انهيار المصالح الاقتصادية علي رأسها.. أردوغان يحصي خسائره في مستنقع طرابلس
الأحد، 07 يوليو 2019 06:00 ص
تسببت التدخل التركي في ليبيا في تصاعد الأزمة الليبية الدائرة عن طريق دعم المليشيات المتشددة في طرابلس بالعتاد والسلاح وحتى المقاتلين، ما تسبب في زيادة أمد الحرب واتساع دائرة الموت والدمار في البلاد، إلا أنه رغم كل هذا الدعم لحكومة الوفاق، ذراع الإخوان في طرابلس،إلا أن أردوغان لم يعد أمامه سوى إحصاء خسائره في هذا البلد العربي.
الجيش الليبي الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، نجح في قطع أيادي إردوغان ووجه له ضربة قوية بإعلان استهداف السفن والطائرات التركية واحتجاز كل من يحمل الجنسية التركية؛ لتكون تحالفات أردوغان مع الإخوان والميليشيات الموالية لها سببا في القضاء على مصالح تركيا في ليبيا.
وقد أصدر الجيش الوطني الليبي بيانا شديد اللهجة، الجمعة الماضي، قال فيه إن القائد المشير خليفة حفتر أصدر أوامر باستهداف "السفن والقوارب التركية في المياه الإقليمية الليبية"، مضيفاً: "أصبحت تركيا ضالعة بشكل مباشر في المعركة (من أجل طرابلس)، بجنودها وطائراتها وسفنها البحرية وجميع الإمدادات التي تصل الآن مباشرة إلى مصراتة وطرابلس وزوارة".
وأوضح أن تركيا ساعدت الميليشيات في الهجوم على مدينة غريان، التي تبعد 100 كيلو متر عن طرابلس، والتي تشكل طريقًا رئيسيًا للإمداد لقوات الجيش الوطني في طريقها نحو العاصمة، مشيرا إلى أن القوات التركية قصفت مواقع الجيش الوطني ووفرت غطاء للميليشيات المتحالفة مع الحكومة التي تتخذ من طرابلس مقرا لها لاستعادة السيطرة على المدينة
أردوغان اعترف في يونيو أن تركيا تزود حكومة الوفاق بالسلاح معتبراً ذلك ضروري لإعادة التوازن في الحرب ضد الجيش الوطني الليبي، وفي أبريل تعهد الرئيس التركي - فور إطلاق الجيش عملية "طوفان الكرامة" لاستعادة مدن غرب ليبيا من أيدي عملاء تركيا - بتسخير "كل إمكانيات تركيا" لتغليب كفة حكومة الوفاق على قوات الجيش الوطني.
29 مليار دولار
بعد انقطاع أيادي تركيا في طرابلس الآن؛ لا تجني أنقرة من ليبيا سوى الخسائر، خاصة بعد إعلان استهداف سفنها ورجالها وعتادها وطائراتها التي أسقطها الجيش الليبي.
كانت تركيا تأمل من خلال حكومة الوفاق الإخوانية الدفع باستثماراتها إلى الأمام لكنها تجني الآن الخسارة، وكانت ليبيا تستوعب أكثر من 25 ألف عامل تركي، كما تمثل سوقا مهما لترويج المنتجات السياحية التركية، فيما كان يزور تركيا سنويا أكثر من 50 ألف ليبي.
ووفق وسائل إعلام ليبية، خرجت حكومة الوفاق في فبراير الماضي، وصرحت على لسان وزير الخارجية بالحكومة الليبية محمد سيالة خلال مؤتمر التنمية والاستثمار الليبي التركي، بمدينة إسطنبول، بأنه تم تشكيل لجنة مشتركة بين ليبيا وتركيا للتعاون الاقتصادي والاستثمار بين البلدين.
وأشار الحضور في مؤتمر إسطنبول إلى أن تركيا تنفذ العديد من المشروعات (بالشراكة مع حكومة الوفاق) خاصة في مجال الكهرباء، إذ تتعدى قيمة المشاريع في القطاع 3 مليارات دينار ليبي "نحو 2.25 مليار دولار أمريكي"، بحسب ما صرح به في وقت سابق رئيس مجلس إدارة الشركة العامة للكهرباء في ليبيا المهندس عبد المجيد حمزة.
وبعد انتهاء مؤتمر إسطنبول بأيام، قال رئيس المجلس التنفيذي لرابطة المقاولين الأتراك، مدحت ينيغون، في مارس 2019، إن أول بلد أجنبي مارس فيه المقاولون الأتراك أنشطتهم في 1972 كانت ليبيا، مضيفاً أن ليبيا تحل في المرتبة الثالثة، ضمن قائمة البلدان الأجنبية الأكثر احتضانا لمشاريع المقاولين الأتراك، بمشاريع تصل قيمتها إلى 28.9 مليار دولار، بحسب وكالة "الأناضول".
وأوضح أن قيمة المشاريع العالقة للشركات التركية في ليبيا تصل إلى 19 مليار دولار، وأن مستحقاتها تقدر بقيمة مليار دولار، وتأمينات بقيمة 1.7 مليار دولار، وكشف حينها عن أن حجم الأضرار التي لحقت بالآلات والمعدات وما شابه، يبلغ 1.3 مليار دولار، مشيرا إلى أن الشركات التركية لا تزال تدفع 50 مليون دولار سنويا ثمنا لخطابات الضمان.
وحصدت تركيا العديد من الخسائر بعد اشتعال معارك طرابلس، ولم تجن أنقرة من تحالفات أردوغان سوى الأزمات الأقتصادية الجديدة، لعل أبرزها انقطاع الرحلات التجارية التي كانت مستمرة بين مطاري معيتيقة في طرابلس ومصراتة غرب ليبيا لتخوف الشركات من استهدافها من قبل الجيش الوطني، وهو ما كلف تركيا خسائر فادحة، فقد كان مطار معيتيقة الدولي يستقبل كثيرا من رحلات تركيا التجارية التي تقدر بنحو 3 مليارات دولار سنويا في صورة تبادل بضائع عبر هذا المطار فقط.
كما أن مصالح تركيا التجارية في ليبيا نسفها أردوغان بتحالفه مع الإخوان المسلمين، حيث جاء في تهديدات الجيش الليبي استهداف "الشركات والمقرات التركية وكل المشروعات التي تؤول للدولة التركية، واعتبارها أهدافا مشروعة للقوات المسلحة ردا على هذا العدوان التركي" وفق بيان الجيش الليبي.