قصة حب لا تنتهي
الأحد، 10 نوفمبر 2019 11:08 ص
فى أحد الشوارع الرئيسية بحى مصر الجديدة، يوجد مسرح الجريمة، جثتان لرجلان بكامل ملابسهما وبداخل ملابسهم أوراقهم الشخصية، الاول تاجر فاكهة والثانى موظف، والأثنان متزوجان وعندهما أطفال.
فى مكان الجريمة لم يتعرف عليهما أحد، فقط عثر فى يد إحدى الجثتين على خصلة شعر، ومن معاينة أوراقهما الشخصية تأكد فريق البحث أن الجريمة ارتكبت فى مكان أخر ثم تم نقل الجثمانيين إلى هذا المكان، ومما لفت الأنظار وحدد نوعية الجريمة أن أحد الجثتان مشوهه بقطع العضو الذكرى، كما كانت معهما بعض النقود التى تتجاوز المائة جنية.. إذن الجريمة لم تكن بقصد السرقة، وإنما هى جريمة انتقام، فهناك امرأة ورجل خلف الجريمة ولأنهما قتيلان فلابد أن يكون الجناة أكثر من اثنين، ومن الواضح كما يقول اللواء سراج الروبى، الخبير الأمني، أنهما قتلا فى وقت واحد وفى مكان مغلق وليس مفتوحا.
وبالبحث والتحرى، توصل فريق المباحث إلى أن التاجر متزوج من شابة جميلة وأنجب منها طفلين، ويقيم فى القاهرة بعدما نزح من بلدته سوهاج منذ سبع سنوات، كما أشارت التحريات إلى أنه على خلق ويتمتع بحب الجميع، لذلك فإن شقيقه حينما سألته المباحث قال أنه لا يشتبه فى أحد معين، وأنه ليست هناك خلافات مع أحد، حتى يكون دافعا للجريمة، مشيراً أيضاً إلى أن القتيل الثانى ابن عمه.
القتيل الثانى هو موظف متزوج من ثلاث سنوات، أنجب ولدا وبنتا، لكن هناك خلافات دائمة بينه وبين زوجته والسبب انه لا ينفق على البيت، وعندما استدعت زوجته لأخذ اقوالها لم يظهر عليها الحزن، او التأثر، فكان السؤال الذى يراود رجال المباحث، هل تكون الزوجة خلف جريمة القتل؟.. وبعد وصول التحريات كانت الزوجة خارج دائرة الشبهات، فقد أثبتت التحريات أن الزوج كان على علاقة حب مع جارة له، تسكن فى الشقة المقابلة، وأن زوجته اعتدت على الحبيبة بالضرب منذ شهور عندما ضبطتها فى شقتها أثناء غيابها.
من هذه الواقعة توصلت المباحث إلى الخيط، إذن هذه العلاقة يمكن أن تكون بداية الخيط خصوصا وأن القتيل الموظف قد تقدم للزواج من حبيبته، لكن اباها رفض لأنه متزوج وعنده اولاد، وحاولت اسرة الفتاة التفريق بينهما بتزويج البنت، إلا أن الحبيب كان متمسكا بها، وفشلت كل محاولات الاسرة.
مع تواصل البحث تم التوصل إلى أن والد الفتاة لم يكن فى بيته ليلة الحادث، كما أن محل بيع الاسماك الذى يملكه كان مغلقا على غير العادة، وجرى البحث عن الاب لكنه ظل مختفيا تم إعداد عدة أكمنه له، حتى تم القبض عليه، وعندما واجهه المحقق بارتكابه الجريمة انكر، وكان ضروريا الانتقال إلى المحل الذى يملكه، فقد كانت أثار الدماء تلطخ جدران المحل ولم يكن أمامه سوى الاعتراف.
قال الاب فى اعترافه انه حاول أن يبعد جاره عن ابنته لكنه فشل، فطلب منه أن يأتيه فى المحل للتفاهم، وجاء معه قريبه وحاول التفاهم معه وعرض عليه عشرة ألاف جنيه مقابل أن يبعد عن أبنته، لكنه رفض أيضا، وقال إنه إذا لم يوافق على الزواج منها فسوف يخطبها ويتزوجها، ثم ألقى فى وجه الاب بمجموعة من الصور تضم الحبيبين، وهنا ثار الاب واشتبك معه فى عراك كان فى المحل ساعتها خمسه من أقاربه، أحدهما يحب الفتاة وقد تقدم للزواج منها.. اشتبكوا معه وامسك هو بسكين وهوى بها فى صدره، فسقط بلا حراك ولم يكن أمامه الباقين الا أن يقتلوا أبن عمه هو الآخر، حتى لا يفتضح أمرهم ثم ربطوهما بالحبال وجعلوا كل واحد فى شكل كرة ثم لفوه فى أكياس البلاستيك الخاصة بالفاكهة، وألقوا بهما فى الزبالة، ونقلوهم إلى مكان أخر لأبعاد الشبهة عنهم.