سياسات النظام التركي تقضي على إنتاج الألبان.. غلاء أسعار العلف وذبح الأبقار السبب

الإثنين، 18 مارس 2019 06:00 ص
سياسات النظام التركي تقضي على إنتاج الألبان.. غلاء أسعار العلف وذبح الأبقار السبب
أبقار

لم يقتصر انعكاس الأزمة الاقتصادية التركية بعد التهاوي الكبير في سعر الليرة أمام الدولار الأمريكي، على أسعار الجملة والتجزئة، وكذلك الدقيق في أنقرة، بل أيضا انعكس بشكل كبير على متطلبات المنازل من اللحوم، ما أثر على إنتاج الأبقار للألبان.
 
وارتفعت أسعار الأعلاف خلال العام الأخير بنسبة 100%، حيث استمر ذبح أبقار الحليب، ليصل سعر كيلو اللبن في وقت قصير جدا إلى 7 ليرات، وقال أحد المزارعين لموقع تي أر 724 التركي إن «أيام صعبة نعيشها أجبرتنا على بيع أبقار الحليب حتى لا نتكبد المزيد من الخسائر».
 
وتأتي شكاوى المزارعين بعد يومين فقط من استقبال الرئيس التركي رجب أردوغان، لعدد منهم في قصره الرئاسي، للاستماع لشكواهم وتنفيذ مطالبهم، لكن الرئيس التركي استغل اللقاء ليجردهم من أصواتهم في انتخابات البلدية المزمع عقدها نهاية مارس الجاري، مصورًا لهم المعارضة على أنها شيطان أعظم.
 
وتشدق أردوغان بإنجازاته الاقتصادية المزعومة، لكن الأرقام خذلته، كاشفة عن انهيار سريع في قطاع الزراعة الذي عانى من تراجع واضح عام 2018 بنسبة 4.8%.
 
وفي ظل الانخفاض الرهيب الذي شهدته قيمة العملة التركية في أوائل العام الجاري، صاحب ذلك ارتفاع كبير في الأسعار، الأمر دفع الأتراك إلى تخزين اللحوم بصورة كبيرة، ما أدى إلى نقص في الأسواق، ورغم وعد  الدولة بتوفير اللحوم بأسعار مناسبة، لكنها تخلت عن مسؤوليتها، ليشهد المواطن أزمة كبيرة في العثور على وجبة يتناولها أطفاله.
 
وبحسب موقع عثمانلي التركي، زعم الرئيس التركى رجب أردوغان  أن السبب في أزمة اللحوم هو زيادة مستوى الرفاهية في البلاد، واستهلاك كميات كبيرة منها، الأمر الذي حاز على سخرية من الشعب التركي لاسيما مع ما يعيشه من ظروف صعبة منذ تولي الرئيس مقاليد الحكم في تركيا. 
 
وعلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ارتفاع أسعار اللحوم في الأسواق التركية، قائلًا: «أرى أن ارتفاع أسعار اللحوم يرجع إلى زيادة الطلب بسبب ارتفاع مستوى الرفاهية العامة في المجتمع التركي».
 
ورصد ديوان المحاسبات، وفق جريدة بيرجون في تقرير لها، أنشطة المديرية العامة لمؤسسة اللحوم والحليب لعام 2017، حيث تضمنت توقيع عدد من الاتفاقيات مع سلسلة المحلات التجارية «إيه 101» و «بيم»، وقضت بتوفير اللحوم المدعومة في فروعها المنتشرة في البلاد، الأمر الذي لم يحدث على أرض الواقع وتسبب في أزمة كبيرة.
 
وبحسب عثمانلي فأن التقرير أكد أن المواطنين الذين يذهبون لشراء اللحوم بأسعار رخيصة من أسواق مؤسسة اللحوم والحليب لا يجدونها، محذرا أنه من الصعب شراء اللحوم في ظل ارتفاع أسعارها في الأسواق، موجها خطابه إلى المسؤولين: وفروا اللحوم في المحلات التجارية.
 
وشهدت أسعار اللحوم مستوى غير مسبوق نهاية العام الماضي، حيث وصل سعر الكيلو إلى 50 ليرة مقارنة بـ 39 منتصف 2018،  فيما لم تنتج اللحوم البيضاء من طوفان الأسعار المرتفعة، حيث ارتفعت أسعار الدجاج بنسبة 200% خلال 8 أشهر فقط، كما بلغ سعر كيلو الأجنحة 20 ليرة، ما يمثل عبئا على الأسر المتوسطة في ظل تسريح آلاف العمال وزيادة التضخم.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة