المواطنون معرضون لمخاطر السوشيال ميديا.. «والفيوم» أكثر المحافظات تجنيدا
السبت، 18 يناير 2020 05:00 مأمل عبد المنعم
2 مليار مواطن معرضون لمخاطر «السوشيال ميديا» والشباب لهم نصيب الأسد... حقيقة رصدها تقرير لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالبرلمان، والتى رصدت صدور 26 ألف شائعة خلال الثلاثة أشهر الأخيرة ، مقابل 52 ألف شائعة خلال نفس الفترة من عام 2018، استهدفت جميعها تصدير حالة من الإحباط للشارع، والتشكيك فى المشروعات القومية المختلفة على مستوى الجمهورية، وضرب أى آمال لدى «محدودى الدخل» فى المستقبل، كما رصدت الدراسة أن 90 % من الشائعات التى توجه لمصر من صفحات «السوشيال ميديا»، يتم بثها من الدول الداعمة للإرهاب، خاصة تركيا وقطر.
وحذرت الدراسة من جروبات «السوشيال ميديا» التى تستقطب النساء والفتيات، بوضع أهداف وهمية لجذب أكبر عدد من النساء، فيما يخص قضايا الخيانة الزوجية على سبيل المثال، واستغلال بيانات ومعلومات عنهن، ما يهدد استقرارهن الأسرى، واشتعال الخلافات الزوجية»، بالإضافة إلى نقل الأفكار السلبية والمشاعر الاكتئابية، التى تزيد من القلق والتوتر.
من جانبه قال النائب أحمد بدوى، رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى، تستهدف الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعى لزيادة عدد عناصرها، حيث أنها دأبت على اصطياد الشباب التى ترى فيه أنه سينصاع لأوامرها دون مجادلة من باب «السمع والطاعة».
وأضاف، أن محافظة «الفيوم» كانت أكثر المحافظات التى حدث فيها تجنيد للشباب عبر «السوشيال ميديا»، حيث يتم اكتشاف انضمامهم للجماعات الإرهابية بعد إبلاغ ذويهم عنهم بالاختفاء.
أكد الدكتور طه أبو الحسن، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، أن أهم أضرار مواقع التواصل الاجتماعى «السوشيال ميديا»، القضاء على صلة الأرحام والتعارف، موضحا أن تلك المواقع، تقوم بتصدير أخبار ليس لها سند علمى، بالإضافة إلى إطلاق الشائعات والاتهامات الكيدية، والأضرار بالأمن القومى والعلاقات الاجتماعية.
وأضاف أبو الحسن فى تصريحات خاصة لـ «صوت الأمة» أن «السوشيال ميديا» يستخدمها البعض للتسلية أو قضاء المصالح، لكنها على الجانب الآخر تتحول لمصيدة وممارسة للخداع لاستقطاب النساء فى علاقات مشبوهة، لافتا إلى خداع وإيهام الزوجات لأزواجهن بأسماء وهمية لكشفهم وإيقاعهم فى الفخ، ما أدى إلى فشل العديد من العلاقات الزوجية بسبب هذه الممارسات.
وأشار أستاذ علم الاجتماع، إلى ضرورة توعية المواطنين بهذه الأضرار، موضحا أن القانون لا يأتى بحل جذرى، وليست له فائدة لعدم فتح باب العبقرية الرديئة فى التحايل على القانون والبحث عن مخرج، مؤكدا أن الحل الوحيد هو مراقبة الأخلاق بالوازع الدينى والتربية الحسنة.
وشددت الدكتورة سوسن الفايد، أستاذ علم النفس السياسى بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية، على نشر الوعى والتأهيل لمستخدمى الإنترنت لمعرفة المخاطر فى الداخل والخارج، وكيفية استخدام الأجندات الخارجية لزعزعة الأمن القومى وهدم الدول، مؤكدة على دور كل المؤسسات المعنية مثل «التعليم، الإعلام، الخطاب الدينى والثقافة»، فى الرد على الشائعات بشكل مستمر لبث القيم ودعمها لتنوير العقول وتقديم الدعم النفسى.
وطالبت «فايد» هذه المؤسسات بإعادة صياغة وبناء الشخصية المصرية، بشكل أكبر من التركيز على الاستراتيجيات الصناعية، وبناء الطرق فى حالة غياب الجانب الإنسانى والأخلاقى الأساسيين فى النهوض البشرى.
وترى « فايد» أن الحل الجذرى للقضاء على أضرار مواقع التواصل الاجتماعى، هو ترشيد الفكر فى كل مدرسة وهيئة ونادٍ عن طريق الإخصائى الاجتماعى والنفسى، واللجوء إلى آلية لدراسة وتشخيص المشكلة، وتقديم حلول جذرية لعمل تصحيح لوجدان المواطنين، ووضع خطة من متخذى القرار لمواجهة الثقافة المضادة، وعدم إتاحة المواقع الإباحية لعدم استهداف رواد «السوشيال ميديا»، وحل المشكلات بشكل دورى قبل التضخم من قبل الجهات الرسمية للحفاظ على الجيل وبناء المجتمع.
وأكد الدكتور وليد هندى، استشارى الصحة النفسية، أن مواقع التواصل الاجتماعى جزء لا يتجزأ من الحياة ولا يمكن الاستغناء عنها، لكنها نشرت العزلة والوحدة النفسية بالرغم من وجود آخرين، موضحا أن توسيع الفجوة الاجتماعية، ساهم فى فسخ العلاقات الأسرية، واستغراق الشباب فى أحلام اليقظة، وعدم الاستمتاع بالأحداث ومباهج الحياة وتزييف الوعى، وكذلك الاستقطاب الذهنى.
الدكتور وليد هندي
وأضاف هندى، أن «السوشيال ميديا» أدت إلى تعمق الخيانة الزوجية، وارتفاع معدلات الطلاق بنسبة 4 5%، واختراق الخصوصية التى جعلت البيوت دون جدران، بالإضافة إلى زيادة معدلات العنف والانتحار والتنمر وجرائم النصب وغسيل الأموال والاتجار بالبشر والإلحاد والإرهاب وتناول المخدرات.
وقدم « هندى» حلولا لمحاربة هذه الأضرار من خلال زيادة الرقابة الذاتية والخروج للمتنزهات وصالات الرياضة، وشدد على ضرورة فتح الحوار الأسرى بغلق الموبايلات ساعتين يوميا، والتحصين الفكرى لعدم استقطاب الأطفال والشباب.