تقول رانيا فوزى المتخصصة في الشئون الإسرائيلية وتحليل الخطاب الإعلامي الإسرائيلى جامعة عين شمس إن فوز «نتنياهو» فى الانتخابات كان متوقعاً بعد الدعم الكبير الذى قدمه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لنتنياهو قبل توجه الناخب الإسرائيلى للإدلاء بصوته فى صناديق الاقتراع ، أى أن ترامب من أنقذ نتنياهو من الهزيمة المدوية.
وتضيف «فوزى»، أن ترامب مهد الطريق لفوز نتنياهو عندما وفى بوعده بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل فى ديسمبر 2017 ثم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس المحتلة، مشيرة إلى أن بطاقة العبور لولاية خامسة لنتنياهو كانت قبل أسبوعين من الانتخابات عندما أعلن «ترامب» بأن الجولان تحت السيادة الإسرائيلية وهو ما لفت الانظار نحو زعيم الليكود ، بل منح الإسرائيليين أصواتهم لصالح اليمين المتطرف والحريديم ، فقد عكست النتائج الاولية بعد فرز الاصوات تفوق حزب شاس ويهوديت هتوراه بـ8 مقاعد لكلا منهما على عكس استطلاعات الرأي المزيفة التي لعب عليها الإعلام المحسوب على اليسار والوسط الذي صدر حزب «زيهوت» واليمين الجديد اللذين لم يحصلا على اية مقاعد بحسب فرز النتائج.
وأوضحت أن حملات التشويه ضد نتنياهو وملاحقته بقضايا فساد لم تؤثر على التصويت بل خدمت في شق اليمين وظهور منافس وهو حزب «الأزرق- الأبيض» الى المشهد ، فالناخب الإسرائيلي قد وقع تحت ضغط وهو ما ظهر في ضوء حملات المقاطعة وعزوف نحو اكثر من مليوني ونصف ممن لهم حق التصويت عن الادلاء بأصواتهم.
وأكدت «فوزى» أن الدعم الأمريكى يحدد عدد مقاعد الليكود فى الكنيست ، ضاربة المثل بفترة ولاية الرئيس الأمريكى السابق بارك أوباما عندما كانت هناك علاقات متوترة بين واشنطن وتل أبيب، وهي الفترة التي حصل خلالها نتنياهو في عام 2015 على 31 مقعد وكاد ان يفشل في تشكيل الائتلاف نتيجة لعدم وجود مكاسب تحسب له ، وبعد تولى «ترامب»، ومع تحسن العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة أثر ذلك على الداخل الإسرائيلى ليتمكن نتنياهو من حصد 36 مقعداً فى الانتخابات الأخيرة ، وتابعت كما منحت العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة ثقة المستوطنين في ايفاء نتنياهو بتعهداته ، بضم المستوطنات في الضفة الغربية.
وأشارت «فوزى» إلى أن عدم خبرة بانى جنتس زعيم حزب «الأزرق- الأبيض» السياسية مكنت «نتنياهو» من تحقيق هذا الفوز، كما لعب «نتنياهو» على أن «جانتس» يميل نحو اليسار الذى يؤيد قيام دولة فلسطينية دفع الناخب إلى اختيار الليكود، حيث قاد نتنياهو حرب نفسية ضد جانتس قبل الانتخابات.
تجدر الإشارة إلى أن يائير لبيد أحد قيادات حزب «الأزرق- الأبيض» المنافس لحزب الليكود الذى يتزعمه بنيامين نتنياهو أقر بالخسارة فى الانتخابات الإسرائيلية العامة التى أجريت الثلاثاء.
وقال لبيد الذى حصل حزبه بزعامة «بانى جنتس» على 35 مقعداً أن حزبه سيعمل من صفوف المعارضة فى الكنيست أى أنه سيكون خارج الائتلاف الحكومى.
وكانت صحيفة «هأارتس» الإسرائيلية ذكرت أن الكنيست الإسرائيلى الذى سيتم تشكيله عقب إعلان النتائج النهائية للانتخابات العامة التى أجريت أمس الثلاثاء ستسفر عن سيطرة اليمين المتطرف على أكثر من 65 مقعداً مقابل 55 مقعداً لصالح اليسار والوسط ، حيث تبلغ مقاعد الكنيست 120 مقعداً.