السوشيال ميديا تنتصر أحيانا.. صادرت سلاح نائبة الشرقية وأثلجت قلب «يتيم»
الأحد، 12 يناير 2020 09:00 مسامي سعيد
ظل أسامة يبحث عن طريقة ليدعوا بها المعازيم لحفل زفافه، الذي لم يتبق عليه سوى أيام معدودة، ويخفي بها الموقف المحرج الذي تعرض له حين لم يحضر أحد من أقاربه "كتب كتابه" كونه شاب يتم وكذلك زوجته هي الأخرى حيث كبروا وترعرعوا في إحدى دور الأيتام.
قبل ساعات من موعد الفرح، قرر الشاب كتابة منشور على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، دعى فيه العامة، ليمضي في استكمال باقي تجهيزات الفرح. ولم تمضي ساعات وتحولت الفرح إلى مناسبة شعبية، حضرها أكثر من 6000 شخص من مدينة طنطا بمحافظة الغربية، وتحدثت عنه محافظات مصر بأكملها.
المؤكد للجميع أن السوشيال ميديا مؤثرة لحد كبير، ففي السنوات الماضية، تحولت من مجرد وسيلة لعرض الصور والاخبار الشخصية والاجتماعية إلى منصات تغيير قرارات وإقالة مسئولين وتخوض معارك، انتصر فيها رواد الموقع الاجتماعي من وراء شاشاتهم آخرها حمل نائبة لسلاح وإطلاقها نيران.
النائبة نوسيلة عضو مجلس النواب بمحافظة الشرقية، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي لها مقطع فيديو، تطلق فيه النيران، خلال احتفالها بفرح ابنتها، وهو ما آثار جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي، علقت عليه النائبة بأنها لم تقم بأي مشاكل وسلاحها مرخص، قائلة: «إحنا اللي بنشرع القوانين»، وبعد تصاعد الأزمة، تراجعت النائبة واعتذرت، قائلة: «سلمت سلاحي بنفسي بعد ما أخطأت وليس من العيب ان أعتذر عن خطأ أقوم به».
وفقا للإحصائيات والتقارير الرسمية، فإن مستخدمي الإنترنت في مصر تجاوزا 50 مليون شخص، أي نصف عدد السكان يوجد من بينهم 40 مليون شخص يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها موقع الفيس بوك وتويتر وهو رقم كبير حسبما أكد عدد من الخبراء، ويجعل مصر من أكبر الشعوب التي تستخدم منصات السوشيال ميديا وأيضا من أكثر الدول التي تقع في فخ الأخبار المفبركة.
وأشار خبراء التواصل، أن عملية تنظيم أوترتيب استخدام مواقع التواصل ما زالت قضية جدلية ليست فقط في مصر ولكن على مستوع العالم حيث من الصعب التحكم في المحتوى الذي يستخدمه المواطنين.
في سياق متصل، قال فادي رمزي، أستاذ الإعلام الرقمي بالجامعة الامريكية، إن مواقع التواصل الاجتماعي تجاوزت مرحلة القوى الناعمة وأصبحت مؤثرة وآداة ضغط في بعض الأحيان تستطيع أن تتدخل في إصدار قرار رسمية أو تعديل بعض القرارات كما سبق وحدث في أكثر من قضية.
ولفت الأكاديمي إلى أن مواقع التوصل الاجتماعي يمكن تقسيمها من حيث نوعية القضايا، حيث يحصل الفيس بوك على نصيب الأسد من حيث عدد المشتركين فيها ويصل عدد إلى حوالي 40 مليون مواطن، وتخصص قضايا في المبادرات الشبابية والأحداث العاطفية وهو أكثر استخداما للمصريين أو ما يعرف بنض الشارع، في حين يحتل موقع تويتر المرتبة الثانية من حيث عدد المشاركين ويكون أكثر نخبويًا حيث يتخصص في القضايا السياسية نظرًا لسرعة التفاعل عليه من خلال «الهاشتاج».
وأضاف رمزي في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»، أن تأثير هذه المواقع وصل إلى صناع القرار، وأصبح مؤثرا قبل إصدار القرار، ويتم وضعها في الاعتبار، من خلال رصد للقضايا والأخبار بعد التأكد من صحتها ويتم تداولها في الشارع المصري، بناءًا عليه يتم وضعها في الحسبان قبل اتخاذ بعض القرار، مشيرًا إلى أنه من الصعب التحكم في محتوى مواقع التواصل، وهذه القضية مازالت محل جدل على الساحة، خاصة في ظل وجود تقرير تتحدث عن تصدر مصر قائمة الدول التي تتداول أخبارا مفبركة.
وتابع أن الرهان دائمًا عللا وعي المواطنين وارتفاع مستوى المعرفة والثقافة مشيرًا إلى أن هناك حاجة إلى رفع هذا الوعي والتركيز على الجانب الإيجابي حيث يوجد العديد من مبادرات شبابية التي نجحت وعشرات المشاكل التي يتم التدخل لحلها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.