قصة القبض على «أبو أسامة المهاجر» أمير تنظيم داعش الإرهابي في اليمن
الأربعاء، 26 يونيو 2019 02:00 م
أثار القبض على الإرهابي "أبو أسامة المهاجر"، بالإضافة إلى المسؤول المالي للتنظيم الإرهابي وعدد من أعضاء داعش المرافقين له، في عملية واسعة هدفها القضاء على رؤوس التنظيمات التي تعمل جنبا إلى جنب مع مليشيات الحوثي الإيرانية التي زرعت الفوضى في البلاد حال كبيرة من الجدل
وكانت العملية النوعية الناجحة للقوات الخاصة السعودية واليمنية، والتي انتهت بالقبض على أمير تنظيم داعش الإرهابي في اليمن، قد أعادت تسليط الضوء من جديد على تواجد التنظيم وانتشاره في اليمن.
ويعود الظهور الأول لتنظيم داعش في اليمن مع إعلان التنظيم تبني محاولة اغتيال نائب الرئيس الأسبق خالد بحاح في حادثة استهداف فندق القصر في مدينة عدن أكتوبر 2015.
وجاءت عملية تفجير موكب محافظ عدن، جعفر محمد سعد، في ديسمبر 2015 بسيارة مفخخة لتؤكد من خلال ما بثه التنظيم في سلسلة مقاطع عبر المواقع الإلكترونية عزمه ورغبته بإقامة ما يسمى بـ"ولاية عدن الإسلامية".
وتواصلت عمليات تنظيم داعش في عدن ولحج وأبين وخلفت المئات من الضحايا، سواء المدنيين أو العسكريين مما تطلب إنشاء قوات أمنية متخصصة في مكافحة الإرهاب.
عرفت اليمن تواجد تنظيم القاعدة منذ التسعينيات الميلادية عندما أعلن عن قيام "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" ليستقطب التنظيم المئات من العناصر المتطرفة التي انتشرت في محافظات مأرب وأبين والبيضاء وشبوة.
نشاط تنظيم القاعدة بلغ ذروته مع تبني التنظيم عملية تفجير المدمرة الأميركية "يو إس إس كول" في أكتوبر 2000 قبالة ميناء عدن، وعلى رغم أن الولايات المتحدة أطلقت عملية مطاردة لعناصر التنظيم بعد هجمات سبتمبر 2001 إلا أنها كانت عملية محدودة.
لم تتوقف العمليات الإرهابية لتنظيم القاعدة مع ملاحظة تصاعدها، ومع دخول الأزمة السياسية في 2011، وكانت حادثة مستشفى العرضي في صنعاء أكثر الهجمات الدامية التي نفذها التنظيم في العالم.
وبحسب تقرير صادرعن الأمم المتحدة في 2019 فالتقديرات لعناصر داعش تتراوح من 250 ـ 500 بينما تصل التقديرات لأعضاء تنظيم القاعدة إلى سبعة آلاف، يتوزعون على محافظات مختلفة ويتم استهدافهم عبر الغارات الأميركية التي تعتمد على المعلومات الاستخباراتية، وتنفذ عبر الطائرات المسيرة.
بعد ظهور داعش في العراق وسوريا، ظهر تسجيل مصور لعناصر إرهابية تعلن مبايعة داعش وإقامة "ولاية عدن أبين" وسيطر التنظيم الإرهابي على مديرية جعار في محافظة أبين.
واستقطب تنظيم داعش عناصره من تنظيم القاعدة بعد أن أظهر التنظيم وحشية في عملياته الإرهابية خلال العام 2015 ومحاولاته السيطرة على مدينة عدن التي كانت قد تحررت من مليشيات الحوثي في يوليو 2015 لكنها عرفت موجة من العمليات الإرهابية العنيفة.
وكانت قوات النخبة الحضرمية قد نجحت من تحرير المكلا من عناصر تنظيم القاعدة في أبريل 2016 قرر التحالف العربي إنشاء قوة أمنية متخصصة لمكافحة الإرهاب في عدن، ودخلت عمليات مكافحة الإرهاب من منتصف العام 2016 مرحلة حاسمة بإسناد القوة الإماراتية للحزام الأمني.
تم تطهير عدن من داعش وأطلقت عدة عمليات أمنية في محافظتي أبين ولحج، ونجح العمليات في تطهير مقر تنظيم داعش في مديرية جعار أواخر 2017 ومنها انتقلت عمليات مكافحة الإرهاب إلى محافظة شبوة الغنية بالنفط والغاز، وتم تطهير أجزاء واسعة منها، وكانت غارة جوية استهدفت جلال بلعيدي أمير داعش في أبين ضمن عمليات مكافحة الإرهاب.
أثبتت تجربة التحالف العربي في تأهيل القوات الخاصة في مكافحة الإرهاب قدرتها في تكبيد العناصر الإرهابية خسائر كبيرة، ونجحت في تثبيت الأمن والاستقرار في كافة المناطق التي تتواجد فيها.