أسرار دعم تركيا للميليشيات المسلحة فى ليبيا.. اليونان والنفط مفاتيح أردوغان

الثلاثاء، 09 يوليو 2019 06:00 ص
أسرار دعم تركيا للميليشيات المسلحة فى ليبيا.. اليونان والنفط مفاتيح أردوغان
أردوغان
كتب مايكل فارس

تدعم تركيا الميليشيات المسلحة في ليبيا بمختلف أنواع الأسلحة المتطورة بشكل علني ومباشر، وفى أكثر من مناسبة صرح رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي بأنه يدعم حكومة الوفاق، التى تعتمد على هذه الميليشيات في الحرب الجيش الوطني الليبي، الأمر الذى أثار تساؤلات بشأن دوافعه والثمن الذي سيحصل عليه من تأجيج الصراع في ليبيا.

تحاول تركيا تطبيق ما فعلته فى سوريا على ليبيا، من حيث دعم ميليشيات تنتمى لتنظيم القاعدة وعدد من التنظيمات المتطرفة ، حيث تحظى ميليشيات مثل جبهة النصرة الموالية للقاعدة وتنظيمات أخرى بدعم عسكري واضح، وهو ما يتعارض السياسات الدولية لمكافحة الإرهاب، ولكنه امتداد للنهج التركي فى زعزعة استقرار وتقويض قوة الدولة.

وقد عكفت السياسة الخارجية في عهد أردوغان على مد النفوذ التركي إلى بلدان شرق البحر المتوسط عبر جماعات الإسلام السياسي حيث تمثل الخلفية الإيديولوجية مساحة مشتركة تسهل لأنقرة تنفيذ سياساتها والحصول على مكاسب استراتيجية.

 

دوافع أردوغان

وتستخدم تركيا أدوات عديدة لدعم سلطة الحكم الأردوغاني، ومنها دعم جماعة الإخوان، التي تستضيف أنقرة الكثير من عناصرها وقياداتها، وترتبط معها بروابط أيديولوجية وعلاقات تاريخية، بحسب الخبير في الشأن التركي محمد عبد القادر، الذى أكد فى تصريحات صحفية أن أنقرة تنظر إلى هذه العلاقة بحسبانها أحد أدوات مراكمة النفوذ وتعظم دورها الإقليمي، لذلك فإن التحرك على الساحة الليبية يأتي في وقت تعاني فيه جماعة الإخوان بسبب عمليات الجيش الوطني الليبي العسكرية في مدينة طرابلس.

وتخشى تركيا من انهيار أخر معاقل الإخوان المسلمين وهى ليبيا، فنصر الجيش الوطني الليبي في طرابلس، التي تمثل آخر معاقل الإخوان، يعني نهاية الهيمنة على القرار السياسي والمالي في ليبيا، ومن ثم عدم القدرة على استخدام الملف الليبي كورقة مساومة في مواجهة جوار ليبيا الجغرافي، بحسب عبد القادر، مؤكدًا أن نصر الجيش يعني عدم قدرة أردوغان على الجلوس على مائدة مفاوضات تحديد مستقبل ليبيا، أو حتى الاستفادة من عقود إعادة الإعمار المحتملة.

الإسلاميون والجهاديون يحتاجون  إلى دعم أنقرة لمواجهة الجيش الليبي، بينما تحتاج تركيا إلى الإسلاميين إذا كانت لديها أي آمال في الحصول على نفوذ مستقبلي في البلاد، بحسب الكاتب التركي بورك تويجان، مؤكدًا فى مقال له أن أردوغان يفترض أن البنية القبلية في ليبيا وافتقارها إلى المؤسسات الديمقراطية سيجعل من الهيمنة التركية أمرا سهلا نسبيا، بالإضافة إلى حصة كبيرة من الغنائم إذا ساعدت الميليشيات في السيطرة على البلاد، لذا وضع أردوغان رهاناته على مبيعات السلاح ودعم مخططاته للحصول على حصة كبيرة في موارد الغاز بالبحر الأبيض المتوسط.

وللأموال كلمتها أيضا، فتركيا حاولت جاهدة إنقاذ سمعة السلاح التركي، بعد إسقاط طائرتها المسيرة، وذلك عبر إرسال شحنات ضخمة من الآليات والأسلحة المختلفة، مع تغطية إعلامية واسعة، كما أن مشاريع الصناعات الدفاعية التركية، تحظى باهتمام منذ منتصف ثمانينات القرن الحالي، وقد خصصت الحكومات التركية ما متوسطه 1.3 مليار دولار من الموازنة السنوية العامة للصناعات العسكرية، لذا تعد ليبيا الغنية بالموارد النفطية بلدا مثاليا لاستيراد الأسلحة من تركيا، طالما استمر فيها الصراع العسكري.


النفط واليونان

ومن الدوافع الرئيسة لدعم أردوغان للميليشيات المسلحة، هو رغبة تركيا الهيمنة على الثروة النفطية الليبية، فإن السباق من أجل الظفر بحصة كبيرة من الاحتياطي الهائل من الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط يحتاج من أنقرة الحصول على دعم حلفائها في طرابلس، حيث تجد أنقرة نفسها معزولة إلى حد ما بعدما دخلت دول الجوار في البحر المتوسط، في اتفاقات لتقسيم مناطق البحث واستخراج الغاز، فيما تعارض أوروبا والدول المتوسطية الخطط التركية للتنقيب بشكل أحادي.

وتخشى أنقرة اتفاقا محتملا بين القبارصة اليونانيين واليونان على تقاسم مناطق السيادة البحرية، مما قد يحرمها من السيادة البحرية بالمنطقة، والتي يُعتقد أنها غنية من حيث الموارد الهيدروكربونية، لذا تحاول تركيا التوصل إلى اتفاق مع حكومة السراج حول المشاركة الساحلية للحد من مطالبات اليونان بالسيادة البحرية على المنطقة، وقد يسمح ذلك لأنقرة بزيادة نفوذها في المنطقة لمواجهة الضغط الناشئ عن الكتلة المصرية- القبرصية اليونانية - اليونانية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق