أظهرت عملية طوفان الكرامة في ليبيا، والتي تهدف إلى تحرير الجيش الليبي مدن طرابلس من التنظيمات المتشددة والمتطرفة، وإعادة الاستقرار والحياة إلى طبيعتها للعاصمة، الكثير من أوراق اللعبة التي كانت مختبئة، فبخلاف الحملات الإعلامية الكبيرة التي تستهدف عمليات الجيش الليبي، بات الدعم التركي للميلشيات الإرهابية بالأسلحة واضح للعلن، في ظل تخاذل منظمات المجتمع الدولي التي تركت المتطرفين يمارسون الانتهاكات في العاصمة الليبية ولم تخرج بيان واحد لإدانتها.
من جانبه أكد الكاتب والباحث الليبى فوزى الحداد، أن ليبيا لن تصمت أمام هذه الانتهاكات، وسترفع دعاوي قضائية ضد انتهاكات قطر وتركيا والإخوان في ليبيا، كاشفًا عن العديد من الانتصارات التي حققها الجيش الليبي في العاصمة طرابلس ضد الإرهابيين.
وأكد الحداد أن المجتمع الدولى معنى أساسا بمصالحه، وبما أن الأحداث فى ليبيا والانتهاكات التى يمارسها الإرهابيين تحدث داخل ليبيا ومنعدمة التأثير على أوروبا والمجتمع الغربى وبالتالى فإن تناولها والعلم بها من قبل المنظمات المجتمع المدنى يكون تبع المزاج العام لذلك لا نجد متابعة منهم على الانتهاكات التى تشهدها طرابلس وليبيا عامة من جانب الإرهابيين لأن الوضع فى ليبيا لا يمت بمصالح هذه المنظمات ، أما إذا كان مرتبط بمصالح تلك المنظمات فكنا سنجد تركيزا قويا حتى على أصغر الصغائر فى ليبيا.
وأضاف أن الجيش الوطنى الليبى يحافظ على تمركزاته التى حققها خلال عملية طوفان الكرامة، والتي قدم بها إلى طرابلس على عدة محاور، وهذا القتال يتم على محاور ملتهبة فى طرابلس وخصوصا محور مطار طرابلس ، والمهم أن هذه المعركة لا تزال محتدمة وهذه المليشيات لا زالت تتلقى معونات وأسلحة بشكل مباشر وصريح وعلنى من تركيا على وجه الخصوص فى تحدى لقرارات الأمم المتحدة والذى يحظر توريد الأسلحة إلى ليبيا دون أن نجد أى حديث أو شجب أو عقاب من مجلس الأمن لمحاسبة هذه الخروقات العلانية من قبل تنظيم الإخوان المستتر فى تركيا ومن وراءه بالطبع قطر.
وأكد أن تسليم الإرهابى هشام عشماوى لمصر وهى عملية نوعية للجيش الليبى قبض عليه فى درنة حيث كان يشغل منصب قيادى لتنظيم القاعدة فى تلك المدينة ، فهو يشكل خطر ليس فقط على ليبيا ولكن أيضا على الأمن القومى المصرى، ولا شك أن له صلات قوية مع التنظيمات الإرهابية الذين يمارسون الإرهاب على حدود الدولة المصرية، وتسليمه كان وضعا صحيحا وهناك تعاون أمنى بين البلدين ، خصوصا أنه بعد إلقاء القبض عليه ظل لأشهر فى ليبيا وأجرت التحقيقات معه وبالتالى من الأفضل أن يستكمل معه التحقيق فى مصر لأن منع عمليات إرهابية فى مصر يعد هدفا قوميا ليبيا وليس فقط لمصر.
وعن سبب اندفاع تركيا العلنى لمساعدة السلطة القائمة فى طرابلس، أكد أن تركيا وضعت ثقلها كله خلف جماعة الإخوان ، والإخوان الآن هم الذين يتحالفون مع المجلس الرئاسى الليبى ويحكمون بشكل كبير فى العاصمة طرابلس، والجيش الليبى يهدد الإخوان الذى تعتمد عليه تركيا فى التحكم والسيطرة على الدول العربية، فهى فشلت فى مصر وكلنا يعلم ماذا فعلت تركيا عندما تم الإطاحة بنظام جماعة الإخوان فهى أصبحت فى عداء سافر مع مصر ، ويحدث هذا الآن مع ليبيا وهى تحاول ألا تفقد السيطرة على طرابلس بأى شكل من الأشكال حتى لا تخسر طرابلس، ولذلك نتمنى أن تخسر المليشيات الإرهابية فى طرابلس حتى نتخلص من تركيا وأذنابها فى ليبيا والمنطقة.