بعد عام وثلاثة أشهر.. هل تنتهي الحرب التجارية بين أمريكا والصين؟
الجمعة، 28 يونيو 2019 09:00 ص
بدأت الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، رسميا حين أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 22 مارس من عام 2018 عن وجود نية لفرض رسوم جمركية تبلغ 50 مليار دولار أمريكي على السلع الصينية بموجب المادة 301 من قانون التجارة لعام 1974 التي استند إليها ترامب فى وصف الصين بارتكابها ما يسمى "الممارسات التجارية غير العادلة" وسرقات الملكية الفكرية، وكرد انتقامي من الحكومة الصينية فقد فرضت رسوم جمركية على أكثر من 128 منتج أمريكي.
وبدأت الحرب تشتعل، فأصبحت الرسوم الأمريكية على ما قيمته 34 مليار دولار من البضائع الصينية فعالة في 6 من يوليو العام الماضي، لترد الصين بدورها بالمثل بفرض رسوم على نفس القيمة، فى وقت يبلغ فيه حجم الناتج المحلى الإجمالى للولايات المتحدة الأمريكية نحو 19 تريليون دولار فى حين يبلغ حجم الناتج المحلى للصين نحو 12 تريليون دولار، والأخير يحقق نموًا متسارعًا خلال السنوات الأخيرة، وحين فرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية على المنتجات الصينية بنسبة تصل لـ10% وبقيمة تصل لـ200 مليار دولار، ردت بكين بفرض رسومًا على قائمة من الواردات الأمريكية، وهى سلع بقيمة 60 مليار دولار، بنسبة تتراوح بين 5 و25% على نحو 5000 منتج أمريكى، ودخلت حيز التنفيذ فى 1 يونيو 2019.
الحرب الضروس تؤثر على العالم أجمع، فالصين تمتلك أكبر احتياطى من النقد الأجنبى فى العالم، بأكثر من 3 تريليونات دولار، وقيمة احتياطياتها من الذهب تسجل 78.525 مليار دولار، مما يجعلها أبرز الدول المؤثرة فى قرارات الاقتصادى العالمى، وقد تصاعد نفوذ الصين فى الاقتصاد العالمى مع إطلاق مباردة الحزام والطريق وتنامى حجم وتأثير شركات صينية كبرى يمثل مصدر قلق للولايات المتحدة الأمريكية، هذا ويتوقع خبراء ومؤسسات اقتصادية عالمية أن ينخفض معدل نمو الاقتصاد العالمى إلى 2.9% عام 2019 من نسبة 3%، بسبب ارتفاع مخاطر التوترات التجارية وتراجع معدلات التجارة والتصنيع على الصعيد العالمى، فهذه الحرب تؤثر مباشرة على المستثمرين حول العالم، مما يدفع مؤشرات أسواق المال والبورصات الكبرى إلى التراجع جراء حالة عدم اليقين من مستقبل الاقتصاد العالمى.
وبعد عام وثلاثة أشهر، أي منذ مارس 2018، قد يتراجع الطرفان لإنهاء هذه الحرب التى أثرت سلبا على الاقتصاد العالمي، وقد ذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" نقلاً عن مصادر، أن الولايات المتحدة والصين اتفقتا على هدنة مؤقتة في نزاعهما التجاري قبيل اجتماع رئيسي البلدين خلال قمة مجموعة العشرين في مطلع الأسبوع المقبل، مؤكدة أن تفاصيل الاتفاق، الذي يعلق الجولة المقبلة من فرض رسوم جمركية أمريكية على سلع صينية إضافية قيمتها 300 مليار دولار، يجري صياغتها في صورة بيانات صحفية وستصدر بصيغة بيانات صحفية منسقة وليس على هيئة بيان مشترك.
وذلك بعد أن هدد ترامب رسميا بفرض رسوم جمركية على واردات صينية إضافية بقيمة 300 مليار دولار، لكنه تراجع بقوله إنه يدرس فرض رسوم جمركية بنسبة 10 % على سلع صينية، بدلا من 25 % كما أشار في البداية، وقد ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إمكانية تحقيق هدنة وإنهاء هذه الحرب حيث قال إنه من الممكن قطعا أن يخرج من اجتماع مع الرئيس الصيني شي جينبينغ باتفاق قد يثنيه عن تنفيذ تهديده لفرض رسوم جمركية على الصين، وذلك لأنه من المتوقع أن يلتقي ترامب مع شي في قمة مجموعة العشرين في اليابان مطلع الأسبوع المقبل، حيث سيكون هذا أول لقاء مباشر بين الرئيسين منذ انهيار محادثات التجارة بين البلدين في مايو الماضى.