تراجع الدولار وارتفاع النفط والذهب.. الأسباب والتوقعات
الجمعة، 12 يوليو 2019 09:00 ص
يشهد الاقتصاد العالمى تذبذبات حادة، فى أسعار العملات والنفط والذهب، على إثر الحرب التجارية القائمة بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية والصين، والتى آثرت سلبا على الأسواق العالمية، ويرصد لكم "صوت الأمة"، أهم ما جاء على الساحة الاقتصادية العالمية خلال الساعات الماضية.
بداية، تراجع الدولار لأدنى مستوى في 5 أيام، بعد أن ترك جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأمريكي" الباب موارباً لخفض أسعار الفائدة الأمريكية، فيما يتوجس مستثمرون من القيام بعمليات بيع كبيرة للدولار، لحين إعادة النظر في السياسة النقدية في وقت لاحق من الشهر الجاري، وفي شهادته أمام الكونجرس، أشار باول إلى ضعف عالمي "واسع النطاق" يلقي بظلاله على آفاق الاقتصاد الأميركي وسط ضبابية بشأن تداعيات الصراع التجاري الذي تخوضه إدارة الرئيس دونالد ترامب مع الصين ودول أخرى.
وقد نزل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة عملات أخرى، 0.2 % إلى 69.83، وهو أدنى مستوياته منذ الخامس من يوليو، وقرب أدنى مستوى في 3 أشهر 95.84 الذي بلغه في أواخر يونيو، فيما ارتفع الجنيه الإسترليني من أدنى مستوى في ستة أشهر إلى1.2529 دولار، لكن العملة البريطانية تظل منخفضة على مدار الأسبوع، في ظل قتامة المشهد الاقتصادي البريطاني، واقتراب الموعد النهائي للخروج من الاتحاد الأوروبي.
وعلى النقيض من الدولار، قفزت أسعار النفط 4.5 %، مسجلة أعلى مستوياتها في أكثر من شهر بعد أن أظهرت بيانات حكومية هبوطا حادا في مخزونات الخام الأمريكية ومع قيام منتجين رئيسيين بخفض الانتاج من الحقول البحرية في خليج المكسيك بحوالي الثلث قبيل عاصفة متوقعة، فيما سجلت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت 67.01 دولار للبرميل عند التسوية، مرتفعة 2.85 دولار أو 4.44 %، وصعدت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 2.60 دولار أو 4.50 % لتبلغ عند التسوية 60.43 دولار للبرميل، فيما سجلت أسعار الخامين القياسيين أعلى مستوياتها منذ أواخر مايو.
بدورها، قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، إن مخزونات الخام في الولايات المتحدة هبطت 9.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الخامس من يوليو، وهو هبوط يزيد عن ثلاثة أضعاف الانخفاض الذي توقعه محللون شملهم استطلاع لرويترز والبالغ 3.1 مليون برميل، مع قيام مصافي التكرير بزيادة الإنتاج، فيما قال محلل النفط في كوميرتس بنك، كارستن فريتش:"السحب من المخزونات كان أقوى كثيرا من المتوقع وهو ما ساعد في دفع أسعار النفط للصعود، والواردات هبطت ومعدلات التشغيل في مصافي التكرير وصلت إلى أعلى مستوى منذ بداية العام وهو ما ساهم في هذا الهبوط الكبير للمخزونات".
أما بخصوص أسعار الذهب، فقد تعافى المعدن الأصفر بعد خسائره الأولية، ليصعد أكثر من 1%، مع هبوط الدولار بعد أن أذكى جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي التوقعات لخفض لأسعار الفائدة في وقت لاحق هذا الشهر، مشيرا إلى مخاطر على الاقتصاد الأمريكي، حيث قال باول إن المخاوف المتعلقة بالسياسات التجارية وضعف الاقتصاد العالمي "يواصلان الضغط على التوقعات الاقتصادية للولايات المتحدة، وأن أن المركزي الأمريكي مستعد للتصرف على النحو المناسب لدعم النمو المستمر منذ عشر سنوات، الأمر الذى دفع مؤشر الدولار للهبوط بما يصل إلى 0.4 % أمام سلة من العملات الرئيسية.
وقد صعد سعر الذهب في المعاملات الفورية 1.3 %إلى 1416.40 دولار للأوقية (الأونصة) في أواخر جلسة التداول بالسوق الأمريكي، بعد أن كان هبط إلى 1389.55 دولار في وقت سابق من الجلسة، فيما ارتفعت العقود الأمريكية للذهب 0.9 % لتبلغ عند التسوية 1412.50 دولار للأوقية، وسجلت المعادن النفيسة الأخرى مكاسب مع ارتفاع الفضة 0.8 % إلى 15.22 دولار للأوقية والبلاتين 2.5 % إلى 826.25 دولار للأوقية، وقفز البلاديوم 2.8 % إلى 1590.00 دولارا للأوقية بعد أن سجل أثناء الجلسة 1598 دولارا، وهو أعلى مستوى له منذ الثاني والعشرين من مارس.