بالتزامن مع جنازتة..

الاستخبارات البريطانية تنبش قبر «جاك شيراك»

الإثنين، 30 سبتمبر 2019 12:50 م
الاستخبارات البريطانية تنبش قبر «جاك شيراك»
جاك شيراك

 فجر رئيس سابق لجهاز الاستخبارات البريطاني قنبلة من العيار الثقيل إذ اتهم الرئيس الفرنسي الراحل "جاك شيراك"،بتلقي رشاوى هائلة من الزعيم العراقي الراحل "صدام حسين"، وذلك بالتزامن مع جنازة "شيراك".

وقال رئيس MI6 السابق السير ريتشارد ديرلوف في حديث لصحيفة "ميل" البريطانية اليوم الأحد أن مبالغ تقدر إجمالا بخمسة ملايين جنيه استرليني "أكثر من 6.1 مليون دولار" دفعها "صدام" إلى شيراك تقف وراء معارضة الرئيس الفرنسي الذي قاد البلاد خلال فترة بين عامي 1995 و2007 للخطط الأمريكية-البريطانية لغزو العراق.

 
وقال ديرلوف، عقب وفاة شيراك عن عمر ناهز 87 عاما، إنه كانت هناك "مؤشرات قوية" و"معطيات استخباراتية موثوق بها" لدى الولايات المتحدة وبريطانيا بأن شيراك تلقى أموالا من صدام لتمويل حملتيه الرئاسيتين عامي 1995 و2002.
 
اللافت أن "شيراك" كان يوصف بـ"صديق العرب" كما كان شيراك طوال حياته ملتزما بمبادئ الجمهورية الخامسة التى أسسها زعيمه الروحى شارل ديجول.
 

وهناك عدة مواقف تلخص لنا آراء الرئيس الفرنسى الراحل جاك شيراك بشأن القضايا المهمة فى العالم العربى، ومن أبرز تلك المواقف موقف فرنسا المساند والمتمسك بشرعية رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، وعزز هذه الشرعية على الساحة الدولية فى حين أن الضغط الإسرائيلى الأمريكى حاول أن يلغيها ويعزله.

تطبيع العلاقات مع رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق آرييل شارون الذى قال عنه جاك شيراك، إن فرنسا لم تكن قادرة على التدخل مباشرة لإيجاد حل للصراع الاسرائيلى- الفلسطينى، لأنها لا تملك وحدها الإمكانات لذلك، ولأن العلاقات الفرنسية - الاسرائيلية شديدة التعقيد.

وقال، إن هذا التطبيع أتاح قيام علاقات أفضل مع رئيس الحكومة الإسرائيلى الحالى ايهود اولمرت، وهذا ما ساعد لاحقاً فرنسا على صعيد الدول العربية التى كانت تعتبر أن الدور الفرنسى غير فعال، بسبب سوء العلاقة مع اسرائيل، وأن لا حاجة للحديث مع بلد لا يملك أى قدرة على التدخل أو التأثير على اسرائيل.

وتابع ، إن تأييد فرنسا لشرعية عرفات فى وجه كل الذين اعتبروه إرهابياً، فى وقت كانت اسرائيل تشترط وقف الإرهاب قبل بدء أى مسار تفاوضى كان مهماً.

 وكان رئيس الاستخبارات البريطاني السابق قد قال أن هذه الأموال  التى تلقاها "شيراك" أتت من ثروة صدام الشخصية إلى الرئيس الفرنسي عبر وسطاء، متحدثا عن "علاقات طويلة ليست رسمية بل شخصية" بين الزعيمين.
 
وتابع ديرلوف: "كان لدى شيراك علاقات مثيرة للجدل مع صدام حسين، وذلك يثير كثيرا من التساؤلات، مثل ماهي دوافع معارضته لمشروع القرار في الأمم المتحدة الخاص بتحضير التدخل. لم تكن هذه مسألة أخلاقية بل مسألة متعلقة بسمعته، لأنه إذا سُرّب ذلك فإنه كان سيضر بسمعته كسياسي".
 
وردا على المقالات التذكارية التي تشيد بمواقف الرئيس الفرنسي السابق الراحل المعارضة لغزو العراق، وصف رئيس الاستخبارات البريطانية السابق شيراك بأنه كان "حيالا كان يقوم بمناورات عقلانية جدا".
 
وأعرب شيراك عن معارضته المبدئية لغزو العراق عام 2003 بدعوى امتلاك نظام صدام أسلحة الدمار الشامل (ما لم يثبت لاحقا) واستخدم حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار أمريكي-بريطاني جاء لشرعنة التدخل العسكري، ما أدى إلى بروز توتر في العلاقات بين باريس وواشنطن.
 
وفي أول تعليق فرنسي على اعترافات ديرلوف، قالت المتحدثة باسم سفارة باريس في لندن أوريلي بونال إن "التاريخ أظهر أن شيراك اتخذ قرارا صحيحا".
 
وانضم إلى هذا الموقف وزير الخارجية البريطاني السابق السير مالكولم ريفكيند، إذ قال إنه مهما كانت دوافعه الشخصية، كان يتعين على شيراك معارضة غزو العراق استجابة لإرادة المجتمع الفرنسي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة