اتحضر للخير في 2020
الخميس، 02 يناير 2020 05:28 م
ها هو ذا عام يمضي وآخر يبدأ حاملا لنا في قبعته السحرية ما لا نعلمه بعد، هل ستتحقق أحلامنا تلك المرة بعد أن خذلتنا أعوام مضت؟!.
المشكلة تكمن فيما تحمله دوما البدايات من توقعات لا سقف لها ولا رابط، ففي بداية كل عام نأمل بأن نتغير تغيرا جذريا وبأن نغير العالم من حولنا كذلك، ويحضرني في هذا المقال أغنية المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم -رحمه الله- "من أول يناير ...هاكون انسان جديد".
مع ارتفاع سقف التوقعات نقع في فخ الاحباطات، واحدا تلو الآخر، وفي النهاية نتخلى عن بعض أحلامنا ونؤجل ما تبقى منها لبداية عام جديد، ما الحل اذن للخروج من تلك الدائرة الجهنمية؟.. تريد أن تغير من نفسك؟ ابدأ بخطوات صغيرة وبسيطة، وقدرها وافرح بها.
تريد أن تترك بصمتها في هذا الكون؟ ابتسم، فابتسامتك قد تنقذ انسانا على وشك الانتحار كما أثبتت الدراسات.. قف بسيارتك للمارة، سيشعرون بالامتنان والاحترام وسينعكس ذلك على سلوكهم مع الآخرين لبقية اليوم...أنصت لأبنائك حين يتحدثون إليك، فأنت بذلك تعزز ثقتهم في أنفسهم وتقوي علاقتك بهم والتي من شأنها حمايتهم مستقبلا من الانسياق وراء ذوي الآراء المتطرفة.
أوقف الزمن لبرهة، وتأمل ما حولك من جمال سخره الله لك، فالزهرة المزدهرة الألوان، والسماء الزرقاء والحقول الخضراء، والمياه العذبة التي تنهمر من الصنبور في منزلك، كلها نعم قد لا نشعر بها ولا نحسن استخدامها، ونحن في يومنا هذا، بعد أن دمر الانسان ما دمر على هذا الكوكب، وأصبح بقاء كوكبنا أو ما تبقى منه على المحك، نحتاج أن نبذل قصارى جهدنا من أجل انقاذ منزلنا الكبير، ولننحي خلافاتنا جانبا ولنتكاتف، فما فائدة الحروب والتطاحن والتناحر؟ بما سينفع كل هذا ان لم ننقذ كوكب الأرض من التلوث الذي أحدثناه به؟.
إن ما يحدث في مصر الآن، من اتجاه قوي لاستخدام مصادر الطاقة النظيفة مثل الغاز الطبيعي والطاقة الشمسية، ليس من باب الرفاهية، وإنما خطوة حتمية للإسهام في انقاذ الأرض، وحملة التوعية التي أطلقتها وزارة البيئة تحت شعار "اتحضر للأخضر" تستحق منا كل الدعم لأن توعية المواطن المصري بمخاطر التلوث البيئي خطوة ضرورية، فكتيبة انقاذ الكوكب تتكون من كل بني آدم على وجه الأرض-شئنا أم أبينا-، والآن فليعلم كل منا دوره وليبدأ فورا في رفع الأذى عن كوكب كل ما أراده لنا هو أن يأوينا، وكل خطوة مهما كانت صغيرة سواء في منع القاء المهملات في الشوارع وعدم انارة حجرات خالية أو أجهزة كهربائية دون استخدام، وعدم الافراط في استخدام المياه والتقليل من استخدام المواد التي لا تتحلل مثل البلاستيك، وقد يتمكن البعض من القيام بخطوات إضافية، مثل الاشتراك في مبادرات التشجير ومبادرات تنظيف الشواطئ التي يقوم بها بعض الشباب، ويطول الحديث عن أهمية إعادة التدوير، وأتمنى أن توضع منظومة لفصل القمامة وتسهيل عملية إعادة تدويرها كما يحدث في معظم بلدان العالم، حتى أن بعضها يجعلك تستبدل ما تعيد تدويره من زجاجات في مقابل نقود. دعونا لا ننتظر حتى أول يناير 2021 لنشرع في عملية الإنقاذ.
دعونا نبدأ على الفور، دعونا نتحضر للخير القادم ...دعونا نتحضر للأخضر.