ارتفاع أسعار الأعلاف الجافّة والحبوب.. و«الزراعة» تراقب بتحليل آلاف العينات شهريا
الأربعاء، 10 أبريل 2019 12:00 ص
تشهد أسعار الأعلاف الجافة والحبوب، ارتفاعاً كبيراً من وقت لآخر، وهو مايؤدى إلى صعوبات أمام مُربى الثروة الحيوانية بأنواعها، وخروج البعض منهم من نشاط تربية والاتجار فى هذه الثروة الوطنية والقومية، التى تُعد حائط الصد، أمام تصاعد فاتورة استيراد الحيوانات الحية واللحوم من الخارج، وقد يعود ارتفاع أسعار الأعلاف، إلى وجود فجوة مابين الإنتاج المحلى والاستهلاك، أو عدم زراعة هذه المحاصيل فى مصر، نتيجة لأى عوامل طبيعية أو تسويقية.
الأعلاف الجافة ركيزة تربية الثروة الحيوانية
زراعة القطن والفول
حتى السبعينات وبداية الثمانينات، كانت مصر تحقق الاكتفاء الذاتي، من الأعلاف اللازمة للثروة الحيوانية، حيث كانت مساحة تزرع القطن، تتجاوز المليون فدان، علاوة على زراعة الفول بنفس المساحة أيضا، إضافة إلى زراعة القمح، وكانت منتجات المحاصيل الثلاثة، تساهم مساهمة كبيرة فى إنتاج وتصنيع الأعلاف، من خلال «تبن» القمح، و«كُسب» بذرة القطن، والفول وقشره.
غير أن تراجع مساحة زراعة القطن في هذه الفترة المشار إليها، ترك أثراً سلبياً على هذه الصناعة، وخاصة الزيوت والأعلاف الحيوانية، كما ترك تراجع مساحة زراعة الفول، أثره على التغذية الحيوانية أيضا، ولنا أن نتخيل كميات الزيوت و«الكُسب»، الذى كانت تعطيه مساحة 2 مليون فدان قطن، مقارنة بزراعة حوالى 300 ألف فدان حالياً، ومما زاد الطين بِلّة، أن أغلب شركات الزيوت الحكومية، قد أغلقت أبوابها، نتيجة الخسائر أو تم خصخصتها ثم بيعها، ولم يتم التعويض بشركات أخرى.
الأعلاف وأسعارها المناسبة تعمل على تنمية الثروة الحيوانية
أسعار الأعلاف فى السوق
وفى جولة على الأسواق المحلية، لرصد أسعار الأعلاف، والخامات المُستخدمة فى صناعتها، قال المهندس وحيد عبد الظاهر، إن سعر طن فول الصويا يصل إلى 7 آلاف جنيه، وهذا السعر خاص بالفول الحبوب، أمّا الفول المطحون فيصل سعره إلى 7 آلاف و 600 جنيه، بينما يصل سعر طن الذرة الصفراء الأوكرانى لـ 3 آلاف و 700 جنيه، والذرة الصفراء الأرجنتينى لمبلغ 3 آلاف و850 جنيه، وهناك الصنف البرازيلى وهو قريب من هذه الأسعار.
وعن أسعار فول العلافة، أكد المهندس وحيد عبد الظاهر، إن الطن بـ 12 ألف جنيه، بينما قشر الفول فيبلغ سعر الطن 6 آلاف و 700 جنيه، وسن الفول بمبلغ 8 آلاف جنيه، ويتراوح سعر العلف مابين 6 إلى 7 آلاف جنيه، وهناك أيضا علف المواشي من 4 آلاف و 800 إلى 5 آلاف جنيه، بينما علف الأرانب يتراوح سعر الطن مابين 4 آلاف و800 إلى 5 آلاف و 500 جنيه.
عمليات كبس بقايا المحاصيل حتى تصبع أعلافا
وزارة الزراعة تراقب الأعلاف
من ناحيتها، تراقب وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، صلاحية ومطابقة الأعلاف للمواصفات المصرية والعالمية القياسية، حتى تكون صالحة للاستخدام الحيوانى، وغير ضارة باستهلاك اللحوم الحيوانية، بعد عمليات الذبح، وذلك من خلال المركز الإقليمي للأغذية والأعلاف، والذى تم إنشائه عام 1980، تحت إشراف وزارة الزراعة المصرية، بموجب خطاب النوايا، الذي تم توقيعه عام 1970، بالتعاون مع الحكومة الدانماركية، وقد بدأ في عام 1980 نشاطه، تحت مُسمى معمل تحاليل البروتين.
أعلاف
وفي عام 1982، تغير الاسم إلى المعمل المصري الدنماركي، للتحاليل الكيميائية والبيولوجية، وفي عام 1987 تم تغيير اسمه، ليُصبح المعمل المركزي للأغذية والأعلاف، وأصبح تحت مظلة مركز البحوث الزراعية، وفي عام 2007، صدر قرار وزاري بتسميته المركز الإقليمي للأغذية والأعلاف، وقد بدأ العمل به بـ 5 أفراد، ثم أصبح أكثر من 600 فرداً في وقتنا الحالي، ثم تطور العمل ليصل عدد المعامل إلى 27 معملًا متخصصًا.
ويعتبر المركز الإقليمي للأغذية والأعلاف، مسئولاً عن مُراقبة جودة كُلاً من الأعلاف المُصنعة وخاماتها المُستوردة، بالإضافة إلى مساهمته في إعداد وتنفيذ الخطط البحثية للنهوض بمستوى تغذية الإنسان والحيوان.
أعلاف
وقد بدأ المركز الإقليمي للأغذية والأعلاف، منذ عام 2002 المشاركة في الاختبارات الاحترافية مع كل من BIPEA بفرنسا و FAPAS بالمملكة المُتحدة، وتم اعتماد المركز الإقليمي للأغذية والأعلاف، من المؤسسة الأمريكية لاعتماد المعامل A2LA وحصولة على شهادة الاعتماد الدولي ISO/IEC 17025، في مجال اختبارات التحاليل الكيميائية عام 2004 ويتم تجديد الاعتماد دورياً حتى وقتنا الحالي.
ويعتبر المركز مسئولاً بصفة رسمية عن مراقبة الجودة والرقابة لكل من العلف المُصنّع وخامات الأعلاف المستوردة أو المُصنعة محليا، كما أنه يساهم في تفعيل الخطة البحثية لتطوير الأعلاف بجانب تطوير الغذاء لكل من الإنسان والحيوان، وقد تزايد عدد العينات التي يقوم المركز الإقليمي للأغذية والأعلاف بتحليلها من 35000 عينة سنة 1994 إلي 86000 عينة عام 2012، ووصلت عام 2015 إلى ما يزيد عن 98000 عينة.
أعلاف حيوانية