عام 2012 بعد نهاية الثورة الليبية بأشهر قليلة وتدعو إلى "تحكيم الشريعة الإسلامية في ليبيا" حسب وصفها
وأعضاء الميليشيا ليسوا جميعاً من الليبيين، حيث أن بينهم أجانب من بلدان مجاورة وخاصة من حملة الجنسية التونسية ، كما أنها لا ترفع العلم الوطني الليبي وتستبدله بالعلم الذي اشتهر به تنظيم القاعدة، تستفيد الميليشيا من غياب سلطة الأمن لدى الدولة الليبية.
كما يعتبر محللون أن تنظيم أنصار الشريعة في ليبيا وتنظيم أنصار الشريعة في تونس تنظيم واحد من حيث "الأفكار الجهادية والتنسيق العملياتي والدعم المالي واللوجيستي"، في حين أن تمويل التنظيم غير معروف، يدعي أعضائها أنه يأتي عبر تبرعات، فيما جهر بعض التجار في مدينة بنغازي أنهم يدعمون التنظيم.
تورطت ميلشيا أنصار الشريعة في عدد من الهجمات وعمليات الاغتيال في ليبيا، ومن بينها الهجوم على البعثة الديبلوماسية الأمريكية في بنغازي، مما أسفر عن مقتل السفير وثلاثة أعضاء آخرين في البعثة خنقا، و تم تصنيفها من قبل الولايات المتحدة في 10 يناير 2014 بفرعيها في درنة وبنغازي كمنظمة إرهابية، كما أدرجها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على لائحة الإرهاب في 20 نوفمبر 2011
قامت ميليشيا أنصار الشريعة بالتعاون مع ميليشيا درع ليبيا 1 والتي يقودها وسام بن حميد بالهجوم على معسكرات القوات الخاصة التابعة للجيش الليبي في مدينة بنغازي، مما أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى من الطرفين، أسفر كذلك عن وقوع قتلى وجرحى بين المدنيين وتدمير ممتلكات عامة وخاصة جراء القذائف العشوائية والأسلحة المستخدمة في الهجوم.
كتائب درع ليبيا
كتيبة درع ليبيا أو (قوة درع ليبيا)، هي تجمع لمجموعة كتائب مسلحة كانوا ضمن كتائب الثوار الذين ساهموا في الإطاحة بنظام القذافي المتواجدة في عدة مناطق في ليبيا بعد ثورة 17 فبراير، واكتسبت سمعة بأنها تابعة للإسلاميين في ليبيا وبتوجهات محسوبة على الإخوان المسلمين (رسميا)، وهي تابعة لوزارة الدفاع الليبية، كما أن بها قادة مدنيين وليسوا من العسكريين المتخصصين مثل وسام بن حميد الذي تولى أثناء الحرب الليبية قيادة كتيبة مسلحة في بنغازي، وتنقسم حسب كل منطقة وبأسماء متقاربة مثل (درع الوسطى)، (درع ليبيا 1)
في 21 سبتمبر 2012 خرجت في مدينة بنغازي مظاهرات حاشدة ضد هذه الميليشيات المسلحة، نتج عنها اخراج هذه الميليشيات حينها من معسكراتها في المدينة مثل كتيبة أنصار الشريعة، وكتيبة راف الله السحاتي التي أطلقت النيران على المتظاهرين بشكل عشوائي ما أدى لمقتل 25 متظاهراً