آكل رفاقه.. اضطر لتناول لحم أصدقائه بدلا من الموت جوعا
الإثنين، 10 يونيو 2019 05:02 م
تتنوع الجرائم حول العالم ولكن هناك بعضها صادما للعقل البشرى، وترجع قصة اليوم إلى الفترة التى شهدت فيها بريطانيا بداية الثورة الصناعية بين عام 1788 إلى 1868 وهى الفترة التى زحف منها أهالى الريف إلى المدن للحصول على وظيفة فتسبب ذلك الزحف فى تكدس المواطنين فى المدينة حتى أن الوظائف لم تسد على كل هذه الأعداد من راغبى العمل، فانتشرت البطالة التى نتج عنها انتشار أعمال السرقة فى كافة أنحاء المدينة وتفشت الجرائم بشكل بشع لم تشهده المدينة من قبل حتى أنها أثارت الرعب والفزع فى قلوب السكان على الرغم أن القوانين كانت مريعة فقد كانت المحاكم تقضى بالإعدام على أتفه الجرائم ولكن كل هذه القوانين لم تستطع السيطرة على الوضع المريب، إلى أن تمثل الحل هنا بالنفى إلى أمريكا وبعد حصول الولايات المتحدة الأمريكية على استقلالها من بريطانيا أصبحت أستراليا هى البديل.
ومن ضمن المحكوم عليهم بالنفى ظهر ألكساندر هوبارت الذى عوقب بالنفى بعد سرقته 6 أزواج من الأحذية وحملته السفن مع المجرمين إلى جزيرة تسمانيا الاستراليا ليصل إلى سجن مفتوح بالمستعمرة وسط المدانين منهم من أنهوا فترة عقوبتهم وآخرون تأقلموا على الحياة فى أستراليا وكونوا عائلات لهم هناك، وكان "ألكساندر" ضمن عدد من الذين لم يتحسن سلوكهم على الرغم من القوانين الصارمة المنظمة للمعتقل وذلك لسرقته بعض الطيور وتناوله الخمور وسكره أغلب الأوقات وعدم تنفيذه للأوامر.
وكان عقاب الغير ملتزمون هو الإنتقال إلى سجن وصفه الكثيرون بالجحيم والذى يقع فى جزيرة سارة وكان الطريق الوحيد المؤدى إلى هذه الجزيرة هو عبور مضيق بوابات الجحيم بالسفن وهو اسم على مسمى بالفعل فهناك الكثيرون لقوا مصرعهم غرقا قبل الوصول إلى سجنهم وذلك لخطورة المضيق.
وكانت فكرة الهروب من السجن أمر مستحيل فلم يكن أمامهم سواء البحر بأسماكه المتوحشة وتياراته القاتلة ولكن هناك 8 رجال نجحوا فى الهروب وكان "ألكساندر" واحد منهم وبعد تكبيل المشرف على سجنهم سرقوا أحد القوارب وفروا هاربين فى عرض البحر وبدأت هنا الصعوبات فى الظهور فباقى الحراس بدأوا فى مطاردتهم ومن جهة أخرى فلم تكن مركب الصيد الصغيرة كفيلة لمواجهة التيارات القوية فلم يكن أمامهم سوى الإنطلاق فى الغابات التى طالما ابتعلت البشر ولم يعلم أحد طريقهم.
ظل السجناء الهاربون يتجولون فى الغابات دون طعام أو مياه ولكن الطريق لم يظهر له نهاية وكانوا يظنوا أن هروبهم سيصل بهم إلى الصين لما أشيع بأن الصين لا يفصلها عن أستراليا سوى نهر صغير ولكنها كانت كذبة كبيرة حطمت آلامهم فالمسافة بين أستراليا والصين تصل إلى 5 آلاف ميل.
وبعد فترة من السير فى الغابات دون طعام أو شراب جلسوا يلتقطون أنفاسهم وبدأوا يتشاورون حول اختيار واحدا منهم لذبحه ويتناول الباقيين لحمه ليكملوا رحلتهم بدلا من أن تموت المجموعة بأكملها من الجوع، وبالفعل تم اقتراع أحدهم وقطعوه وأكلوا لحمه وفى اليوم الثانى تشاوروا ليجدوا الضحية الثانية ففر اثنان منهما ليعودا إلى السجن من جديد ولكنهم ماتا من الجوع فى الطريق وأصبحت المجموعة خمسة أشخاص من بينهم واحد يعتمدوا عليه فى إرشادهم بالطريق لعمله كبحار ولديه معلومات إلى حد ما عن الطريق.
وبدأوا فى قتل واحدا تلو الآخر حتى تبقى "ألكسندر" والبحار ليكملوا طريقهم ودخل الخوف فى قلوبهما فكل منهما يخشى النوم تحسبا لذبح الآخر له وتناول لحمه فهرب "ألكسندر" من البحار وقرر استكمال طريقه بمفرده ولكن فجأة وجد نفسه أمام مخزن للطعام يخص أهالى الجزيرة فأكل حتى امتلأت بطنه وخرج ليكمل رحلته ليجد راعى غنم ساعده فى مده بالطعام والشراب ولكن سرعان ما عاد إلى نشاطه القديم كلص وبدأ يسرق الأغنام برفقة صديقه الراعى للأغنام إلى أن تم القبض عليهما وعاد "ألكسندر" إلى السجن من جديد وقص على القاضى ما حدث فى الرحلة وكيف تناول لحم زملاءه وبعد شهر هرب من جديد برفقة أحد المساجين ولكنه لم يعود إلى الغابات بل هرب فى البحر وفى هذه المرة كان معه الطعام والشراب ولكن بعد عدة أيام تم القبض عليه ولكن لم يجدوا رفيقه بل وجدوا بقايا لحم بشرى معه فاعترف بأنه وجد رفيقه لم يستطع الابحار فظن أنه سيعيق رحلته فذبحه وتناول لحمه رغم وجود الطعام معه ولكنه حبذ اللحم البشرى وهنا نال "ألكسندر" الحكم بإعدامه شنقا خوفا على الباقيين من خطورته كآكل للحوم البشر.