الزوج الذى اضاع عمره

الإثنين، 04 نوفمبر 2019 12:10 م
الزوج الذى اضاع عمره
آمال فكار

 
كان شكل القضية غريبا، أما مضمونها فهو أشد غرابة..
 
زوج بلغ الثانية والستين من عمره وزوجته التى بلغت الستين هى من أقامت الدعوى، طالبة الطلاق من زوجها، وهنا كان وجه الغرابة، لأنها تفعل ذلك بعد زواج استمر اكثر من ثلاثون عاما.
 
حينما نادى رئيس محكمه الاحوال الشخصية على القضية، تقدمت سيده عجوز متحاملة على كتف صبى صغير، ووقفت امام القاضى وقالت مشيرة إلى الصبى " هذا ابن ابنى، الاول على صفه فى الإعدادية هذا العام، وهو ولد متفوق وحقق هذا النجاح، أما أنا فكنت طبيبه اعالج اولاد أولادي، إلى أن ظهر فى حياتى رجل ثرى يحمل دكتوراه فى الهندسة، وهو الرجل الذى اصبح فيما بعد زوجى.. بعد زواجنا كانت حياتنا هادئة بلا حدود وكان يرعاني ويرعى بيته، فهو يملك الكثير من البنايات وثروة كبيرة وأرصده فى البنوك، وكنا نعيش فى شقه واسعه فاخرة، ولدينا شقه فى العجمى بالإسكندرية، فى المجمل كانت حياتنا تتمناها أى إمراه، ورزقنا الله بطفلين، وظلت حياتنا فى خط سيرها العادى، فقد كبر الطفلان وتخرجا وتزوجا، واستقل كل منهما بحياته، اما هو فكأن شيئا قد سقط بينى وبينه، بعدما أصبح يهملني تماما منغمراً فى اعماله، وهنا قلت لنفسى لعله السن وهو فى الخمسون من عمره، وهنا جعلت اولادى همى الأول والأخير، فكنت اقضى يومين بين اولاد اولادى واذاكر لهم".
 
وتيف الزوجة " أما زوجى فقد تعرف على مجموعه من رجال الاعمال ودخل فى دائرة القمار والشم دون أن ادرى، وكانت املاكه تتسرب واستهلك كل رصيده، حتى شقه العجمى باعها، واكتشفت فى فتره غيابى أنه باع أيضاً أثاث بيتى قطعه قطعه، وخشى ولادنا الفضيحة فلم يقفو فى وجه ابيهم، فى حين أن زوجى تحول إلى شخص عصبى، باحثاً عن النقود بأى شكل، فتركت له البيت وذهب إلى بيت أهلى .، فلم استطع تعكير صفو حياه أولادي، وجاء خلفى إلى بيت أهلي واعتدى على وألقى بى من فوق سلم العمارة امام الجيران، ورغم أننى رفضت الاتصال بالشرطة خوفا من الفضيحة، الا أن الجيران اتصلوا بالنجدة، التى جاءت وسجلت بلاغا بالحادث".
 
قدمت السيدة للقاضى صوره من البلاغ، وقالت "لم اتوقع ان يطاردني لطلب المال ويقوم بضربى، الآن يا سيدى القاضى اطلب الطلاق منه، فلقد هدم نفسه ويريد أن يقضى على سنواتى الباقية من عمرى".
 
من بين الحاضرين وقف رجل متهدم رث الثياب وقال " كيف تتركنى يا سيدى القاضى، وأنا فى هذا العمر.. إننى احتاج للرعاية وانا اعترف بخطأي، لكن هذا قدرى فكيف يهرب الانسان من قدره؟.. لقد كنت امينا مع اسرتى طوال حياتى، ثم أغواني الشيطان ووقعت مع اصدقاء السوء.. اننى يا سيدى فى حاجه اليها فأنا رجل تهدم واحتاج للرعاية".
 
بعد أن تحدث كلاً من الزوج والزوجة، كان حكم القاضى بتطليق الزوجة، لإن زوجها لم يعد امينا عليها.
 
بعد الحكم خرجت السيدة مستندة كما دخلت على كتف حفيدها، بعد أن حققت ما طلبت، فى حين كان زوجها أو طليقها يقول لها " منك لله زوجه غير صالحه ".
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق