سقط نصاب الناس "الهاي "
الأربعاء، 20 نوفمبر 2019 04:30 م
بلاغ من امرأة انيقة جدا تفوح منها رائحة عطر غالي الثمن، وبانفعال وكلمات سريعة ابلغت رئيس المباحث أنها بعدما عادت من سهرة في الهايبر بأحدي فنادق الخمس نجوم وجدت دولاب ملابسها مفتوحا مع اختفاء مبلغ ٥٠٠ الف جنيه ومجوهرات قيمتها أكثر من ١٠٠ الف جنية، وأضافت السيدة الأنيقة في بلاغها بأنها لا تشك في احد، ولا تتهم أحدا في هذه الواقعة، مؤكدة عدم تعرض الفيلا التي تقيم بها لأي هجوم مشيرة إلي أن كل شيء سليم داخل كل غرف الفيلا المكونة من دورين بأحدي العقارات، وهو ما يعني أن السرقة ربما تكون قد حدثت من سكان الفيلا، هذا ما أكدته المعاينة الأولي، إلا أن سكان الفيلا وهي السيدة المبلغة وزوجها وثلاثة أبناء وشغالة عجوز.
واثناء الفحص قالت المبلغة أن هناك رجلا يتردد عليهم ثم أختفي، واندهشت وتسألت ما علاقته بالسرقة فهو مليونير عربي ويعمل وكيل وزارة في بلده ويتردد عليهم منذ أكثر من شهر بعد أن تعرفت عليه في شركة الطيران، وقد طلبت من زوجها مساعدته في اقامة مركز ثقافي في بلده، وقد اعطاهم كارت باسمه وأرقام تليفوناته في السعودية ويتردد علي الفيلا فهو يقيم في أحد الفنادق ويتنقل بسيارة مرسيدس، وفشل رجال الشرطة في الوصول إلي حقيقة شخصية هذا المليونير العربي، ففي الجوازات لا توجد معرفة موعد وصوله أو مغادرته القاهرة، وبسؤال المبلغة عن تفاصيل أكثر عن رجل الأعمال، اخرجت صورة لهذا الضيف سبق وتم التقاطها له في احدي السهرات.
ساهمت الصورة في كشفت لغز السرقة، حيث اتضح أنه فهو نصاب عالمي متهم في أكثر من ٨٠ سابقة نصب، ويتقن عددا من اللغات ويتقمص عدد من الشخصيات، ويتعمد اظهار الكرم تمهيدا لافتراس ضحيته، حيث يبحث عنه البوليس الدولي، وبعد شهرين من البحث وجمع المعلومات عثروا عليه في شقة مفروشة مع احدي الراقصات بالإسكندرية، بعد أن أنفق عليها أكثر من ١٠ الف جنيه، واثناء ضبطه كان يتقمص شخصية مستثمر أمريكي ويرتدي الجينز، وفور القبض عليه ابتسم واعترف بسرقة الفيلا، كما اعترف أنه رسم خطة لدعوة الاسرة للسهر في الهايبر وفي اثناء جلوسهم لمتابعة الفقرات استأذن بحجة اتصال تليفوني وسرق المفاتيح وركب السيارة وذهب إلي الفيلا واخذ كل الأموال والمجوهرات التي كانت صاحبة الفيل تتفاخر بها، وبعد السرقة عاد للسهرة وترك المفاتيح وهرب إلي الاسكندرية بعدما أخبرهم بانه مسافر إلي بلده، حيث استطاع النصاب الدولي خداع ثلاثة أطباء ودخل بيوتهم وأوهمهم انه صاحب مستشفي كبير في بلده ويريد التعاقد معهم، وبالفعل تعاقد معهم وتردد عليهم في منازلهم وسرق مجوهرات زوجاتهم دون ان يشك به أحد لأنه يتحدث اللغة العربية وينفق بكرم، والغريب أنه قال ان المصريون ينخدعون بالمظهر الخارجي ولهذا لم يجد صعوبة في الايقاع بهم مهما كانوا علي درجة عالية من الثقافة والعلم، مؤكدا أن الذي أوقع به هي صورته التي كانت السبب في سقوطه.