الفشل يلاحق أردوغان.. أمريكا ترفض الأطماع التركية في سوريا وتحذر من المنطقة العازلة
السبت، 27 يوليو 2019 01:02 م
أعلنت سوريا عن رفضها لكل التفاهمات الأمريكية التركية بشأن الأزمة السورية مستنكرة استمرار التدخل السافر بغرض اطالة أمد الأزمة، وهو ما يمثل اعتداءا صارخا علي وحدة سوريا.
أكد مصدر رسمى فى وزارة الخارجية والمغتربين السورية فى تصريح لوكالة الأنباء السورية "سانا" أن هذا التدخل يعد انتهاكا فاضحا لمبادئ القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة ، مؤكدا أن ما تسوق له تركيا من أنها تسعي للحفاظ أمنها القومى بإنشاء المنطقة الأمنة تكذبه سلوكيات وسياسات هذا النظام الذى يشكل القاعدة الأساسية للإرهاب .
وتلوح تركيا بشن عملية عسكرية شرقى الفرات بسبب الرفض الأمريكى للمخطط التركى الذى يسعى لإقامة منطقة عازلة بعمق من 30: 40 كلم وهو ما ترفضه الإدارة الأمريكية التى ترى أن إنشاء منطقة عازلة بعمق 5 كلم كافية لإبعاد الأكراد عن الحدود التركية، وتعهدت بأن تتولى قوات عربية عملية السيطرة والتأمين لهذه المنطقة لوضع خط فاصل بين القوات التركية والمقاتلين الأكراد مهمة السيطرة على تلك المنطقة لمقاتلين من المكون العربى تحت رقابة عربية وأجنبية.
كانت وسائل الإعلام التركية قد بدأت حالة التشويش الإعلامى والإيحاء التركي باقتراب حصول عملية عسكرية وانتهاك جديد لسيادة سوريا وخاصة على مناطق فى شرق الفرات، والتى صاحبها حراك أمريكى على ضفتى الحدود، أنتج إعلاناً تركياً عن عدم اتفاقها مع واشنطن على المنطقة الآمنة المزعومة شمال سوريا.
ويعمل النظام التركى على تجييش الشعب استعدادا للتصعيد العسكرى الذى ستقوم بها أنقرة فى شمال سوريا، إلا أن الأوضاع الراهنة فى أنقرة ترجح إمكانية تأخر النظام التركى فى إطلاق العملية العسكرية على مدن الشمال السورى وخاصة مدينة رأس العين شمال غرب الحسكة، وذلك لقطع الطريق الواصل بينها وبين قرية تل أرقم.
وتسعى تركيا لإعادة ما يقرب من ثلاثة ملايين لاجئ سورى بعد إنشاء المنطقة العازلة، وذلك بعد تعالى الأصوات الداخلية فى تركيا بضرورة إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم وإيجاد حل تركى للأزمة الراهنة فى سوريا والتى تنعكس بشكل إيجابى على الأوضاع الداخلية فى تركيا.
من ناحيته قال وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو أن الاقتراحات الأمريكية الجديدة المتعلقة بالمنطقة الآمنة فى شمال سوريا لا ترضى طموحات أنقرة، مؤكدا أن واشنطن وأنقرة لم يتفقا بشأن إخراج المقاتلين الأكراد من المنطقة، وعدم التوصل لاتفاق حول مدى عمقها أم من ستكون له السيطرة عليها.
وقال مصدر دبلوماسى أمريكى لـ بى بى سى إن أنقرة ركزت فى محادثاتها مع جيفرى والوفد المرافق له على ضرورة تنفيذ واشنطن لتعهداتها السابقة التى تقضى بإخراج المسلحين الأكراد بشكل نهائى من منطقة منبج، وسحب الأسلحة الأمريكية الثقيلة من أيديهم.
يزيد التوتر عند الحدود من الضغوط على المفاوضين الأمريكيين. لكن مصادر دبلوماسية أمريكية أعلنت التوصل إلى اتفاق مع أنقرة، يقضى بتمديد زيارة وفد عسكري أمريكي رفيع المستوى إلى تركيا، لعقد مزيد من المحادثات حول طبيعة المنطقة الآمنة التى تعتزم تركيا إقامتها فى شمال سوريا.
كان الرئيس التركى قد لوح أثناء لقائه برؤساء تحرير الصحف التركية قبل أيام بقيام الفصائل السورية التى تدعمها تركيا هجوما على تل رفعت لإحكام السيطرة على منبج، بينما ستتقدم قوات الجيش التركى صوب تل أبيض المحاذية لشانلى أورفا، مؤكدا أنه أطلع قادة كل من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وروسيا على خططه بهذا الخصوص.
فيما توقع وزير الخارجية التركى الإعلان عن تأسيس لجنة مناقشة الدستور السورى فى الأيام القليلة المقبلة، معتبرا أن هذا الإعلان المرتقب يعتبر خطوة طال انتظارها فى ظل تعثر الجهود الرامية لحل الأزمة السورية.