المتحدث باسم مجلس النواب الليبي لـ«صوت الأمة»: جاهزون للرد على إرهاب تركيا
الجمعة، 05 يوليو 2019 01:07 م
تدخلات وانتهاكات من قبل النظامين التركي والقطري في الشؤون الداخلية لعدد من دول المنطقة العربية، بما يُهدد استقرارها وأمنها القومي. وهو ما لا يقبله العرب على الإطلاق وقد أكدوا على تصديهم بقوة وحزم لكل من تُسول له نفسه الاعتداء على أمن المنطقة.
ولعل الملف الليبي واحدًا من أبرز القضايا المشتعلة في المنطقة، بسبب استمرار الدعم التركي والقطري للمليشيات والعناصر المُسلحة على الرغم من بُعد ليبيا تمامًا عنهما، إلا أنهما يستمران في محاولاتهما إلى الإضرار بها وشق الصف الليبي لتحقيق أغراضهما الخبيثة والمُغرضة.
وأعلن الجيش الليبي الوطني الأحد الماضي عن استهدافه لطاشرة مُسيرة تركية في العاصمة الليبية، طرابلس كانت تهدف لتنفيذ غارات على مواقع تابعة للجيش الليبي. وصرّح المتحدث باسم الجيش الوطني، اللواء أحمد المسماري بأن الجيش يخوض معركة مع تركيا على أرض الواقع، مشيرًا إلى قتال الجيش الوطني مع الجماعات المسلحة والإرهاب في بنغازي ودرنة وغيرهما منذ عام 2014.
وأوضح دور تركيا وقطر في دعم وتمويل الإرهاب في ليبيا من خلال مساندة المليشيات والعناصر المسلحة والمتطرفة لمواجهة الجيش الليبي الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر.
ولم يتوقف الأمر عن هذا الحد، لكن صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مُعلنًا عن الموقف التركي المناوئ لأمن واستقرار ليبيا، من خلال إساءته إلى «حفتر» وتأكيده على دعم الأطراف التي تُهدد أمن ليبيا القومي.
في هذا الصوص قال المتحدث باسم مجلس النواب الليبي، عبدالله بليحق: «للأسف قطر وتركيا لم تكُف أيديها عن ليبيا منذ أعوام، حيث عملت على دعم المليشيات الإرهابية والمتطرفة وإمدادها بالسلاح والمال من أجل نشر الفوضى وفرض أجندات جماعة مشاريع الإخوان الإرهابية وغيرها في ليبيا، وباتت الأحداث الأخيرة غير مقبولة بالمرة وتمادت تركيا في انتهاك السيادة الوطنية لليبيا، وذلك عقب تحقيق انتصارات الجيش الوطني سواء في شرق البلاد وتحرير درنة والجنوب الليبي وبنغازي لنصل إلى المعركة الأخيرة مع العناصر الإرهابية والمتطرفة قي العاصمة طرابلس».
وأضاف في تصريحاته لـ«صوت الأمة»: «عندما شعرت هذه الدول الراعية للإرهاب - قطر وتركيا - بالخطر الذي يحيط بمشاريعها المتطرفة في المنطقة، وخوفًا من خسارها لليبيا بخسارة مليشياتها التي تحركها؛ قامت تركيا بتحول نوعي عبر انتقالها من الدعم الخفي تحت الطاولة لهذه المليشيات إلى الدعم العلني سواء عبر تصريحات أردوغان أو من خلال إرسالها لمدرعات عسكرية لليبيا في وضح النهار وأمام العالم واستقبالها في طرابلس، ووصول هذا الدعم عبر إثباتات بمواقع مصورة وصلت إلى جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى التطور الأخير في معركة غريان حيث قامت المليشيات بالهجوم على قوات الجيش الوطني فقد قامت المليشيات المتطرفة والمسلحة بالهجوم على الجيش الوطني.
ولعل التطور الجديد هو مشاركة تركيا بشكل مباشر في القتال إلى جانب المليشيات المسلحة عبر تقديم فريق تركي يتكون من عدد من ضباط الكبار في الجيش التركي يقومون في التواجد في ليبيا وتسيير طائرات مسيرة بدون طيار تقوم بقصف الجيش الليبي، وهو ما اعتبره مجلس النواب بمثابة إعلان حرب على ليبيا وشعبها عبر مشاركة تركيا في قتال الجيش الوطني ومساندة هذه الجماعات الإرهابية والتي تحوي عدد من المتطرفين المطلوبين بموجب قرارات من مجلس الأمن الدولي».
وتابع «بليحق» بأن «القائد الأعلى للقوات المسلحة الليبية، رئيس مجلس النواب الليبي، المستشار عقيلة صالح أعلن التعبئة والنفير العام عقب تهديدات صدرت عن وزير الدفاع التركي، فمن غير المقبول أن تتدخل تركيا في ليبيا وهي تبعد عنها كل هذه المسافة، وهذا ليس في مصلحة تركيا ولا الشعب التركي وإنما يهدف فقط إلى مصلحة أردوغان وأحلامه بحكم المنطقة والعودة إلى الحلم العثماني السابق؛ فرفضنا هذا الأمر».
وأوضح: «ردت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية بقوة حول مشروعية استهدافها لأي تهديد يأتي من دولة تركيا وتوجهنا كمجلس نواب إلى الأمين العام للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية لتقديم استنكارنا لهذا التدخل التركي السافر في ليبيا، ومطالبتهم والمنظمات الإقليمية باتخاذ الخطوات اللازمة تجاه خرق دولة تركيا لميثاق الأمم المتحدة وكذلك جميع القرارات الصادرة عن مجلس الأمن في ليبيا وانتهاكها لكافة القوانين والمواثيق الدولية باحترام سيادة الدول وعدم التدخل فيها، ولازلنا مستمرون في العمل السياسي وجاهزون لأي تطور في الأحداث للرد على تركيا؛ فليبيا وإن كانت في هذه الفترة تمر بظروف صعبة وفي حالة هشة وضعيفة، لكن لن يقبل شعبها أن يتم الاعتداء على ليبيا وشعبها وسيادتها».