أردوغان يقترب من نهايته: أفقر شعبه.. وورط تركيا في صراعات دولية
الإثنين، 15 يوليو 2019 02:00 ص
يبدو أن تجربة رجب إردوغان في حكم تركيا قد أوشكت على النهاية «غير السعيدة»، بعدما اقترف ديكتاتور أنقرة المزيد من الخطايا - وما زال - على كافة المستويات الداخلية والخارجية، ويبدو أن الطريقة التي انتهجها أردوغان للوصول إلى سدة الحكم هي ذات الطريقة التي ستُشكل الضربة القاضية لتجربته، وهي الانقلاب على قادته للوصول إلى غايته، ثم الانقلاب على الأصدقاء والأعوان للسيطرة على مقاليد الأمور وتركيز جميع السلطات في قبضته.
في أعقاب إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية التي جرت 24 يونيو 2018، بدأ رجب إردوغان مخمورا من نشوة انتصاره اللافت، حتى إنه جاهد مرارا وتكرارا ليبدو متزنًا حتى الانتهاء من كلمته المعتادة عقب كل اقتراع من شرفة حزبه العدالة والتنمية في إسطنبول.
حينها بدا وأن تركيا كلها سقطت سقوطا حرا في قبضة أردوغان، بعدما خاض صراعا طويلا ومريرا على مدار 16 عاما من حكمه الممتد منذ عام 2002، مع معارضة متربصة للحظة المناسبة للانقضاض عليه، وأصدقاء قدامى اختلفت طرقهم عن طريقه.
لذلك فعندما وصل في خطاب الشرفة ذاك إلى اختيار الشعب له لقيادة تركيا بعد تعديلات دستورية جرت في 2017، وأفضت إلى تعديل نظام الحكم من البرلماني إلى الرئاسي حسبما أراد، بدا وأن كلماته تلك تضع اللبنة الأخيرة في نعش تجربة البلاد الديمقراطية التي ناهزت الـ 70 عاما، وتدشن عصر الرجل الواحد.
لكن بعد سنة واحدة، تبدل حال أردوغان بعدما جر البلاد إلى أزمة عملة طاحنة كانت أبرز تجلياتها القضاء على أسطورته الاقتصادية، والإجهاز على صورته باعتباره سياسيًا لا يقهر بعدما فقد بلديات تركيا الكبرى في الانتخابات البلدية الأخيرة.
وبعد 17 عاما من الحكم، بات أردوغان أقرب من أي وقت مضى إلى السقوط، خاصة مع تزايد الانشقاقات داخل حزبه، واتجاه شريكه في الحكم (حزب الحركة القومية) لفض تحالفه معه، ما يهدد بقاء ائتلافه الحاكم، وبدا وأن لحظة الانتصار الكبرى تلك التي شهدها أردوغان في أعقاب فوزه بالانتخابات الرئاسية لم تكن سوى التوهج الأخير لنجم سياسي ضخم قد انفجر، بعدما استنفذ كل قواه في رحلة الصعود إلى المرحلة التي ظن أن فيها اكتماله.