ليبيا بين مطرقة الميليشات وسندان قطر
الثلاثاء، 09 يوليو 2019 09:00 ص
مؤامرة إقليمية تم إعدادها من قبل تركيا وقطر ضد الجيش الوطني الليبي الذى يقوده المشير خليفة حفتر، خاصة عندما تحرك الأخير لطرد الميليشيات المسلحة من العاصمة طرابلس، لتبدأ كرة الثلج تظهر بوضوح، وخيوط المؤامرة تظهر للعلن، خاصة الدوحة وأجندتها الخبيثة التى اعتادت على تطبيقها فى الدول العربية.
كُشفت مؤامرة قطرية جديدة خلال الأيام الماضية مسرحها كان هذه المرة ليبيا، لتضاف لسجل الدوحة "المخزي"، وأجندتها "الخبيثة" الرامية لزعزعة الأمن والاستقرار، وبث الفوضى في المنطقة، حيث ظهرت أدلة جديدة تؤكد تورط قطر وحكومة فايز السراج في واقعة العثور على صواريخ "جافلين" الأمريكية في مدينة غريان جنوب العاصمة الليبية، بحسب ما نشر موقع "أفريكا إنتليجنس" والذي يتخذ من باريس مقرا له، والمقرّب من أجهزة المخابرات الغربية، حيث كشف الموقع في تقرير خاص عن علاقة مشبوهة تجمع بين السراج ومايكل سولمان، الشريك في شركة "ميركوري" للعلاقات العامة، والذي يعمل في الوقت نفسه ككبير لمستشاري السيناتور الأمريكي روبرت منينديز، الذي طالب بفتح تحقيق حول واقعة هذه الصواريخ.
وتقدم الشركة الأمريكية خدماتها للسراج منذ أبريل الماضي، وتعمل كذلك لصالح الحكومة القطرية، بحسب التقرير، وتكشف هذه الوقائع ارتباط ميليشيات طرابلس في "دس" 3 صواريخ أميركية بمخزن تابع للجيش الوطني الليبي في غريان، في محاولة لاتهام الجيش الليبي بالحصول على صواريخ بطريقة مخالفة للقانون الدولي، وبحسب الخبير السياسي الليبي عبد الباسط بن هامل فإن الميليشيات تسعى لتلفيق التهم، هذا ليس بجديد عليهم، فقد قاموا بإحضار شحنات أسلحة من بلغاريا سابقا، كما ساعدتهم قطر بالحصول على الأسلحة عبر تهريبها، مؤكدا أن أساليب الميليشيات المسلحة المدعومة من تركيا وقطر، باتت مكشوفة، حتى الأسلحة التي يريدون توريط الجيش الليبي بها، بالإمكان تتبعها من خلال رقمها المتسلسل.
وتعد عملية دس الصواريخ في مخازن الجيش الليبي، ما هي إلا محاولة يائسة من حكومة السراج للتغطية على المجزرة المروعة التي ارتكبتها ميليشيات طرابلس، بحق جرحى جنود الجيش الوطني الليبي في مدينة غريان قبل أيام، حيث قتل 40 جريحا من عناصر الجيش الليبي على يد عناصر من ميليشيات طرابلس التي اقتحمت أحد مستشفيات المدينة.
والعلاقة المشبوهة بين السراج و"ميركوري" بدأت مطلع أبريل الماضي، حيث تعاقد الأول مع الشركة التي تعمل في مجال العلاقات العامة، بهدف محاولة تغيير الموقف الأميركي من الجيش الوطني الليبي، وترتبط الشركة الأمريكية بعلاقات خاصة مع النظام القطري؛ إذ تعمل لصالح الدوحة، وتسعى بشكل مستمر إلى تحسين صورة البلاد، وتهدف الصفقة للترويج لفايز السراج والضغط على البيت الأبيض، ولكنها فشلت تماما، فالإدارة الأمريكية لا تعتمد على تقارير من منظمات قصيرة النظر مثل هذه، وقد كشف موقع "بوليتيكو" الأمريكي عن تفاصيل الاتفاق بين السراج و"ميركوري"، حيث أظهرت بيانات أن السراج ينفق من خزينة البنك المركزي الليبي 150 ألف دولار شهريا، و1.8 مليون دولار سنويا، لصالح هذه الشركة.