تعذيب واغتصاب وابتزاز.. مراكز إيواء المهاجرين في ليبيا تفضح حكومة الوفاق
الخميس، 31 أكتوبر 2019 04:00 م
يعتبر جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية فى طرابلس التابع لسلطة حكومة الوفاق التي يترأسها فائز السراج، الغير معترف بها من قبل البرلمان الليبي، من أكبر المراكز في ليبيا لإيواء المهاجرين لحين ترحيلهم إلى بلادهم.
ومنذ بداية العام الجاري، ظهرت تقارير دولية كثيرة تكشف كوارث بحق المهاجرين في مراكز الإيواء، من تعذيب واغتصاب للفتيات وأعمال سخرة وغيرها، لتستمر المعاناة لآلاف المهاجرين، والثلاثاء الماضى، نجح مئات المهاجرين في الفرار من مركز احتجاز "أبو سالم" في مدينة طرابلس الليبية، الخاضع لسيطرة حكومة فايز السراج، واحتشدوا ليلا حول منشأة تابعة للأمم المتحدة، وذلك بعد حرمانهم من الطعام لأسابيع.
وتمكن قرابة 450 شخصا من الهروب من المركزالثلاثاء، ليكشفوا بعدها الظروف الصعبة التي عاشوها هناك، حيث أجبروا على تسول المال من العائلات لدفعها للشرطة التابعة للوفاق، لشراء الطعام لهم، فيما تُرك أولئك الذين لم يستطيعوا دفع المال، جوعى، بحسب وكالة "أسوشييتد برس"، التي نقلت عن أحد المهاجرين قوله، إنهم ساروا نحو 90 دقيقة عبر مدينة طرابلس، وفقا للناشط الليبي لطارق لملوم.
ومركز إيواء أبو سليم في طرابلس يضم حوالي 800 شخص، بحسب وكالة "أسوشييتد برس"، فيما أكدت نائبة المفوض السامي لشؤون اللاجئين كيلي كليمنتس، أن هناك أكثر من 4800 لاجئ ومهاجر محتجزون داخل مراكز احتجاز في طرابلس، حيث "يعاني هؤلاء سوء المعاملة على أيدي المهربين، وفترات طويلة من الاحتجاز.
وقد كشف تقرير للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غويتيريس، أمام مجلس الأمن الدولي في 26 أغسطس الماضي، الظروف المأساوية التي يعيش فيها المهاجرون المحتجزون في مراكز اعتقال غير قانونية تحت سلطة حكومة السراج.
وظل المهاجرون واللاجئون يتعرضون للحرمان من الحرية والاحتجاز التعسفي في أماكن احتجاز رسمية وغير رسمية، وإلى التعذيب، بما في ذلك العنف الجنسي، والاختطاف للحصول على فدية، والابتزاز، والعمل القسري، والقتل غير المشروع، بحسب تقرير آخر رفعته بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وقد ظل المهاجرون يحتجزون في أماكن مكتظة وظروف غير إنسانية ومهينة، ويعانون نقص الغذاء والماء والرعاية الطبية، في ظروف سيئة جدا من حيث النظافة الصحية.
وقد تورط مسئولين بما تعرف بحكومة الوفاق التي يترأسها فائز السراج، بحسب التقرير الأممي الذى أكد من بين مرتكبي الانتهاكات أفراد ينتمون إلى جماعات مسلحة ومهربون ومتاجرون بالبشر وأفراد في عصابات إجرامية، كما استمر وقوع حوادث العنف واستخدام القوة الفتاكة ضد المهاجرين المحتجزين، وذلك بعد احتجاجاتهم على ظروف احتجازهم، ورصدت بعثة الدعم تقارير أفادت بوقوع حوادث مميتة في مراكز الاحتجاز الرسمية في طريق السكة وقصر بن غشير والزاوية وسبها.
ونقل المهاجرين الذين تم إنقاذهم أو اعتراض قواربهم من جانب خفر السواحل الليبية إلى مراكز احتجاز غير رسمية في الخمس يثير شواغل كثيرة، ولم يتسن في وقت لاحق العثور على المئات من المهاجرين الذين أفيد بأنهم أرسلوا إلى مراكز الاحتجاز، ويعتقد أنه قد جرى الاتجار بهم أو بيعهم للمهربين، في حين اختفى آخرون وهم في طريقهم إلى سوق الخميس المجاورة، بحسب التقرير الأممي