أزمة بشأن حرية الصحافة في المملكة المتحدة.. سفير بريطاني السبب
الإثنين، 15 يوليو 2019 04:00 ص
حالة من الجدل والغضب تسود المجتمع البريطاني بشأن ما يخشى الكثيرون أن يكون تهديدا لحرية الصحافة التي طالما تشدقت بها المملكة المتحدة ودافعت عنها في البلدان الأخرى. وفي تنديد متزايد، انضم سياسيون بريطانيون بارزون، من بينهم مرشح لرئاسة الوزراء، إلى صحفيين في انتقاد الشرطة لتحذيرها وسائل الإعلام من نشر وثائق حكومية مسربة قائلين: «إن هذا طريق خطر لا ينبغي السير فيه».
تحذيرات الشرطة البريطانية لوسائل الإعلام تتعلق بوثائق مسربة أشعلت أزمة دبلوماسية بين الولايات المتحدة وبريطانيا، وأسفرت عن استقالة السفير البريطاني في واشنطن.
وبحسب وكالة فرانس برس، حث مساعد قائد الشرطة البريطانية نيل باسو، أي شخص يملك وثائق حكومية مسربة من مالكي وسائل إعلام أو رؤساء تحرير ومحررين فى وسائل إعلام تقليدية أو على الانترنت، على الامتناع عن نشرها وتسليمها للسلطات.
وقال باسو إن نشر أي وثائق مسربة مع العلم بالضرر الذي تسببت به أو يمكن أن تتسبب به يمكن أن يعد جريمة جنائية، ذلك في بيان أعلن فيه فتح تحقيق جنائي حول تسريب المذكرات الدبلوماسية التي تتضمن انتقاداً للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأدت إلى استقالة السفير البريطاني في واشنطن.
واعتبر بوريس جونسون المرشح الأوفر حظاً لخلافة تيريزا ماي في رئاسة الوزراء خلال لقاء لناشطين من حزب المحافظين، أنه من غير المعقول تعرض صحف أو وسائل إعلام أخرى تنشر وثائق مماثلة للملاحقة، ورأى جونسون، الذي عمل قبلا كصحفي، أن نشر وثائق مماثلة لا يعد «تهديدا للأمن القومي» وإن ملاحقة صحفيين على هذا الأساس يعتبر «انتهاكاً لحرية الصحافة».
وشدد منافسه جيريمي هانت في تغريدة على أن المسؤول عن تسريب هذه الوثائق «يجب أن يتحمل مسؤولية أفعاله»، لكنه دافع بحزم عن حق الصحافة بنشرها، وأعربت شخصيات سياسية أخرى عن التزامها تجاه حرية الصحافة إذ وصف جورج أوزبورن رئيس تحرير صحيفة «لندن إيفينينج ستاندرد» ووزير المالية السابق التصريحات بأنها «شديدة الغباء وغير حكيمة من ضابط صغير يبدو أنه لا يفهم كثيرا عن حرية الصحافة».
ويبدو أن هناك انقسام داخل 10 داوننج ستريت، حيث مقر الحكومة البريطانية، حيال الأمر، ففي حين انضم وزير الصحة مات هانكوك إلى الفريق المندد بالخطوة وغرد على تويتر «تهديد الدولة لحرية الإعلام طريق خطر لا ينبغي السير فيه»، لكن أبدى وزير الدفاع السابق مايكل فالون دعمه لموقف الشرطة، وقال لقناة «بي بي سي»، إن على الصحفيين أن يعوا الأضرار الحقيقية التي تتسبب بها أفعالهم والأضرار الأكثر خطورة التي يمكن أن تتسبب بها خروقات أخرى للقانون المتعلق بأسرار الدولة.
كانت المذكرات المسربة، محل الأزمة، التي بعثها السفير البريطاني في واشنطن، كيم داروش، للخارجية البريطانية في لندن، تضمنت تشكيكاً بكفاءة ترامب وقدرته على الحكم، وكتب السفير إن رئاسة ترامب قد «تتحطّم وتحترق، وتنتهي بوَصمة عار».
وجاء في إحدى هذه المذكرات: «لا نعتقد حقّاً أن هذه الإدارة ستصبح أكثر طبيعيةً، وأقل اختلالًا وأقل مزاجية وأقل تشظيا وأقل طيشاً من الناحية الدبلوماسية». وقالت الصحيفة إن التعليقات الأكثر حدةً التي أطلقها داروش هي تلك التي وصف فيها ترامب بأنه «غير مستقر، وغير كفء».
وفى سلسلة تغريدات شن ترامب هجوماً حاداً على السفير البريطاني، مؤكّداً أنّه لن يجرى من الآن فصاعدا أي اتصال به. وغرد: «أنا لا أعرف السفير، لكنّه غير محبوب فى الولايات المتحدة ولا ينظر إليه هنا بشكل جيد، لن يكون لي معه أي اتصال».