بعد فشل زيارته.. «أردوغان» يبحث عن ثغرة حدودية في تونس لإرسال مرتزقته إلى ليبيا
السبت، 18 يناير 2020 02:00 ص
في مطلع يناير الجاري أعلنت وزارة الداخلية التونسية، مصادرة كمية من الأسلحة جنوب البلاد قادمة من تركيا كانت في طريقها إلى ليبيا، وقد أعلنت آنذاك مصادر بالوزارة، أن قوات الأمن تمكنت من مصادرة مجموعة أسلحة تركية الصنع في محافظة مدنين الواقعة على الحدود التونسية الليبية، حيث تم ضبط 35 بندقية ومجموعة من الذخائر وخرائط تتعلق بجغرافيا الحدود التونسية الليبية، إضافة إلى مواد متفجرة.
وبعد تحقيق وزارة الداخلية التونسية، تم التأكد من أن هذه الأسلحة وقع تهريبها من تركيا إلى ليبيا عبر تونس، وقد تم رصدها بعد نصب كمين أمني لها في منطقة بني خداش التابعة لمحافظة مدنين.
ويأتي ذلك بعد أيام مباشرة من رفض تونس السماح لتركيا باستعمال مجالها الجوي أو البحري للعدوان على ليبيا، أعقاب زيارة رجب طيب أردوغان الرئيس التركي المشبوهة لقيس بن سعيد رئيس تونس.
الزيارة المشبوهة لرجب طيب أردوغان إلى تونس، لاقت رفضا برلمانيا وشعبيا تونسيا، وبعدها مباشرة، خرجت الرئاسة التونسية، في بيان، تؤكد من خلاله أن استعمال مجالها الجوي أو البحري غير مطروح أو قابل للنقاش.
ولفتت إلى أن تونس بقدر حرصها على سيادتها الوطنية والنأي بنفسها عن المحاور، وحريصة في الوقت ذاته على التمسك بالشرعية الدولية وتجنيب كل شعوب المنطقة الفرقة والانقسام.
وجاء الرد واضحها على زيارة أردوغان المشبوهة بشكل أكثر تفصيل على لسان رشيدة النيفر، المستشارة الإعلامية للرئاسة التونسية، حيث أكدت في تصريح لإذاعة "موزاييك" المحلية أن تونس ترفض رفضا قطعيا أي تدخّل أجنبي في ليبيا، بما فيه التدخل التركي، وهو موقف تونس ولم ولن يتغيّر، وردا على سؤال حول السماح لتركيا باستخدام الأراضي التونسية للتدخل عسكريا في ليبيا، أضافت "لا ولا ثم لا، وخلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتونس كان جواب الرئيس قيس سعيد واضحا وصريحا".
حين أغلقت تونس باب إرسال مرتزقة وقوات تركية إلي ليبيا عبر أراضيها، بحث أردوغان عن طريقة أخرى غير شرعية، اعتدي بها على السيادة الوطنية التونسية، حيث أرسل طائرات مسيرة عبر الحدود التونسية الليبية لإيجاد ثغرات خالية من الأمن يتمكن من خلالها إرسال أسلحته ومرتزقته، لتكن هناك سهولة في إرسالها خلافا لمطار معيتيقة المتلزم بعدد رحلات بعينها والذي يقع تحت أعين القوات المسلحة الليبية.
وكشفت تونس، حقيقة البحث عن الثغرات عبر الحدود، حين أعلنت وزارة الدفاع التونسية، عن تحليق طائرات بدون طيار "درونز" داخل ليبيا على الحدود التونسية، مشيرة إلى جاهزية الجيش التونسي واستعداده للاشتباك المباشر مع أي جسم مشبوه، مؤكدة أنه خلافا لما تداولته بعض وسائل الإعلام بخصوص رصد طائرات دون طيار داخل الحدود التونسية، فإن وزارة الدفاع تؤكد أن هذه الطائرات لم تجتز بالمرة المجال الجوي التونسي بل كانت تحلق قرب رسم الحد داخل التراب الليبي.
وردا على إمكانية اختراق حدودها، أكدت وزارة الدفاع التونسية، أن التشكيلات العسكرية المنتشرة على كامل الشريط الحدودي على أتم الاستعداد للرمي الناري بصفة مباشرة على كل جسم مشبوه يخترق المجال الجوي التونسي حسب التعليمات الصادرة في هذا الشأن، ويأتي ذلك بعد أيام من رفع الجيش التونسى درجات التأهب الأمنى على الحدود مع ليبيا، تحسبا لأى موجات نزوح ربما تتجه نحو تونس، نتيجة احتدام المعارك بين الجيش الوطنى الليبى والمليشيات التى تسيطر على العاصمة الليبية طرابلس.
وكشفت مصادر عسكرية تونسية، عبر وسائل إعلام محلية في تونس، أن تعزيزات أمنية جاءت من مناطق أخرى من تونس لدعم جهود التفتيش على بوابات العبور تحسبا لدخول أسلحة، وتأتى هذه الخطوة فى سياق انتشار أمنى جديد فى تونس لتأمين الاحتفالات برأس السنة الميلادية، التى تحل بعد أيام، مؤكدة أن هذه الإجراءات تتركز فى المناطق السياحية بالجنوب التونسى مثل جزيرة جربة ومدينة جرجيس جنوب شرق اللتان تشهدان إقبالا متزايدا للسياح، خاصة الجزائريين.