Bbc .. شمطاء في فراش «الترافيك»
الأربعاء، 23 أكتوبر 2019 07:00 م
طيلة الثمانين عامًا الماضية، منذ انطلاق إذاعتها العربية من لندن، خالفت الـ bbc ما تدعى الحفاظ عنه، انتهجت أسلوب الإثارة والتهييج في سنوات عدة، عندما يتعلق الحدث بالمنطقة العربية تتعمد تصدير مشهد فوضوي يحافظ على مصالح الدول الكبرى في الشرق الأوسط ليس إلا.شبكة bbc عربي التي دائمًا ما تؤكد إنها غير متحيزة ودقيقة ومعلوماتها مبنية على الخبرة والتحليل المعمق، وقعت في الكثير من المواقف كفريسة لـ «الترافيك» كما يطلق عليه في هذه المرحلة، تبنت مواقف عديدة عن وقائع ما، دون الاستناد إلى الجهات الرسمية، لتخذل قرائها عندما اكتشف في النهاية أن معلوماتها غير دقيقة.
في السنوات الماضية كم هائل من الأحداث التي قامت بتغطيتها الإذاعة البريطانية بالعربي، كشفت أن المهنية وأخلاقيات الصحافة شعارات لدى محطتها، لا مبادئ تحافظ من أجل الوصول إليها، من جانب لتحقيق الغاية السياسية لمؤسسها ومالكها على مر العصور، ومن جانب آخر للانتصار على الإذاعات الأخرى في عملية جذب القراء والمتابعين في المنطقة العربية.
وفيما يتعلق بالوضع في مصر، كانت للشبكة الكثير من السقطات التي أثبتت اتخاذها مواقف غير حيادية، فالتغطية الأبرز التي عكست عدم مهنية الشبكة، وعدم مراعاتها للأخلاق والقواعد الصحفية، كانت خلال حادثة الواحات أكتوبر من عام 2017، والتي اعتمدت فيها bbc على أرقام غير دقيقة لشهداء الشرطة غير منتبهة لتداعيات ذلك على ما يدور من معركة على الأرض مع الإرهابيين وعلى مشاعر أهالي الشهداء، متسرعة في نشر معلومات من مصادر مجهلة، فكانت من أول المواقع والشبكات التي أدعت أن الضحايا تعدوا الخمسين مجند وضابط قبل إصدار بيان رسمي من الجهات المعنية في مصر.
هذه الواقعة جديرة بأن تثبت كيفية تغطية bbc للأوضاع في الشرق الأوسط، في وقت تشهد فيه المنطقة حرب ضروس ضد الإرهاب، والفوضى و محاولات زعزعة الأمن العربي، ولم تحتمل فيه أي إثارة وفتنة وبلبلة إعلامية، لكن بالرجوع قليلًا إلى الخلف سنرى أن هذه الشبكة كانت تنتهج مواقف أشد فظاعة عند تغطيتها للأحداث العربية والقضايا القومية.لكن هذه الأرقام أكتشف في النهاية إنها غير دقيقة بالمرة، لاسيما بعد بيان الهيئة العامة للاستعلامات الذي أكد أن تناول البي البي سي للحادث كان غير دقيقًا ، وأن الشهداء لم يتعدوا الـ 16 ضابط وجندي شرطة، الأمر الذي يوضح أنها " الإذاعة البريطانية" لم تستق معلوماتها من جهات رسمية، مما يندرج تحت بند الاجتهاد والتجني وإثارة البلبلة والشكوك.
ففي دراسة أجرتها الباحثة بثينة حمدان عام 2010 عن تغطية البي بي سي للقضية الفلسطينية خلصت إلى عدم موضوعيتها واتزانها كاشفة في دراستها عن المعايير التي تحكم عمل هيئة الإذاعة البريطانية أبرزها وجود سيطرة للحكومة البريطانية على الهيئة بشكل ما سواء في المضمون أو الشكل الخارجي، وهذا ما يؤكد أن الإذاعة لم تلتزم بالدقة والمهنية في كل تغطيتها للأحداث رافعة هدف مؤسسيها عاليًا قبل أي شيء.