لتوفير 1.5 مليار دولار سنويا.. إنتاج تقاوى الحاصلات الزراعية محليا
الثلاثاء، 20 أغسطس 2019 06:00 ص
أكد اللواء أركان حرب محمد عبد الحي محمود، رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للزراعات المحمية، أن مصر تستورد سنوياً ما يقرب من 98%، من إجمالي بذور الخضراوات المُستخدمة فى الزراعة، بقيمة 1.5 مليار دولار سنوياً.
وقال رئيس "الوطنية"، إن الشركة بدأت العمل على اقتحام هذا المجال، لتوفير هذه الأموال، وإنتاج البذور عالية الجودة، والتي تغطي احتياجات المصريين والزراعة المصرية.
تصريحات اللواء محمد عبد الحي، والتى جاءت خلال افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح السبت الماضى، لمشروع 1300 صوبة زراعية، على مساحة 10 آلاف فدان، ومصنع للتعبئة والتغليف للمنتجات، التي يجرى إنتاجها من المشروع ومجمع لإنتاج البذور، في إطار المرحلة الثانية، من قطاع محمد نجيب للزراعات المحمية، بمنطقة الساحل الشمالي، تعيد الحديث من جديد، عن أزمة إنتاج وتوفير تقاوى الخضروات والفاكهة فى مصر، والجهود المبذولة من الدولة، فى إنتاج هذه التقاوى والبذور محليّاً، أو بالشراكة والتعاون مع شركات أجنبية تعمل فى مصر، مثل الشركة الأسبانية لإنتاج التقاوى، من أجل توفير العُملة الصعبة.
إنتاج التقاوى فى مصر والعالم
يمثّل إنتاج التقاوى والبذور فى العالم، وخاصة فى مجال الخضروات والفاكهة، خلال الوقت الراهن، قمّة التحدّى العلمى والتكنولوجى والبحثى والاقتصادى، حيث يحتاج إلى كل هذه الإمكانيات، مع توافر التمويل الضخم بملايين ومليارات الدولارات، للإنفاق على الإبحاث والاختراعات والزراعة الأوليّة ، والحصول فى النهاية على التقاوى والبذور ثم التسويق، حيث لم تعُد عملية إنتاج التقاوى والبذور بالبساطة والتلقائية، التى كانت تتم بها فى الماضى، والتى تنقسم إلى 4 مراحل، الأولى منها هى الطريقة التقليدية القديمة، لإنتاج التقاوى والبذور، عن طريق تجنيب جزء من إنتاج محصول العام الحالى للعام القادم.
والطريقة الثانية هى الهجين أو التهجين، أو التزاوج بين نوعين من المحاصيل، وهو الشائع والمعروف والمشهور عالمياً، ولكنه حِكرٌ على دول معينة، تمتلك التقدم العلمى والتكنولوجيا الحديثة، فى استنباط وإنتاج التقاوى، والطريقة الثالثة وهى التعديل أو التغيير أو التحور الوراثى أو الهندسة الوراثية، وتعتمد هذه الطريقة على التقدم العلمى والاقتصادى والمالى أيضا، غير أنها عالمياً تلقى معارضة شديدة، نظراً لخطورة منتجاتها على الإنسان والبيئة الزراعية.
وأخيراً طريقة إنتاج واستخلاص البذور والتقاوى فى المنازل، وتستحوذ عددٌ قليل من دول العالم الكبرى، المتقدمة اقتصادياً وعلمياً وتكنولوجياً، على الطريقة الثانية والثالثة، من إنتاج التقاوى والبذور، وهى الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفرنسا وانجلترا واليابان والصين والسويد والنرويج وسويسرا وأسبانيا وفنلندا، ولذلك تستعين مصر حالياً، بشركة أسبانية للشراكة فى إنتاج التقاوى، وعلى وجه الخصوص الخضروات والفاكهة.
بالإضافة إلى الدور الكبير، الذى تقوم به الإدارة المركزية للتقاوى، التابعة لمركز البحوث الزراعية، بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، فى توفير تقاوى وبذور المحاصيل الاستراتيجة المصرية، مثل القطن والقمح والفول البلدى والأرز والشعير والبرسيم وقصب السكر والذرة الشامية والرفيعة وغيرها، والتى تصل نسبة الاكتفاء الذّاتى منها إلى حوالى 98%، بينما يحدث العكس فى تقاوى المحاصيل البستانية أو المحاصيل التصديرية، مثل الخضروات والفاكهة، والتى يتم الاعتماد على استيرادها من الخارج بنسبة 98% .
تقاوى يتم إعدادها للزراعة
شركات عملاقة وعابرة للحدود
نتائج وتوصيات أحد المؤتمرات الزراعية، الخاصة بإنتاج التقاوى والبذور، أكد على أنه يوجد فى مصر حاليا، أكثر من 60 شركة قطاع خاص، ووكلاء لشركات أجنبية، يعملون فى إنتاج وتطوير واستيراد التقاوى، بينما تشير الإحصائيات والأرقام والبيانات الدولية إلى 10 شركات، تسيطر على مقدرات التقاوى والبذور فى العالم، وهى حسب الإنتاجية ومساهمتها فى تجارة العالم، والعائد الاقتصادى من التصدير، تتوزع بنسبة 3 شركات أمريكية، تستحوذ على 42% من إنتاج وتصدير التقاوى فى العالم، ثم شركة سويسرية بنسبة 9 %، تليها شركة فرنسية بنسبة 6%، وهناك شركتان ألمانيتان بنسبة 5%، وشركتان يابانيتان بنسبة 4%، وشركة دنماركية بنسبة 2%.
وتربح الشركات الأمريكية أكثر من 9 مليار و 181 مليون دولار من هذه التجارة، كما تجنى الشركات السويسرية 2 مليار و 18 مليون دولار، وتصدر فرنسا بحوالى مليار و 226 مليون دولار، أمّا ألمانيا فتنتج وتصدر بما يوازى مليار و 226 مليون دولار، كما تحصل اليابان على ماقيمته 743 مليون دولار من هذه التجارة العالمية، ثم الدنمارك ونصيبها من كعكة تصدير التقاوى والبذور 391 مليون دولار.
بذور أحد الحاصلات الزراعية
تقاوي المحاصيل الحقلية
من ناحيته، كان وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، قد أكد أن مصر تنتج 98% من تقاوي المحاصيل الحقلية الاستراتيجية، مثل الأرز والقمح والذرة، على عكس استيراد تقاوي الخضر، الذي وصل إلى 98% أيضا، وهو أمر غير مقبول، على حد قول الوزير، وأضاف أنه كان لابد من وجود برنامج وطني، لإنتاج التقاوي خلال الفترة الماضية.
وأوضح أن مركز البحوث الزراعية، أعد برنامجا لإنتاج التقاوي ونأمل بعد 3 سنوات أن نتمكن من إنتاج أصناف مصرية بجانب الموجودة حاليا، ولابد من أن نزيد من إنتاجية الأصناف التى ننتجها من مختلف المحاصيل، حتى نقلل فاتورة الاستيراد"، وأشار الوزير إلى أن البرنامج سيجرى بالتعاون مع جهاز الخدمة الوطنية، وأكد وزير الزراعة على أن مصر تستورد بذور من الخارج بحوالي مليار دولار.
بذور برسيم