استقالة تريزا ماي.. هل تعيد تشكيل خريطة العلاقات والقرارات البريطانية ؟

الجمعة، 24 مايو 2019 04:00 م
استقالة تريزا ماي.. هل تعيد تشكيل خريطة العلاقات والقرارات البريطانية ؟
تريزا ماي
شيريهان المنيري

انهمرت دموعها وانخفضت نبرة صوتها ليسيطر عليها الحزن؛ وهي تُغادر منصتها التي ألقت من خلالها خطاب التنحي الذي أعلنت من خلاله عن استقالتها ومنح فرصة جديدة لشخص آخر ربما يُخرِج بريطانيا من مأزقها مع الإتحاد الأوروبي.

رئيسة الوزراء البريطانية، تريزا ماي أعلنت اليوم الجمعة استقالتها من منصبها وكزعيم لحزب المحافظين، مُعلنة عن موعد مغادرتها رسميًا في 7 من يونيو المقبل، ليبدأ السباق لاختيار زعيم حزب المحافظين الجديد خلفًا لها من خلال مرحلتين يتم فيهما التنافس بين مرشحين نهائيين يجب أن يحصُل على 125 ألف ناخب من الحزب.

وأكدت «ماي» خلال كلمتها على حبها الشديد لبريطانيا، ما دفعها إلى ما اتخذته من قرارات رأت أنها تصُب في صالح المواطن البريطاني، وذلك على الرغم مما لاقته من معارضة النواب ورفضهم لقرارها بالخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، وهو القرار الذي تسبب في تعرضها لكثير من الانتقادات على المستويين المحلي والعالمي.

قرار تريزا ماي يفتح التساؤلات حول مستقبل العلاقات البريطانية مع عدد من دول العالم والقضايا المطروحة على الساحة في مقدمتها ماهية الموقف البريطاني من الاتفاق النووي الإيراني.

أوروبا

الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون وصف قرار تريزا ماي بـ«الشجاع»، بينما طالب بتوضيح سريع حول مصير ملف «بريكست» الخاص ببريطانيا. وأعربت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل عن احترامها لقرار «ماي»، مشيدة بما كان بينهما من تعاون قائم على الثقة، مؤكدة على استمرار العلاقات الوطيدة بين ألمانيا وبريطانيا.

روسيا

فيما جاء التعليق الروسي حاملًا أكثر من معنى، حيث ذكر السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، دميتري بيسكوف أن قرار «ماي» بالاستقالة جاء في فترة صعبة من العلاقات الروسية البريطانية، بحسب «سبوتنيك» الروسية، قائلًا: «للأسف لا أستطيع أن أتذكر أي أحداث ساهمت في تطوير العلاقات الثنائية بين روسيا وبريطانيا».

الاتفاق النووي

وعن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة العقوبات الاقتصادية على طهران، حاولت بريطانيا إلى جانب ألمانيا وفرنسا تهدئة الأجواء، ودعت ألمانيا وبريطانيا؛ إيران إلى ضرورة الإبقاء على تعهداتها، منتقدتان انسحاب إيران الجزئي من الاتفاق النووي.

العلاقات مع واشنطن

ولكن على الرغم من رؤية قرار الرئيس دونالد ترامب متهورًا، إلا أنهم لم يكونوا على استعداد بالتضحية بعلاقاتهم الثنائية مع واشنطن. ولعل زيارة «ترامب» المُقررة في 7 يونيو المقبل لبريطانيا ولقاءه تريزا ماي كانت ستحمل تحولًا في مسار العلاقات الأمريكية البريطانية التي شابها الكثير من التوتر خلال السنوات الأخيرة.  

المفوضية الأوروبية

فيما ذكرت المفوضية الأوروبية أن استقالة «ماي» لن تغير شيئًا في موقف الدول الـ27 الأعضاء بشأن الاتفاق حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، مينا اندريفا بحسب «دويتشه فيله»: «سنحترم رئيس الوزراء الجديد، لكن ذلك لن يغير شيئًا في الموقف الذي اعتمده المجلس الأوروبي حول بريكست بريطانيا»، لافتة إلى أن رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود كان يُقدر ويُحب العمل مع تريزا ماي، كما أنه سيحرتم أي رئيس وزراء جديد وسيعمل معه.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق