#الأتراك_لصوص_الحرمين.. التاريخ العثماني الأسود في سرقة ونهب «أقدس الأماكن»
الأربعاء، 12 يونيو 2019 10:00 ص
تاريخ أسود من السرقة والنهب والاستيلاء ليس على الأموال وممتلكات الدول التي وقعت تحت وطأت الحكم العثماني فحسب، ولكن على أقدس الأماكن وأطهرها لدى المسلمين، حتى تلك التي تخص النبي محمد صل الله عليه وسلم، وسرقة قطع من الحجر الأسود ذاته، وهو ما اعترفت به وكالة الأناضول التركية، حينما كتبت عن جامع تاريخي بإسطنبول يتزيّن بقطع من الحجر الأسود منذ 5 قرون، فكان الرد عليهم من قبل الشعوب ورواد مواقع التواصل الاجتماعي عبر هاشتاج #الأتراك_لصوص_الحرمين.
ذكرت الوكالة أن جامع "صوقوللو محمد باشا" في إسطنبول، يحتضن منذ قرابة 5 قرون، 4 قطع من الحجر الأسود الموجود في الكعبة المشرّفة، وهو اعتراف صريح بسرقة قطع الحجر الأسود في عهد الحكم العثماني.
الحجر الأسود قطعة واحدة لن يتجزّأ الا بكسره، فما أجرم سلاطين الدولة العثمانية وما أبشع فعلهم!
— سلمان بن حثلين 🇸🇦 (@Salman_3G) June 11, 2019
قال عليه الصلاة والسلام:
" لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من أن يراق دم امرئٍ مسلم "
الأتراك:
-قتلوا المسلمين ،
- وهدموا جزء من الكعبة.#الاتراك_لصوص_الحرمين pic.twitter.com/EMKC4pGqsU
ويوجد 6 قطع من الحجر الأسود الذي يزيّن الكعبة المشرّفة نُقلت إلى تركيا في عهد الدولة العثمانية، وعلى الرغم من أن ذلك الحجر الذي يبدأ عنده الطواف وينتهي إليه، ويجلّه المسلمين لتقبيل الرسول -صلى الله عليه وسلم- له، كان جزءاً من الكعبة منذ تاريخها الأول إلا أن العثمانيين سلبوا بعض قطعه استناداً إلى قصة خيالية.
وتقول الروايات التاريخية إنه تم نقل الـ 6 قطع المسلوبة من الحجر الأسود في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني؛ عقب أمطار هادرة ضربت مكة، وتسبّبت في انفصال الحجر عن الكعبة، وبدلاً من إعادة تثبيت كامل الحجر مرة أخرى على الكعبة، قرّر السلطان الاحتفاظ بست قطع منه لبلاده، ونقلها إلى إسطنبول.
وبعد وصول قطع الحجر إلى المدينة التركية الشهيرة، قام المعماري الشهير "معمار سنان"؛ بتركيب 4 قطع منها في جامع "صوقوللو محمد باشا"، وهو الرجل الذي كان يتولى منصب الصدر الأعظم في عهد السلطان سليم الثاني، وتزوج من ابنته السلطانة أسمهان التي أشرفت على بناء الجامع المذكور وأهدته إلى زوجها عام 1571م.
المغول العلوج المحتلون #الاتراك_لصوص_الحرمين
— عبدالله الطويلعي (@abdullah113438) June 11, 2019
🔸من مكة سرقوا ٦ قطع من الحجر الأسود
🔸من المدينة سرقوا موجودات الحجرة النبوية pic.twitter.com/jreIIhcNqd
وأُحيطت هذه القطع بإطار من الذهب، وتوجد واحدة منها بين الأحجار المرمرية التي تعلو باب دخول المسجد، وأخرى في القسم العلويِّ للمحراب، والثالثة فوق باب الدخول للمنبر، أما الرابعة فمكانها أسفل قبة المنبر.
فيما وُضعت القطعة الخامسة في ضريح السلطان العثماني "سليمان القانوني"؛ بينما وُضعت القطعة السادسة في مسجد (أسكى) بـ (أديرنا) استناداً إلى قصة خيالية لا يمكن إثباتها تقول إنه حينما دهمت الأمطار الكعبة وبينما يُفكِّر أمير الكعبة في وضع الأحجار بأيِّ شكلٍ في مكانها على جدار الكعبة يغلبه النوم، ويرى في منامه الرسول الكريم، فيقول الرسول للأمير إنه سيكون هناك مسجد في ديار الروم، وأنه عليه أن يُرسل هذه القطع إلى هناك، وبناءً على هذا تُرسل القطعة إلى مسجد (أسكى) في (أديرنا)، وبحسب الرواية الخيالية فقد كان المسجد يتقدَّم بناؤه ببطء شديد، وبعد وضع القطعة الحجرية على جدار المسجد تم الانتهاء من بنائه في مدة قصيرة.
Turks are Mongols of the times
— MS (@mohamad_soss) June 11, 2019
#الأتراك_لصوص_الحرمين pic.twitter.com/f4Xocg1SBc
وفي كاتبه «سفر برلك.. قرن على الجريمة العثمانية في المدينة المنورة»، رصد الكاتب السعودي، محمد الساعد، الجريمة التركية التي حدثت وقائعها قبل أكثر من مئة عام هجري بحق أهالي المدينة المنورة، وتحديداً في العام 1334هـ - 1915مـ، عندما اقتحم الجنود الأتراك المدينة المنورة، قادمين من اسطنبول، مدججين بالسلاح والفظاظة والأوامر الصارمة لتحقيق هدف واحد هو تهجير سكان المدينة المنورة الأصليين وترحيلهم قسريا إلى خارج الجزيرة العربية.
ويوضح الساعد في كتابه أن تلك الجريمة ـ أي الـ "سفر برلك" وتعني بالعربية "التهجير القسري" ـ كانت محاولة لتحويل المدينة المنورة إلى ثكنة عسكرية تمهيدًا لتتريكها لاحقًا ومن ثم فصلها عن الحرم المكي الشريف وإلحاقها تمامًا بالدولة العثمانية، ولتصبح آخر حدود الدولة العثمانية داخل الجزيرة العربية، في خضم معلومات متواترة ومخاوف حقيقية من قرب انطلاق "الثورة العربية الكبرى" على "الاحتلال التركي"، ذلك الاحتلال البغيض الذي هيمن لقرون على مقدرات الوطن العربي.
وذكرت العربية. نت أن الكاتب جعل من المدينة المنورة محور كتابه منذ هجرة النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ إليها، متقاطعة مع الحقب الإسلامية التاريخية المختلفة، وصولًا إلى تلك الفترة التي عانت فيها ويلات الاحتلال العثماني.
وفي الفصل الأول قدم الساعد عرضًا سريعًا لأصول الأتراك التاريخية وجذور ذلك العرق القادم من أواسط قارة أسيا ليستوطن الجزء الشمالي من العراق والشام، موضحًا أنهم عرفوا طريقهم إلى البلاد العربية مبكرا عبر استقدامهم من حكام الدول الإسلامية والعربية في أزمنة سالفة مختلفة بصفتهم "مماليك" يستخدمون في الحروب والمعارك، قبل أن يتحولوا إلى مستوطنين في أراضي الأناضول.
وفي الفصل الثاني يرصد الكاتب السعودي محمد الساعد، شهادات أهالي المدينة المنورة حول "تفاصيل الجريمة وحكايات الألم" التي ارتكبها الجنرال " فخري باشا " ممثل الحكام الأتراك في حق سكان المدينة المنورة، وكما وردت على ألسنة أصحابها، إذ إن أول ما فكر فيه الأتراك هو مد خط "سكة حديد الحجاز"، لربط المدينة بالعاصمة اسطنبول لتسهيل التهجير القسري عبر القطار فيما بعد.
وبحسب المصادر التاريخية؛ فإنه لم يبق بالمدينة بسبب "سفر برلك" إلا ما بين (80 ـ 100) شخص من أهلها الذين قدر عددهم قبل التهجير القسري بأكثر من أربعين ألفا، ولم يكتفِ الجنرال فخري باشا بذلك بل أمر باحتكار المواد الغذائية الشحيحة أصلا لصالح الجنود العثمانيين وتحويل المدينة إلى ثُكنة عسكرية بما في ذلك استخدام المسجد النبوي كمستودع للسلاح، حتى وصلت المجاعة التي شهدتها المدينة ببعض الأهالي والأطفال الذين فقدوا أهاليهم نتيجة للتهجير لأكل القطط وما تبقى في المزارع والشوارع.
كان من آثار تلك الجريمة أيضًا، أن نقل الأتراك عبر ما عُرف بـ "قطار الأمانات المقدسة" عام 1917م، جميع الآثار والهدايا التي أُهديت لحجرة النبي الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ على مدار 1300 عام من دون أن تستثني شيئًا، ووصلت الكنوز النبوية المنهوبة إلى عاصمة الدولة العثمانية، وتعرض حاليًا ومنذ سنوات طويلة في متحف "توبكابي" باسطنبول، وهي تضم: مصاحف أثرية، ومجوهرات وشمعدانات ذهبية، بالإضافة إلى سيوف ولوحات مرصعة بالألماس، وما لا يُحصى من المباخر والعلاقات وغيرها من القطع التي بلغت أكثر من 390 قطعة نفيسة، فضلًا عن بُردة النبي الكريم، ورايته (الحمراء)، ومكحلته، ونعله، ورباعيته، وخصلة من شعره.
وفى الفصل الثالث يستعرض الساعد الأحوال السياسية خلال تلك الفترة في البلاد المجاورة، وحتى داخل الدولة العثمانية نفسها، فقد تحدث عن مصر إبان تلك الفترة، وإعلان الحماية البريطانية عليها، ما أدى إلى استنفار الأتراك وتحالفهم سرًا مع الألمان في الحرب العالمية الأولى، كما تطرق كذلك إلى ممارسات الأتراك التعسفية بحق الأرمن والمذابح التي ارتكبوها بحقهم، التي كانت تشبه ممارساتهم مع أهل المدينة، وانتهاء باستعراض نتائج الحرب العالمية الأولى والآثار المدمرة التي خلفتها على مستوى دول العالم.