المرشحون لخلافة تريزا ماي يطرحون برنامجهم على الناخبين.. ماذا قالوا؟
الأربعاء، 29 مايو 2019 01:58 م
اشتدت المنافسة بين أعضاء حزب "المحافظين" البريطانى لخلافة رئيسة الوزراء تيريزا ماى ، بعد استقالتها وبدأ المرشحون مغازلة الناخبين مرة بالتلويح بإخراج المملكة المتحدة من الإتحاد الأوروبى دون اتفاق لجذب المنادين بالخروج مثلما فعل بوريس جونسون ودومينك راب، ومرة بالتعهد بالحفاظ على حقوق الأوروبيين لحشد دعم الراغبين فى البقاء.
وفى ظل احتدام هذه المنافسة، خرجت أصوات معتدلة تحذر من مخاطر الخروج دون اتفاق، وسط تعهدات بالتصدى لهذه المحاولات ، حتى وإن كان ذلك يعنى التعاون بين أعضاء "المحافظين" المعتدلين و"العمال" المعارض.
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن مايكل جوف، وزير البيئة ، وأحد المرشحين على زعامة حزب "المحافظين" خلفا لتيريزا ماى، تعهد بمنح الجنسية البريطانية المجانية لثلاثة ملايين من مواطنى الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إذا أصبح رئيسًا للوزراء ، بالإضافة إلى إلغاء العبء المتمثل في تقديم دليل على وضع الإقامة.
وأوضحت الصحيفة، فى تقريرها الخاص ، أن جوف يعتقد اعتقادا راسخا أن هذا التعهد سيحترم الوعود التى قُدمت لمواطنى الاتحاد الأوروبى خلال استفتاء عام 2016 ، كما قدم جوف دعمه لحملة أطلقها محافظ حزب المحافظين ألبرتو كوستا، وهو بطل بارز لحقوق مواطنى الاتحاد الأوروبى، والذى قال إنه قضى شهرين يستطلع آراء مرشحى الزعامة حول هذه القضية.
وقال كوستا ،لصحيفة الجارديان: "وافق مايكل جوف ، تمامًا على تبنى مقترحاتى وسيعلن أنه من الخطأ وضع مواطنى الاتحاد الأوروبى على طاولة المفاوضات فى المقام الأول" ، مضيفا إنه سوف يذهب إلى أبعد من ذلك ويقدم لهم الجنسية البريطانية دون أي تكلفة إذا أصبح رئيسًا للوزراء. هذه هي الطريقة التى يقول بها مايكل لمواطني الاتحاد الأوروبي: أنا آسف ، لم تكن حملة "تصويت الخروج" تتعلق بحقوق مواطنى الاتحاد الأوروبى أبدًا.
وتابع قائلا: "إنه يوضح بشكل لا لبس فيه أن مغادرة الاتحاد الأوروبى لا تعنى التأثير على حقوق المواطنين ، وبالتالي ، فهو يتمتع بدعمي الكامل كمرشح لرئاسة الوزراء".
سيقدم تعهد جوف ، بمنح الجنسية البريطانية لأولئك الذين يرغبون في الحصول عليها ، دون تكلفة ، إذا كان مواطنو الاتحاد الأوروبي موجودين في المملكة المتحدة قبل الاستفتاء ، مما قد يوفر لهم ما يتراوح بين 1000 و 2000 جنيه إسترلينى.
ومن ناحية أخرى، قال وزير الخارجية البريطانى، جيريمى هانت ، إن المملكة المتحدة ستُجبر على إجراء انتخابات عامة من شأنها أن تلحق ضررا بالغا بحزب المحافظين إذا دفع زعيم جديد لمغادرة المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي دون اتفاق بحلول الموعد النهائى للخروج فى أكتوبر المقبل.
واعتبر هانت ، فى مقال له بصحيفة "التليجراف" أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى بدون صفقة سيكون "انتحارًا سياسيًا"، معربا عن عدم اعتقاده أن البرلمان سيسمح للمملكة المتحدة بالمغادرة دون اتفاق في 31 أكتوبر ، وسيُجبر على إجراء انتخابات مبكرة.
وأضاف هانت قائلا "أنا أقدم هذه الحجة لأنني أريد حل أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، ونحن قلقون إذا لم نحلها ، فسنواجه أزمة سياسية أكبر بكثير من علاقتنا القانونية مع الاتحاد الأوروبي ؛ وقال لبرنامج بي بي سي الإذاعى، "قد يؤدي ذلك إلى تدمير نظامنا الحزبي ونهاية حزبي الخاص (حزب المحافظين)."
وتابع هانت قائلا "إن الخطر الأكبر على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الآن ليس مسألة الحصول على الأغلبية ، وإنما الخطر الأكبر هو إجراء انتخابات عامة ، لأن حزب العمال يغير الآن موقفه إلى حزب استفتاء ثانٍ. "
وقال وزير الخارجية ، إنه يعتقد أن نتيجة الانتخابات العامة ستكون كارثية للمحافظين. "كما تعلمنا من الانتخابات المحلية والانتخابات الأوروبية ، يجب ألا نعود إلى الناخبين لطلب تفويضهم حتى نسلم ما قلناه أننا سننجزه في المرة الأخيرة." ، وشدد هانت ، الذى يعد أحد أبرز رواد "حزب المحافظين" ،إنه يعتقد أنه لا يزال من الممكن إعادة التفاوض على اتفاق الانسحاب ، على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي قال إنه لن يفعل ذلك.
العمال ملتزم بإجراء استفتاء عام على أى صفقة خروج
من جانبها، قالت ديان أبوت، وزيرة الظل وحليفة زعيم حزب العمال، جيريمى كوربين ، إن حزب العمال ملتزم الآن بتقديم استفتاء عام على أي صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، مشيرة الى أن حزبها يدعم الآن تصويت القول النهائي حتى على صفقة تفاوض عليها حزب العمال.
وكانت قد قالت سابقًا إنها تريد فقط إجراء تصويت عام على صفقة المحافظين أو تجنب الخروج بدون صفقة ، فيما ذكر زعيم حزب العمال المعارض جيريمى كوربين، إن هناك ضرورة لمطالبة الرأى العام البريطانى مرة أخرى بإصدار حكمه بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، إما من خلال انتخابات عامة أو استفتاء ثان.
وقال كوربين: "مع تفكك المحافظين وعدم قدرتهم على الحكم ومع وصول البرلمان إلى طريق مسدود، سيتعين إعادة هذه القضية إلى الشعب، سواء من خلال انتخابات عامة أو استفتاء عام" ، مشيرا الى أنه "خلال الأيام المقبلة، سنجرى محادثات فى حزبنا وحركتنا ونفكر مليا فى هذه النتائج على جانبى الخروج من الاتحاد الأوروبي".