مأزق أردوغان والإخوان.. تحالف قوى الشر في مهب الريح
الجمعة، 02 أغسطس 2019 11:00 ص
"حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا، والذى يتزعمه الرئيس، رجب طيب أردوغان، مصاب بحالة من اليأس وسط تزايد خلافات داخلية".. هذا ما أكده رئيس الوزراء التركى الأسبق، أحمد داوود أوغلو و الذي سبق وقال أن تولى مناصب رئيس الوزراء التركى ورئيس "العدالة والتنمية" من 2014 حتى 2016، ووزير الخارجية من 2009 حتى 2014 يعد انحراف للحزب عن قيمه الأساسية يثير استياء عميقا بدءا من صفوفه السفلى ووصولا إلى نخبته الأعلى.
النظام التركى يزداد ضعفا
وأضاف أوغلو أن "الحزب الحاكم" فى بلاده خلال السنوات الأخيرة الـ 3، تجاهل قيم الحرية والعدالة التي احترمناها على مدار كل حياتنا، لقيت تجاهلا"، معتبرا أن "المؤسسات التركية" تزداد ضعفا، مشيرا إلى أن الانتقال إلى النظام الرئاسى، الذى مكن أردوغان من حشد قوة غير مسبوقة عمليا فى يديه، "أضر بالهياكل الأساسية" لتركيا.
وأضاف أنه على الرغم من بقائه عضوا فى "العدالة والتنمية"، إلا أنه أكد وجود احتمال لانفصاله لتشكيل قوة سياسية جديدة، ما سيعني انشقاقا كبيرا فى الحزب الحاكم، الذى اعتبر داوود أوغلو أنه يمر "بحالة يأس واسعة النطاق".
ولم يحدد رئيس الوزراء الأسبق أى موعد دقيق لإنشاء حزب جديد، مشيرا إلى أنه لا يزال يشعر بـ "المسؤولية" عن تنفيذ محاولة لإصلاحه من الداخل، إلا أنه أضاف: "لا أمل كبيرا لدى".
وتابع بالقول: "إننا بحاجة إلى نفسية جديدة قائمة على الانفتاح والشفافية والحرية والحديث دون أى خوف... لا يمكن أن يكون هناك أى حل فى حال تشعرون بالخوف من التفكير والتحدث".
من هو داوود اوغلو
يعتبر داوود أوغلو من أبرز أعضاء "العدالة والتنمية"، وسبق أن مثل حليفا قويا لأردوغان، حيث تعهد في خطابه بمناسبة الاستقالة بالحفاظ "حتى آخر نفس" على علاقات وثيقة مع الرئيس التركى.
لكن تطور الأحداث اتخذ طريقا آخر في العام الحالى، حيث أصبح داوود أوغلو، إلى جانب أحد مؤسسى "العدالة والتنمية"، على باباجان، من أكبر المنتقدين الداخليين لنهج حزبه بعد الهزيمة الموجعة التى تكبدها فى الانتخابات المحلية، بخسارة كل من اسطنبول والعاصمة أنقرة.
ومثلت الانتقادات من قبل النشطاء القدامى في الحزب مثل داوود أوغلو وباباجان الذي أعلن الاستقالة من العضوية فى "العدالة والتنمية" ونيته إنشاء قوة سياسية جديدة، مثلت، حسب "فاينانشال تايمز"، "تحديا غير مسبوق" بالنسبة للرئيس التركى، لا سيما في الوقت الذي يواجه فيه مشاكل اقتصادية عميقة وخلافات حادة في العلاقات مع الغرب.
انشقاقات حزب أردغان
ورد أردوغان بغضب على هذه التطورات، وخاصة احتمالات الانشقاق فى حزبه، وقال متوعدا: "هؤلاء الذين يشاركون في مثل هذه الخيانة سيدفعون ثمنا باهظا".
وكان نائب رئيس الوزراء التركى السابق وأحد مؤسسى حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا، على باباجان، قد قدم استقالته من العضوية فيه، مما مثل ضربة جديدة لأردوغان.
وقال باباجان، الذى كان يعتبر حليفا لأردوغان وسبق أن شغل مناصب حكومية عدة فى تركيا: "كنت أحد مؤسسى حزب العدال والتنمية عام 2001 وأنا فخور بأننى أسهمت قدر الإمكان فى تطوير بلادنا. وخلال تولي منصبي، كنت مؤمنا بالمبادئ والقيم التى أعلنها حزبنا، لكن فى السنوات الأخيرة نشأت فجوة عميقة بين العمل الحقيقى والمبادئ في كثير من أنواع الأنشطة، مما شكل صدمة كبيرة بالنسبة إلى".
وأضاف باباجان، الذى سبق أن تولى مناصب وزير الاقتصاد ووزير شؤون الاتحاد الأوروبى ووزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء، أن "العالم تغير سريعا، وباتت تركيا تواجه تحديات كثيرة"، وتابع: "إن تركيا بحاجة في الظروف الراهنة إلى رؤية جديدة للمستقبل، ولا بد من محللين محترفين واستراتيجيين وبرامج جديدة تستجيب لروح الزمن. أنا وكثير من زملائى نشعر بالمسؤولية التاريخية عن القيام بهذا العمل، الذى سيكون ممكنا في حال إشراك كوادر جديدة. وفي هذا السياق يعد استمرار عضويتى في حزب العدالة والتنمية أمرا مستحيلا، واليوم قدمت استقالة منه".
على باباجان
وفي غضون ذلك، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر مطلعة أن باباجان يخطط لإنشاء حزب جديد بالتعاون مع الرئيس التركي السابق، عبد الله غل، سينافس حزب العدالة والتنمية، الذى يتزعمه أردوغان.
هذا التطور يأتى على خلفية خسارة حزب أردوغان، يوم 23 من الشهر الماضى وعلى الرغم من إجراء تصويت معاد، انتخابات إدارة بلدية اسطنبول أمام مرشح حزب الشعب الجمهورى المعارض، أكرم إمام أوغو، فيما يعتبر أكبر هزيمة سياسية بالنسبة للرئيس التركى خلال السنوات الكثيرة الماضية.
وزادت استقالة باباجان الحديث عن انشقاق كبير فى الحزب الحاكم فى تركيا وسط توقعات بتراجع ملموس فى مستوى دعم أردوغان وأنصاره فى تركيا.